أتعلمين...(شربت قهوة بطعم الدمع الأسود)
إِعْتَدْتُ شُربَ القَهْوَةِ كُلّ صباح.....
إعتَدتُها حُلوَةً
إِعْتَدْتُ شُربَها كي لا أَنَام أَثْنَاءَ دَوَامِيَ الصَّباحِيْ....
أمّا اليَومْ....ولأوَّلِ مَرَّةٍ
أَشْرَبُهَا وسَاعَتِيْ تُشِيْرُ إِلَى الحَادِيَةِ بَعْدَ العَاشِرَةِ....قَمَرَاً
أَشْرَبُهَا مُرّةً... علّها تُوَازِيْ مَرَارَةَ سَاعَاتِيْ
كُلَّ يَوْمٍ.....وَبِذَاتِ هَذَا الْتَوْقِيْت
كانِ يَجمَعُنا لِقَاءٌ حَمِيْم....على مَدَى سَنَوَاتٍ سِتْ
يَظُنُّ البَعْضُ...أَنِّي أَشْرَبُهَا في هذا الوقت
لأن لا أنام
أما أنتِ فلا شكّ أنَكِ تَعلَمِينَ....بأنّي بعيدٌ عن الغَفوَةِ
تماماً كبُعدِك عني... آهٍ وما أبعَدَكْ
مع كلّ شفةٍ مُرّة .... تتساقطُ دمعةٌ سَودَاء في الفُنجَان
فتزيدُ قهوَتي سواداً
وتُلذّذُها بمرارةٍ....مُمَيّزة
آهٍ...كم معتوهٌ هو من يظُنّني أَشْرَبُهَا لألا أنام
أتَعْلَمِيْن... أمس بعد موتك
أَقصِدُ حين ذهبتي دون أن تتمنِّي لي ليلةً سعيدَة....وصباحاً نشيطاً
حين ذهبتي... ولم تَمنحيني ما كُنتِ تمنحيني إيّاهُ كُلّ مَسَاء
أحسَسْتُ بِأنّ القَهْوَة المُرّة حُلْوَة...
لَمْ أشعُر بِمَرَارَتِها وأنا أبتلع فُنجاناً تِلوَ الأخر
ليلة أمس بعد موتِك.....
لا أدري لِمَ أظنُّ أنّهُ مِنَ المُفترضِ أن تكوني ميّتةً الأن
لرُبّما هو إحساسي بالقهر الشديد....
أو لرُبّما لأنّي كُنْتُ أُظنُّ دائِماً بألّاشيء سَيَختَطِفُكِ على هَذِهِ الشّاكِلَةِ مِنِّي...سِوَى المَوْت
ولكن... لا
فلا شكّ أنّ قابِضَ الأرواحِ لن يَفعلها رأفةً بي
ولو فعلها...لردّ لكِ الرّوح
أو لَخَطَفَ رُوحِي مَعَكِ...
لأنّهُ دُونَ شَكْ لا يَمتَلِكُ قوّة القلبِ الكافيَة لِتَفْريقِ قَلْبَيْنَا
أتعلمين...لَيلَةَ أمس ظَلَلْتُ لساعاتٍ سِتْ أتقلّب بِجَسَدِي
وأتخبّطُ في قلبي وروحي معاً...
أتعلمين... ليلة أمسٍ أقسمتُ قسماً غريباً
لا أدري إن كان الرّبُ سيغفرهُ لي
فلا شكَّ أني ناكِثٌ إيّاه
يالَمَرَارَةِ القَهْوةِ..الّتي تمتزجُ في الفُنجان بدمعٍ أسْوَد
وفي الجَسَدِ...بدمٍ أسود
إنتصف فنجان قهوتي...
و لكنّه لمراتٍ عديدة إنْتَصَفَ مُنذُ الأمْس...
ولم ينفذ...لمرّةٍ واحِدة
بل فاضَ لمراتٍ عديدة
..ليلة أمس بعد غيابك
أحْسَسْتُ بِجَسَدِي...يَخْلو مِنَ الرُّوح
أتعلمين....!
لا
لم تعلمي يوماً
ولن تتعلّمي يوماً
لأنكِ إن تعلّمتي ستُصبحينَ أُخرى
ستبقين كما أنتِ...حٌلوةً بطعم المرارة
أخاف أن أستمر بما أخاف ..
وأخاف أن أتودد إلى الدمعة السوداء ...!
تنتظرني منذ الصباح ..
وأتمنع منذ الصباح
مباركٌ ذلك الموت بي منكِ ....
سيدتي ..
الآن فقط صدقت اسمك .... عاشق
لم يَكُنْ بين حِكاياتي قِصةٌ تُشبِهَكْ في هكذا وَضعٍ وظَرفْ...
وإن كان خَطُكَ جميلا.. ويستحق ختم الأبديةَ...
فلن يسعدني ردي بعدَ فترة..
بل سأشعر بحماقةِ تسرعي...والسبب كما أسلفت..
لكنكَ لستَ بعيدا كثيرا عن السعادة يا عاشق أُمة...فلماذا تَتَجَرَعُ قَهوَتَكَ دون روحْ...
قرأتُ في عقليَ مُلحَقاً بنصِكْ بينما أنا أقرأكْ..
كان فيها:
حجارةُ الطريقِ بحالةٍ جيدةْ
والسماءُ غُيومها مُتناثِرة...
مِسوَدَةٌ قليلا بفعلِ الدوارْ
لكنها أغلبَ الظنِ لن تُشعِلَ مَطَرا
السكانُ ينتصِرونَ على بقايا الإسمنتِ في أفئدتهم
والرقصاتُ الشعبيةُ مُنِعَتْ في الملاهي..
هذه حالة طقوس وتنبؤاتها محاكية لنفسية قلمك..
فلستُ أعتذر سوى عن مذيع النشرة إن انتهك حُرمَةَ حُزنك..
و لتُصْنَعْ من جديد..
أتَعْلَمِيْن.....نَهَضْتُ صَبَاحَاً
أقْصِدُ.... أنِّي تَخَيَّلْتُ نَفْسِيْ أنْهَضُ مِنْ نَومِيَ المُتَخَيَّلْ
حَدَّقْتُ فِيْ المِرْآةِ.....لَمْ أسْتَطِعْ أنْ أُبْصِرَ سِوى إبْتِسَامَةٍ غَامِضَةٍ عَلَى شَفَتَيْكِي
كَذَلِكَ دَوْمَاً أنْتِ....
اليَوْم تَذَّكَرْتُ تِلْكَ الأُمْسِيَةَ .....حِيْنَ إرْتَمَيتِيْ بَينَ ذِرَاعَيْ
غَطَّتْ دُمُوعِكِ صَدْرِيْ....... قَبَّلْتُ رَأسَكِ
....إدّعَيتُ: بِأنّي أفهَمُكِ جَيِّدَاً
اليّومَ فَقَط أيْقَنْتُ....بِأنِّي لَمْ أفْهَمْكِ يَوْمَاً
لَمْ أعرِفْكِ يَوْمَاً.......
وَلَكِنّي عَشِقْتُكِ كُلَّ يِوْم
أحْبَبْتُكِ كُلَّ يَوْم
رَسَمْتُكِِ كُلَّ يَوْمٍ
كُلَّ يَوْم........
لِمَ تُصِّرِيْنَ أنْ تَكُونِيْ.....أنتِ قَسوَةَ الحَيَاةْ
ألمْ يَجِدْ الرَّبُ سِوَاكِ لِيُلَقَّنَنِيْ بِهِ دُرُوسَاً فِيْ قَسْوَةِ الحَيَاةْ
ألمْ يَجِدْ الإلهُ سِوَاكِ.....!
كُلَّمَا أخطَأتُ بِحَقَّ الرَّبْ........
أنْتَظِرُ العُقُوبَةَ مِنْكِ.......
لعلَّ الرّبَ لَمْ يَجِدُ في حَيَاتِيْ شَيْئَاً سِوَاكِ لِيُعَاقِبَنِيْ بِهْ.......
..............
مشكور على هذه الكلمات
أخ عاشق كردستان,
و بالتوفيق .....
تقبل مروري ..
جــــــــــــــــــــــــــان ........................................................