أشجان في وداع رمضان

لا يوجد ردود
مشترك منذ تاريخ: 17/08/2006

رمضانُ ما لك تلفظ ُ الأنفاسا = أولمْ تكنْ في أفقنا نبراسا

لطفاً .. رويدك بالقلوب فقد سَمَتْ = و استأنستْ بجلالِك استئناسا

أ تغيبُ عن مهجٍ تجلّك بعدما = أحيا بك الله الكريمُ أُناسا

فلكلّ نفسٍ في وداعك آهةٌ = و العين تدمع والحشاشة تاسى

اسمع وداعك في نشيج مُشيّع ٍ = ولظى فراقك يلهبُ الإحساسا

قد كنتَ غيثا للنفوس فأثمرتْ = برّا و إشفاقاً .. و كنّ يباسا

للتائبين مدامعٌ رقراقةٌ = تـُحيي الفؤادَ وتغسل الأرجاسا

كم في مقام الذلّ من تنهيدةٍ = تجلو الصدأْ والرّان والأكداسا

والنفسُ ترتشفُ الضياءَ فتعتلي = وتكادُ تسبحُ في الفضا استئناسا

أنبتَّ بالتقوى شِعَابَ قلوبنا = و سقيتَ بالآي الكرام غراسا

و كسوتَ من حُلل الفضائل أنفسا = فسعتْ إلى رب الملا أجناسا

و رُبا الأخوّة أينعت من مؤثرٍ = أو منفقٍ لله .. أو مَن واسى

نفحاتك الغنّاء رفدُ سعادةٍ = تستنزلُ الرحماتِ والإيناسا

و نسائمُ الأسحار تـَذهبُ بالضنى = وتهدهد الوجدان مما قاسى

و بكل سانحةٍ مآثر سنّةٍ = من نور أحمد أشرقت نبراسا

وتجولُ في رؤياك صحوةُ أمةٍ = رفعت بأنوار العقيدة راسا

و تقلدت تاج الحضارة، وامتطت = ظهر العلا المتمنع الميّاسا

هذا هو التاريخ يشهد فافتحوا = سفر الحقيقة واقرءوا الكرّاسا

وتمسّكوا بسنا الرسالة وادحروا = دعوى الدعيّ، وأخرسوا الأرجاسا

ذودوا عن الهادي.. وأحيوا أمّةً = تتجرعُ الويلاتِ كاسا كاسا

فمعاركُ الأفكارُ أضرىُ شوكة ً = فقفوا على ثغرِ الحجا حُرّاسا

يا شهرُ كم لي فيك من إشراقة = تطوي الظلامَ وتستجيلُ الياسا

ومعالمٍ تبني الحياة هدىً، وفي = جنّاتِ عدن ٍ تنشرُ الأعراسا

سبحان من أسداك جلباب التقى = و كفاك زادا بالتقى ولباسا

ومضى هلال الصائمين فحَشْرَجَتْ = ووقفتُ أجترعُ الأسى والباسا

و مضى الحبيبُ فهل لنا من ملتقى = يُسلينِ.. أم تجني المنون غراسا

وآها لقلبي في غروبك بعد أنْ = ألِفَ الطريقَ .. وعاشرَ الأكياسا

أستودعُ الله الكريمَ مآثرا = تعظ ُ القلوبَ و تطرد الوسواسا

و لسوف تبقى ذكرياتـُك حيّة ً = الواعظات ُ.. وإنْ بدينَ خِراسا....

شعر: صالح بن علي العمري - الظهران

الأمل ينام كالدب بين ضلوعنا منتظراً الربيع لينهض.. (إنديرا غاندي)