الجسد في فراشه متقوقعٌ على نفسه..

الروح جالسة في زاويةٍ مظلمة..

في ابتسامة تائهة و عينين غرقتا بدموعٍ صامتة همسَ

الجسد : أهٍ .. كم كنا صغيرين.. جميلين وكم كان حبنا دافئاً في تلك النشوة..

الروح وقد تحدقت عيناها إلى ذكرياتٍ بعيدة..

الروح : نعم.. كنت أنساب في عناقك كجدول ماءٍ صغير.. يلفنا حضنٌ
دافئ.. وهمساتٌ نقية..

الجسد : كنتُ لا أحن إلا إلى عينيكِ.. ولا أعشقُ إلا كلامكِ..

الروح : وكم كنتُ أتحاشى كلامهم.. وأهربُ من نظراتهم..
لأني كنت تائهة فقط في عالمكَ..

الجسد : أهٍ .. لو تعلمين كم جمعتُ لكِ من الزهور.. وكم كتبتُ لكِ من لأشعار..
لكنها تناثرت مع رياحٍ غريبة..

الروح : أدري .. ولن أنسى..
تلك الهائجة.. مرت من شرفتي.. وحملتكَ بعيداً..

الجسد : لكم تمنيتُ لو أبقتني بين ذراعيكِ...

الروح : أه.. وكم تلهفتُ إلى عناقكَ..

الجسد وقد بدأ ببكاءٍ صارخ ليتأوه..

الجسد : لم أكن أعلم إن فراقكِ سيؤلمني هكذا ...

الروح : ولم أحسب أنا لهذا...

الجسد : وماذا الآن.. ألا ترينني كم ضعفتُ وأصبحتُ هزيلاً..

الروح : أه .. أو لا تراني خيالاً لا أكثر..

الجسد : أني ابكي الآن ..

الروح : وها هي دموعي قد بدأت بالرحيل إليك..

الجسد : لكنني يا حب ي بتي ... لن أتوقف.. لعلي أكفر عن خطيئتي..

الروح : أو تحسبني غير هذا..

الجسد : أني مشتاق جداً.. أيلي...

ونار الشوق والحنين يحرقني ويأكل من أشلائي..

الروح : أهٍ . انه قاتل ولا يرحم... وأنفاسي قد ضاقت بي..

الجسد : أأبحُر في هذه الدموع ف أصل ..ولو إلى طيفكِ..

الروح : أهٍ . لو كان ممكناً.. لأبحرتُ قبلك..

الجسد : .. أيتها الحبيبةُ الجميلة.. لماذا هكذا تقتلين كل أمل..

الروح : .. آيها الحبيبُ الجميل.. كيف أجامل أكثر.. والأقدارُ مكشوفة..

الجسد : قد فهمت .. صغيرتي..
وكأنك تقولين إن حبنا كان خيالاً ووهماً لا أكثر .. لذا تلاشى بسرعة..

الروح : هكذا قدَر ... وهل الوهمُ لا يعانقُ إلا خيالاً..

الجسد : إذاً دعيني أذوب.. و أختفي في عالم النسيان والأوهام..
لعلي أحضن طيفك هناك .. كما تقولين..

الروح : لكم يؤلمني هذا الرحيل.. لكنهُ الوحيد..

الجسد : الوداع ..

الروح : ولك ألف دعاء....

حين يقع الفراق .. ثم تأتي الذاكرة لتعيد لحظة الشوق والحنين

إلى شيء لم يعد موجوداً.. فماذا نفعل.. وكيف نفعلها...لنطرد هذه اللحظة

التي تعترينا برعشة ورجفة ومزاج عصبي...