سلمان بارودو : الإنسان هو الأساس والمحور لأي عملية....؟!

2014-08-10

إن جميع الأديان السماوية والنظريات المختلفة قديماً وحديثاً ركزت على بناء الإنسان كون الإنسان هو العمود الفقري وأساس التقدم والتطور لأي مجتمع أو دولة، لذلك أن بناء الإنسان أصعب بكثير من بعض المباني الجميلة التصميم والشاهقة الطول، فلا يتخيل التطور إن لم يكن الإنسان نفسه متطور ومتقدم وقابل لتطوير قدراته وتنميتها، ولا يمكن أن نتصورتغييراً في أي مجتمع إن لم يقابله تغييراً في العقل والفكر، لأن الإنسان محور كل تقدم حقيقي مستمر مهما أقمنا من ناطحات السحاب وإلى ما شابه ذلك. 
فالإنسان هو الفاعل والمحرك الذي يصنع التغيير ويدون التاريخ ويحرك الأحداث، سواء في اتجاه الشر، أو في اتجاه الخير. لذلك فان المقدمات الصحيحة لأي فعل حضاري لن تتحقق إلا من خلال العمل المتواصل والاستثمار في بناء الإنسان المنتج والفاعل، والمفعم بالقيم الانسانية النبيلة، ليكون بذرة فاعلة في البناء الإنساني الصحيح، والقائم على أساس الاعتراف بالآخر، لأجل أن يسود السلام والأمن والتقدم على وجه المعمورة.
والإنسان هو الركن الأساس الذي يبنى عليه بناء الحضارة، وهو الركيزة الأساسية في بناء المعمورة. إننا اليوم بحاجة إلى إنسان ذو مواصفات حسنة نجد في شخصيته المدافع الحقيقي عن حقوق الإنسان وحرياته في العيش بسلام وأمان. 
لذلك إن الكثير من الشعوب نجحت في مساعيها فاستطاعت الوصول إلى مراحل متقدمة في هذا الشأن ليس فقط عبر بناء الإنسان بل عبر تهيئة البيئة التنظيمية والحقوقية التي تتيح لذلك الإنسان أن يصبح منتجاً ومنافساً. فرفع الشأن وبناء الانسان يستوجب فهم و وتدارك لجميع الامور المحيطه بالواقع من جميع اتجاهاته.
وعندما يفقد الإنسان قيمة العلم والثقافة والمعرفة، فلن يكون في استطاعته المشاركة في بناء مجتمعه والسعي به إلى مصاف المجتمعات المتطورة والمتقدمة اجتماعياً وحضارياً. 
لدينا قصوروفوبيا واضحين في كثير من المفاهيم مثل ادراك واستيعاب تطوير الذات، ونشر الوعي السياسي والثقافي وغيرها من المفاهيم، وما نشاهده اليوم من الهجرة وترك الاوطان وما يصنعه العنف والقتل والدمار والحروب وآثارها على الشعوب، ما هو إلاّ انعكاسات سلبية على الاجيال القادمة وايضا فلتان وتسيب واضحين قوميا ووطنيا للجيل النشئ وغيرها، لذا لا بد من الوقوف بجدية وحزم وبروح مسؤولية تجاه ما يجري بحق العباد والبلاد. 
لذا، أثبتت جميع تجارب الشعوب والأمم أن الإنسان هو الأساس في كل نجاح وأن الأوطان تبنى بالإنسان الواعي المتسلح بالعلم والمعرفة والمدرك لقضايا الشعوب والأمم.