مفهوم الصراع بشكل عام هو حالة اجتماعية من عدم الرضا عن الوضع القائم سواء للفرد او لفئة او بين دول , وتنتج نتيجة ضغوط نفسية او مادية او اجتماعية او دينية 

اما الصراع السياسي هو نتيجة فعلية لتلك الضغوط التي تتحول الى صراع بين فئات متغايرة في المجتمع , ويختلف الصراع السياسي من حيث كونه ايجابا او سلبا بحسب نضج الثقافي والفكري لدى الاطراف السياسية المتصارعة.

اما في الشرق الاوسط فقد بقي الصراع متوارثا منذ القدم كان وما زال يحمل طابعا سلبيا حيث ان مفهوم الصراع في دول الشرق الاوسط قد فهم منه التنافس على شيء ما من خلال الغاء الاخر وليس التنافس الايجابي القائم على تحويل الصراع من نظرية المؤامرة الى واقع عملي صحي من خلال تكاتف القوى المتصارعة لتحسين الوضع القائم المتنافس عليه او لوضع الشيء المتنافس عليه في خدمة اطراف الصراع بشكل يحقق التوازن الاجتماعي والفكري والمادي 

 

في سورية انموزجا نتيجة الضغوط الاجتماعية والمادية والسياسية في الدرجة الاولى التي كبلت المواطن السوري الكثير من الويلات بسبب السياسة الدكتاتورية التي اتبعها النظام السوري تجاه مواطنيه والتي خلفت كثير من العقد الاجتماعية لدى المواطنين التي انتفضت اخيرا ضد ظلم هذا النظام وخرج الشعب السوري بغالبيته في ثورة عمت جميع المدن السورية مطالبين بحقوق سياسية مشروعة لتحسين الوضع المزري القائم  

 

اما النظام بعنجهيته ودكتاتوريته المتوارثة لم يفهم ولم يستطع تحويل هذه المطالب الى واقع عملي صحي من خلال تنفيذ الاصلاحات الكثيرة التي كان بامكانه القيام بها وباسرع وقت لكنه فضل سياسة الصراع السلبي من خلال الغاء الاخر بتحويل الصراع السياسي الذي خرج الناس من اجله الى تنفيذ نظرية المؤامرة التي بدأت بموجبه تنفيذ ابشع انواع القتل والتدمير لكافة المدن السورية دون تمييز بين شيخ او امرأة او طفل بل جعل من هذه النظرية ( المؤامرة ) الخط الاساسي لعمله العسكري الجبان دون احترام لاية قواعد الصراع السياسي 

 

هل الكرد قد توارثوا هذا الفكر بالالغاء الاخرنتيجة التعايش مع هذه المجتمعات

ام ان الكرد امامهم فرصة اليوم من خلال تثبيت الذات  من خلال التكاتف لتحويل الصراع السياسي الى حالة ايجابية من خلال الغاء النظرية الحزبية بمفهومها الضيق الى نظرية قومية وفكرية وممنهجة تبني من خلاله مجتمعا متكاملا متوازنا دون المساس بوحدة الارض ووحدة الصف الكردي