يبلغ عدد الكرد في العالم 40 مليون نسمة حسب تقديرات المنظمات والأحزاب الكردية بشكل عام , وهم ينتمون إلى أصل ميدي من الشعوب الآرية ويتكلمون اللغة الكردية التي انحدرت من اللغات الهندوآوربية العريقة , ويعتبر الكرد من أكبر الشعوب التي منعت من الحصول على أبسط حقوقها القومية والتي تعرضت للحرمان من خارطتها الجغرافية , وتم إنكار وجودها وطمس ثقافتها بالرغم من تواجد الكرد على أرضهم التاريخية والتي تسمى كردستان منذ آلاف السنين .

لقد خضعت كردستان للتقسيم مرتين عبر التاريخ , إذ أصبح قسم منها تحت سيطرة العثمانيين بعد انتصارهم على الصفويين الفرس في معركة جالديران وبقي القسم الآخر خاضعاً لسيطرة الصفويين .

أما بالنسبة للتقسيم الثاني فقد ألحقت كردستان بأربع دول وهي سوريا – تركيا – إيران – العراق , بموجب اتفاقية سايكس بيكو عام 1916 م , بالإضافة إلى أجزاء صغيرة ألحقت بروسيا خلال الحروب الروسية – العثمانية , إذ يتوزع حوالي مليون كردي الآن بين دول الاتحاد السوفيتي السابق , ومما لا شك فيه أن ( لينين ) كان قد أقام هناك مقاطعة كردية ذات حكم ذاتي عام 1922 م وسميت بكردستان الحمراء لأن ( ستالين ) قام بإلغاء المقاطعة عام 1929 م .

أما بالنسبة لأكراد سوريا , فإنهم يعتبرون من أحد المكونات الأساسية للشعب السوري , وهم يتمركزون في شمال شرقي سوريا , الجزيرة السورية , كوباني , وعفرين شمال مدينة حلب , كما توجد أعداد كبيرة منهم في حلب ودمشق وفي قرى الرقة واللاذقية ومنطقة حوران , ومن الملاحظ أن هجرة الشباب الكرد العاطلين عن العمل قد أدت إلى زيادة عدد الكرد في محافظة دمشق وباقي المدن الأخرى وذلك للبحث عن لقمة العيش .

الأكراد في سوريا يتكلمون اللغة الكردية وبالتحديد اللهجة الكرمانجية , إلا أن عدداً قليلاً منهم يتكلمون العربية بسبب إقامتهم الطويلة في المدن ذات التواجد العربي كدمشق وحلب , علماً أن الحكومة السورية تمنع تعليم اللغة الكردية رسمياً ولكن مع ذلك يتعلم الأكراد لغتهم في أسرهم , كما تقوم الأحزاب الكردية بفتح دورات سرية لتعليم القراءة والكتابة .

أما بالنسبة لعدد الأكراد في سوريا , فلا توجد هناك إحصائيات دقيقة , بالنظر إلى أن الحكومة تعتبر كل المقيمين على أرض سوريا عرباً , غير أن التقديرات تشير إلى أنهم يشكلون 15 % من سكان سوريا أي حوالي ثلاثة ملايين نسمة .

سامان