محطة قطار...
اْنتظار ..اْنتظار ..
وساعات من الاْحتضار ..
اْجثم هنا وحقيبتي في يدي ..
اْنهض ولا اْستطيع حملها ..
يداي نحيلتان ..وجسدي هزيل ..
اْطلب المساعده ..
فساْلني ماذا بها ..؟
هل وضعتي داخلها اْكوام رمل اْم حجر ..!!
اْنتزعتها منه واْرتميت فوقها ..
اْعاد السؤال ..ماذا وضعتي بها ..؟
اْلتزمت الصمت وعُدت اْتذكر هل ماوضعته بها فعلاً كالحجر ..!!
في اْسفلها رتبت ُ اْحلامي ..
اْحلام طفولة ً بائسه ..ضائعه ..
اْحلام مراهقة مغتاله ..مسلوبه ..
اْحلام الآن عصيه ..مستحيله ..
بجانيها ..جمعت صوري ..
صورة اْبتسم فيها ..
صورة ًرسم الحزن اْجمل لوحاته على ملامحي ..
صورة ً ملابسي الرثه ممزقه ..
صور من الماضي ..!!
صور من الحاضر ..مزيفه ..!!
اْبتسامة مصطنعه ..
وملابس جديده غاليه ..يالها من باهته ..!!
فوقها ..لملمت كل اْلامي واْتراحي واْفراحي ..
هناك ورقة اْخيره ..
اْنها ..
شهادة وفاة ..
كُتب عليها ..وداعاً اْمي ..اْحبك ِ اْختي ..
وزنها وزن الجبال ..وحبرها من دمي ..
يصل القطار ..
اْركض نحوه ..اْريد المغادره ..
فالحياة هنا اْشبه بالجحيم ..
ساْلحق بك ..
ساْطوف البلدان بحثاً عنك ..
علي اْجدك ..اْو اْدفن ُبقربك ..!!
بكل بساطة وضعتي إنسانيتك في الحقيبة....
شهادة ميلادك أسترديها من جديد...
لا تحزني .... فلستِ بأول سفينةٍ تضيع في عرض البحر ..
كم تاهت من سفينةٍ وكم غرقت من أخرى ...!!
ولا ترحلي ....
فالرحيل لا يصنع السعادة ...
السعادة في داخلنا وليست في الأماكن التي نرحل منها ونسافر إليها .