سردار احمه .. أنثى باحثة عن الحب

2013-11-23

حلوة, روحها مرحة, مفعمة بالأمل وحب الحياة, وكل شيء فيها يشدك للضحك لأنها تحب المُزاح, وحينما تضحك يسمعها كل الحي, درست وفي الابتدائية احبت ابن الجيران وعندما وصلت للاعدادية ولم تبقى الصفوف مختلطة نسيتهُ, والتهت بدراستها وكتبها وصاحباتِها, يضحكن يلعبن يغنين يتمازحن, ويتشاطرن بالتعليقات على الشباب "

هاد سمين وهداك مجنن البنات ويا لطيف شقد بيحكوا عن ابطال المسلسلات" وإلى ما هنالك من احاديث تخص الشباب. ولكن الموضوع الذي لا يتغير بينهن هو الحديث عن المكياج والأكسسوارات وأخر الموديلات في السوق. وحين تراهن مجتمعات ويتهامسن أعلم أن مصيبة ستحصل وهناك مقلب بأحدى الفتيات من "كعب الدست" سيحدث ..
كُلما تكبُر تزدادُ حلاوتها وجمالها, وحبها للحياة وتعاملها البسيط وصوتها الهادئ و روح المرح لم يكن يفارقها, تبتسم للجرح وتغمز للوجع وتنسى ثم تمضي بالحياة بكل تفائل وترى في الأفق مستقبلا ً يليق بِخيالها وحلمها الذي وضعتهُ في مخيلتها وصممت على الوصول إليه .
لكن فجأة تغيرت عندما رأت إحدى صديقاتها وهي تتهامس بالحديث مع حبيبها على الهاتف. ارادت أن يكون لها حبيب تتهامس معهُ ليلا ًمع القمر وأن تكون مرتبطة بشريك يحميها ويسيران معاً في باحة الكلية وتتفاخر بهِ كما تفعل صديقتها. لقد تأثرت كثيراً بالحب أو ربما تأثرت بالاهتمام ولكنها لم تعلم أن العشق والهوى لا يأتيان مجبراً بل يأتيان في موعدهِ لوحده. حينما يرجف القلب وتشعر بالجوع باستمرار وتبدأ بقراءة عبارات الحب لنزار قباني وتخلوا بنفسك كثيراً وتبتسم مع خيالك الشارد بالحبيب وتهتم بمظهرك حتى لو كنت لوحدك وتميل إلى الأغاني العاطفية والأفلام الرومانسية تلك التي تزيد من نبض القلب .
لقد تغير سلوكها واختلفت كثيراً بعد رغبتها بالحصول على الحب وأصبحت تجالس زوايا غُرفتِها الباردة, مسروقة الضحكة, شاردة التفكير بزوج المستقبل, ذاك الشجاع الذي يأتيها على حصانهِ الأبيض, ذاك الفتى النبيل الأكثر جمالا ًمن شُبان حارتِها. وتبقى تتبادل الزوايا بعيدة ًعن التفكير بكل شيء إلا زوج المستقبل, ذاك المخلص التي تنتظرهُ وتفشل بالوصول إليه .
ومن هنا يجب أن تعلم الأنثى بأن الحب يأتي لوحده, وحذارِ أن تلاحقيه. وفكرة البحث عن فارس الاحلام وإرضاء المجتمع بإقامة علاقة مع شخص لا يتلاءم معها بدافع الخوف من فكرة الوحدة ولقب العانس تجرنا إلى علاقات فاشلة كتلك الشهوانيةِ منها وتترك تلك العلاقات العابرة المصنوعة أثراً غائراً في قلوب الفتيات قد لا يمحوه الزمن وتأثر مستقبلا ًعلى حياتها الزوجية. لذلك على الأنثى أن تكون أكثر صلابة وأن تبتعد عن عاطفتِها الفياضة وأن لا تشعر بأنها كائن ناقص ما دام الرجل غير موجود في حياتها. وعليها أن تدرك بأن استمرار العلاقة يكون بالتفكير بعمق وإقتناع العقل بضرورة وجود هذا الشخص في حياتها وعدم الانجرار وراء العواطف والبحث عن رجل يملئ الفراغ العاطفي .

https://www.facebook.com/serdar.ehme



ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.