محمد أمين فرحو : ما طرحه صالح مسلم ليس بجديد

باتت دولة كردستان، وفكرة إستقلالها الحديث والشغل الشاغل لكل السياسين، ودول وشخصيات ووسائل إعلام و و و....، ويعلم القاص والداني أن إعلان هذه الدولة لم يكن ولن يكون بدوافع وغايات تجزئة العراق وتقسيمه، فما يفعله الساسة العراقيون وداعش وغيرها من دول وايديولوجيات وطوائف يدفع بالكرد حرصا ً وخوفاً إلى الحديث عن كردستان وإعلانها لجميع المكونات من كرد ومسيحين وتركمان وحتى بعض العشائر العربية . 
الذي يميز هذه المرحلة عن سابقاتها المواقف الإيجابية والمساندة لبعض القادة السنة ، وبعض الدول والأطراف الإقليمية لفكرة حق الكرد في تقرير مصيرهم ،وإعلان دولة كردستان .
الملفت للإنتباه والذي لم يكن غريباً وعجيباً على مسامعنا ،وللأسف الشديد المواقف المتخشبة لبعض قادة حزب العمال الكردستاني ،وتوابعه من ب.ي.د ، وبالطبع سيلحقهم حسب إعتقادي تابعهم في شرق كردستان وجنوبها في المواظبة على هذا الموقف الرافض لإقامة الدولة القومية الكردية ودولة كردستان.وليس هذا بموقف جديد فقد صرح السيد عبد الله اوجلان منذ ما يقارب الخمسة عشرة عاماً حيث يقول في معرض الإجابة على بعض الأسئلة عن اكراد كردستان سوريا  في كتاب شعب وقائدـ سبعة أيام مع آبو للمؤلف نبيل ملحم أنه لايوجد أكراد في سوريا وسنحاول جاهدين أن نعيدهم إلى تركيا التي هاجرو منها، وما صرح به بخصوص كردستان العراق أنه خنجر في الخاصرة في مقابلة سابقة.
إن الحلم الكردستاني صعب ،ولكنه ليس بمستحيل، وقد أكون من الذين يتخوفون كثيراً من هذه المرحلة ،وخاصة أن اللوحة ما تزال غامضة ، والتغير المفاجئ في هذه المرحلة وبهذه السرعة ، ودخول داعش الشبح إلى موصل، وإستيلاءه عليها ،وإعلان الخلافة ، ثم قيام ثورة السنة تزامنا معها وإمتدادها إلى  حدود بغداد يجعل الشك يختلط باليقين ، كما أن الموقف الأمريكي والأوربي من الإرهاب وتقسيم العراق وتهديد وحدته واضح  لا لبس فيه ، فتقسيم العراق طائفياً يعني مضاعفة قوة إيران في المنطقة ،ومساندة ودعم للفكر الشيعي في سوريا ولبنان ،ويشكل تهديداً لمنطقة الخليج والشرق الأوسط برمته وهو ما حاولت أمريكا ومن بعده القوى الأوربية الحد منه خوفاًعلى مصالحها بالدرجة الأولى ، 
إن موقف السيد صالح مسلم الرئيس المشترك لحزب الإتحاد الديمقراطي ينطلق ويتخندق في جبهة القوى الداعمة لإيران ،ومعسكر الفكر اليساري الذي ينضوي تحت لوائه بقيادة دولة روسيا الفكر المتجدد للإتحاد السوفياتي السابق المؤدلج والذي ترعرعت فيه هذه الأحزاب اليسارية والتي كلها تصب في خانة المعسكر الشرقي الكلاسيكي الذي كان ومازال نداً وعدواً للإمبريالية العالمية والفكر الرأسمالي حسب ادعائهم ولا يدركون حتى ولو ولد لينين من جديد، وتجدد الفكر الماركسي فإن هذه الأيدولوجية لن تولد وتحيا في التاريخ وبحسب الصيغة السابقة ،وخاصة بعد ما عانته دول محورها من سياسات فاسدة ،وحكام فاسدين ،وتوليتاريين ،ودكتاتوريين ،وموقف السيد صالح مسلم لم ينبع من مصلحة قومية بل من تبعية أيديولوجية وكره تاريخي حاول حزب العمال الكردستاني زرعه في عقول تابعيه وأسياده منذ نشوئه وحتى الآن لأنه يبحث عن عن ندٍ قوي يكبر به، ولست أذكر هنا بدواعي التوصيف ،والتبعية العمياء لأي أيديولوجيا أو فكر بحد ذاته بل بدافع تحليل السياسات التي لا بد أن تصب في المصلحة العليا للشعب الكردي أينما كان ،وأفضل السياسات والضرورات في تغييب المتناقضات، وإبراز التوافقات خدمة لوحدة الموقف الكردي ،ولا يمكن لأي  إنسان عاقل بعيد عن التعصبية أن يستهين بقوة حزب قدم الألاف من الشهداء في الدفاع عن شعار (تحرير وتوحيد كردستان)هو كان قد أعلنه في مرحلة من المراحل ومواجها بها قوة حلف الناتو في الشرق الأوسط،وما أعلنه حزب الإتحاد الديمقراطي  من إداره ذاتية في كردستان سوريا (روز افا) وفرض سياسة سلطة الأمر الواقع متنصلاً من جميع الإتفاقيات ،وضارباً عرض الحائط كل الأعراف الدولية إلا تأكيد لقوتها ، ولكن ما كل الأخطاء  يمكن أن تكون عابرة.
لا بد من الإعداد لمؤتمر كوردستاني يحدد إستراتيجية ، ومبادئ وميثاق شرف يكون جسراً لبناء علاقات كردستانية تنطلق من المصلحة العليا الكردستانية .
محمد امين فرحو