اعلن لكم وانا بكامل قواي العقلية اني اكتب هنا لنفسي ...وانا الذي استفيد من البوح والكتابة ...
في طريق العودة من المشفى هذا الصباح بعد مناوبة طويلة ...احتزمت كعادتي حقيبتي وتكومت كما همام داخل معطفي الذي اختبر الغربة كما اختبرت ...يلف الشوارع صمت وهدوء عجيب ..انه يوم الاحد ..اسمع وقع خطواتي ..وحرارة انفاسي التي تعطي البرد بخارا يترك بصمات الى يوم يبعثون يوم تحدث اخبارها بان ربك اوحى لها ..حينها تلقي مافيها من ارشيف وتتخلى وتاذن لربها وحق لها ذلك ....
كعادتي تجتاحني افكار متزاحمة ...ابداء الصدقات ام اخفاؤها ...تغير المنكر من القمة ام من القاعدة ..خطبة الجمعة الالكترونية ...عملي.. اسرتي ...احسست ببرودة ناعمة لامست انفي ثم ذابت بحنان ...انه الثلج ...
توالت الندف لتنئى بي من دوامة الافكار ...الاشجار صامتة في هدوء ورضى ...قطع الثلج تتراقص في طريقها الى مستقرها ...لتلون كل شيء ببياض يترك انطباعا بالطهر والصدق
بيوت الكوندوس نائمة في عمق كساكنيها ...ان الكون يستمتع بعطلة الاسبوع ...
لقد ارتاح من صخب الانسان ...فهي ليست مضرة لبعض الوقت ان تتحمله لانها مسخرة له في هذه الحياة الدنيا ...
شعرت انني اقطع خلوتها بخطواتي ..وهدير بعض السيارات الشاردة ...عفوا قلت في نفسي ..ولكنني استمتع بلغة الكون ...صفير الريح يلامس اذني ..نعيق الغراب في وقته المناسب ..وتراقص الثلج وصمت الشجر ...انا منكم مومن يحبكم وتحبوه كما جبل احد ..لست ممن تميزون من الغيظ منه ...
نعم انا مذنب ولكني محب ...رضيت عن الله وامنت به ربا وقلت الحمد لله رب العالمين لانه قضى لي بالحق قبل يوم الحساب
فجاة انتقلت بي خطواتي الى سحر صباح العيد وانا في المقبرة اقرا سورة ياسين امام قبور ابائي ...ليس لانني اظن ان هكذا سيصلهم الخير وفي البيت لا ولكن لان هدوء المكان وسكون الليل والقبور يجعل لوطئ القران في نفسي طعما اخر ...
اعود مع مجيء الناس الى القبور ..اقبل يدي والدتي ثم نفطر الفول والمامونية .. اصوات موذني تركيا والقامشلي تختلط في وحدة تذهب الالباب ...وتبدا رحلة التزاور بعد صلاة العيد ....
اقتربت من المنزل ...فتحت الباب عدت الى وحدتي ...وغرفتي ...اشكو همي وبثي في بضع كلمات اكتبها
والى الله المشتكى
خورشيد مساء عيد الاضحى مع اذان فجر العيد في دمشق
الله اكبر الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله