شجرة التوت
في حوش بيتنا شجرة توت قديمة قدم البيت الذي بنته جدتي أيام ما هاجر ج
ي تاركا جنات وعيون ونعمة كان فيها فاكها هربا من خدمة العثمانيين ثم ورثها أخوه حتى مماته.... قطعوا حدودا ضربت في صدر مدينة لتقسمها إلى فرقين وتناثرت عليها الألغام ...
اليوم تكلمت مع همام وتذكرت شجرة التوت تلك التي كلما ازدادت تجاعيد جذعها غاصت جذورها في غياهب الأرض لتتكشف تارة ونحن ننظف البئر أو نحفر أساس البيت لنعيد بناء ..فتورث في نفوسنا احتراما لهذه الشجرة التي تمد ظلالها علينا صيفا وتحمينا شتاء ..تساقط علينا توتا جنيا ونحن نهز أغصانها إلينا فرحين فتمطر السماء ثمارا ليجمع أهل الحي وينقلبوا إلى أهليهم فرحين ...
اشعر يا همام انه كلما سافرنا تمتد جذورنا إلى أعماق الحضارة البشرية فتتنوع المشارب لتنضر الأوراق و تحلو الثمار ...
ولكن يا همام شجرة التوت كلما تقادم عليها العمر تشعر بوحدتها وغربتها أكثر فأكثر
وأخشى أن ينتهي بنا المطاف أن نقطع أحاديث وذكريات وتتحول أغصاننا النضرة إلى حطب يتدفئ به الناس وتتحل جذورنا وتضل في الأرض
أنا راض عن الله يا همام ومعاناتي في رحلة الكدح والنصب والصبر والمصابرة ليرضى عني وهذه الرحلة احتاج فيها إلى من اتكئ عليه فيها ....لأتواصى معه بالحق والصبر على الحق في هذا العصر الذي خسر فيه الإنسان ...
اللهم أتنا من كل ما سالناك
وارحمنا برحمتك واحفظ إخواننا الذين بهم بقاء مودتنا وتراحمنا
سبحان الله والحمد لله
خورشيد
الإحساء
13\10\2008