سردار احمه : وطن منهك

 حبيبـتي ...

أنا بخير وارجوا أن تكوني كذلك .
أنصتي لي قليلاً ..
الوضع هنا يخلوا من أمل اللقاء بكِ مُجدداً
شهداء يملؤون الشوارع  
وجرحى تكادُ المشافي الميدانية أن تنفجر لكثرتهم
وأطفالٌ يرحلون
تاركين خلفهم نساءٍ تنوح دماً 
وآباءهم يشيخون لوعةٍ على فلذاتِ أكبادهم
باتَ ما حولي مسرحاً للطيران والقصف
وأزيز الرصاص لا يُـفارق سمعي
 
حرب بين الأخوة لأجل قائدٍ معتوه
فالمتقاتلين هم اخوتي ونسكن معاً في وطنً واحد
احدهم يدعي انهُ على صواب والأخر كذلك
وطني أنقسم الى نصفين ما بين نعم و كلا
وما بين هاتين المفردتين تدمر وطني
 
عندما هجرتـِني مع اسُـرتكِ الى أوربا 
بكيت لأجلك رابطاً الليل بالنهار دموعاً
والآن اشعر بالسعادة كونكِ بأمان 
وبعيدَةً عن الحقد الذي حلَ بيننا
 
جميلتي لقد طالَ ربيعُ ثورتنا
والدمُ أنهكَ الأنسان والحيوان والنبات
لاشيء في وطننا يخلوا من اللون الأحمر
 
رغيف حلفايا أحمر
وعنب داريا أحمر
ونواعير حماة ونهر العاصي احمر
 
واطفالُ الغوطةِ يسستنشقون الهواء موتا ً
هواءٍ ينامُ الرضيع بهِ بلا إستيقاظ
هواءٍ يشبهُ رائحة التفاحِ في حلبجة
 
دمروا القلاع ونهبوا اثار بلدنا
اسقطوا منارات الجوامع 
نبشوا القبور وحرقوا الأحياء
 
ودخلاء على وطننا أرآهم 
يتلذذون بأكل القلوب وقهر الضعفاء
غرباءٌ هم عنا لأجندتهم يعملون
وبأسم الدين ..
يكبرون على قطع الرؤوس
يجلدون ويفتون وهم عن دين الله خافلون
أوليسَ الاسلامُ دين يـُسرٍ وليسَ عـُسر 
 
دمروا كل شيء
وسوريا لم تنهار ولم تسقط
فقـط ملت من دماء ابنائها ..
 
 


ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.