حوار مع صديق قديم

لا يوجد ردود
User offline. Last seen 13 سنة 40 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 10/08/2007

على انغام اذاعة دمشق ...ومشهد الثلج والضباب في الخارج ...حيث اشجار الصنوبر العملاقة وضعت حلة العروس ..والسناجب والارانب تساقطت تبحث عن متعة ومطعم تاركة هي والعصافير والانسان اثارا على براءة الثلج الابيض حتى اختلطت كما اختلطت الابعاد بين ذكريات واشواق وهموم وتطلعات ...كياكسار يامن سفيره الي الخيال ...ضاهر يامن تفوح منه رائحة العفوية والبراءة ...تقول لي ابني لنفسك امبراطورية البساطة بعيدا عن تفاهة البروج المتعالية اللي عم يبنيها فلان وعن برودة الطرقات الفاضية اللي عم يمشي فيها علان ...
اليوم التقيت بصديق قديم ..افكر فيه كثيرا ..ولكنه غائب منذ مدة ..تفوح منه رائحة قاسيون ..ورطوبة طرقات الشام المزدحمة ...تكلمنا طويلا واذاعة دمشق تنقلني على جناحيها الى ليل دمشق الهادئ الا من هدير سيارات بين الفينة والاخرى ...
اصبحت ابكي كثيرا ..ولم اتحمل الظلم الحاصل في العالم ..ابكي على ماساة السود وعبوديتهم ..على الاحتباس الحراري والحروب ...ولكني ابرد واعود الى الواقع الى خطواط يجب ان تمشى حتى نصل ....
لا اعرف اين انا ..لم استقر على طريق ولست متاكدا من الكثير من الاشياء ..لذلك لا اكلم احدا خوفا ان انقل له قلقي وهوسي ...
صديقي الحبيب ...لن تكون الطريق مستقيمة الا بعاطفة تعصر القلب ..وثورة تقلب الكيان ومن ثم عقل يرتب كل ذلك ليحمي الخطوات من الزلل والطيش ويتركا رصيد من العاطفة يحمي الفكر من الموت والجمود ..ويقفز به قفزات بعيدة يعجز عنها في لحظة الابداع ....وهذا معنى ان ياخذ الانسان الكتاب بقوة ..ليتجاوز الواقع ويفجر الحلول بعيدا عن خلق التبرير وفن الممكن
اشعر وكانني اريد ان اضحي بنفسي وانا بقمة العاطفة ....
العاطفة يجب ان تخلف عزيمة وتخطيطا طويل المدى ...فان كنتم تحبون الله فاتبعون يحببكم الله ..المحبة تولد الاتباع بكل تفاصيله الصغيرة والكبيرة ...ولامر ما اتبع ذلك ويغفر لكم ذنوبكم ..وكان المضحي يبحث عن تطهير لذنوب واقعه او ذنوبه الواقعية ليقول له الله هذه الذنوب ساغفرها فما عليك الا ان تدعو الى النصر لا الشهادة ان تتحمل اعباء النصر ولا تطغى ..ان تصبر على تعقيدات الواقع ولا تحرق الخطوات ...ولكن وانت تغلي وعيونك تدمع لانك عندها ستكون مومنا لن تواظب على طاعات لان نفسك تستوحش ان تركتها ..بل لانك تزداد قربا وطهارة وهمة وتصميما
التضحية ان كانت بمعنى عدم استحباب الدنيا على الاخرى فحي هلا وان كانت اختيارا للطريق الاسهل هروبا من تعقيدات الواقع فبعدا لها ...
سارت بنا الاحاديث طرقا بعيدة وعادت بنا الى فضاءات صافية ومساءات هادئة ...واذاعة دمشق لاتزال تشدو ...
اكاد اسمع صوت اتستراد المزة ..ونافورة الماء امام المدينة الجامعية ...ونسمة الهواء العليل تلفح وجهي وانا انظر الى بيوت الشيخ سعد القديمة ..مع كاس الشاي ..وكتاب صديق
صاح الديك وسكت شهريار عن الكلام المباح
خورشيد ... كندا
كالكري السابعة مساء
الرابعة صباحا بدمشق ...ولست ادري اين انا