نزار اسماعيل : الكرد ... الثورة ..... الفكر الاخلاقي

2013-06-29

 لكل مجتمع طريقة تفكير معينة قد تختلف او تتفق مع غيرها من المجتمعات حيث انه قد يختلف نظرتهم الى امور معينة مثل الاخلاق والفكر والدين والسياسة , ومن الامور التي كانت تردد في المجتمعات المتعايشة مع الكرد في سورية بان السياسة هو فن الخداع والكذب متباهين بهذا الشعار الذي لا يحمل في طياته الا تدني مستوى الاخلاقي والفكري ,

لسنا هنا بصدد توجيه تهم الى مجتمع بحد ذاته انما عدد قد يقل او يكثر من اصحاب هذه النظرية . اما الكرد فقد كانت نظرتهم الى السياسة مختلفة تماما حيث امنو بمفهوم السياسة وهو البحث عن الاعمال الجيدة للمجتمع وانطلاقا من هذه النظرية ولأننا نريد تأكيد ان هذا الطرح لم يكن مجرد كلام للاستهلاك علينا ان ننظر بموضوعية وتجرد من النظرة القومية الى الواقع الحال اذ لا بد لنا ان نثبت رسالتنا للمجتمعات المتعايشة في مناطق الكرد وكذلك لنبعث برسائل قد تكون وسيلة لتحقيق الاهداف المشروعة للكرد الى المجتمعات المراقبة للأوضاع في سورية كما هي رسالة الى المجتمعات الاكثر تطورا واخلاقا ربما , والتي فرضت نفسها وصية على المجتمعات الارض وكون الكرد جزئ من مجتمعات الارض . وبنظرة الى ما يحدث على الارض بعد تحرير غالبية المناطق الكردية من يد النظام البعثي الشوفيني توجهت الانظار الى ما يمكن ان يحدث في المناطق الكردية اذ انهم لا يملكون تجربة ادارية ولكن تجربة اثبتت وانتصرت على الذين كانوا يراهنون على الوضع الامني في المناطق الكردية المحررة وبالعودة الى مفهوم السياسة السابقة الذكر استطاع الكرد وخلال فترة قصيرة

ورغم كل الضغوط الشوفينية والنظريات القومية الرافضة للوجود الكردي ورغم عدم اعتراف كثير من الاطراف بأحقية الكرد بإدارة مناطقهم لكنهم وبشجاعتهم اثبتوا عكس ذلك وبمقارنة بسيطة لما يحدث في سوريا عموما والمناطق الكردية خصوصا نجد ومن اليوم الاول للثورة السورية استطاع الكرد الاندماج مع الثورة وبسرعة هائلة والعمل الثوري ضمن اطار الوطني تحت شعار الثورة السلمية حتى اسقاط النظام وبالفعل استطاع الكرد الحفاظ على الروح السلمية الى الان وتمكنوا من تحرير غالبية مناطقهم دون اراقة الدماء من يد النظام البعثي وهذا ما اكده كثير من الصحف العالمية بان المناطق الكردية قد كانت اكثر المحاور السياسية قدرة على ضبط شارعها سياسيا وفكريا وكانت اكثر قدرة على ضبط التظاهرات دون المساس بما هو ملك عام او ملك خاص واكد كثير من المراقبين بان ما حدث في المناطق الكردية هي ثورة بمفهومها الحقيقي أي الثورة السلمية دون اقصاء او شعارات زائفة او ادعاء ديمقراطي زائف لكن الرهان قد ذاد اذ هل للكرد القدرة على الحفاظ على المن في غياب سلطة امنية تحاسب مرتكبي جرم في المناطق المحررة لكن الكرد استطاعوا وبكل مقاييس النجاح بانه مجتمع اخلاقي بعيد عن سياسة القمع والقتل المتبعة في كثير من المناطق الاخرى حيث انه سجل انخفاض كبير وملحوظ وبصورة واضحة ان الجرائم القتل او الخطف لأجل طلب الفدية او جرائم السرقات والاغتصاب والنصب قد انحسرت كثيرا وهي بمثابة رسالة الى المجتمعات بان انحسار الجرائم بشكل واضح ليس له علاقة برادع امني انما هو فقط رادع اخلاقي بالدرجة الاولى كون المجتمع الكردي فرض نفسه على مر العصور بانه يملك من الاخلاق والفكر ما يؤكد احقيته في ادارة مناطقه وبان يمارس السياسة بمفهومه الاخلاقي الحقيقي اضافة الى ما ذكر نستطيع ان نقول بان مؤسسات الدولة وشركاته العامة والخاصة تدار بشكل سليم ضامنة لحقوق العاملين دون المساس بكرامة أي احد سواء كان كرديا او من غير قومية او دين وهذا ما شجع الكثيرين ممن هجروا من مناطقهم بالتوجه الى المناطق الكردية حيث الامن والاستقرار وضمان الكرامة وايجاد سبل العيش الكريم كما انه سجل في الآونة الاخيرة وبفترة قياسية تزايد عدد المراكز الخدمية التخصصية وايجاد مشاريع وضبط حركة التنقل وايجاد محاكم مدنية تتابع شؤون المنطقة وتدار بشكل مدني مبرمج سياسيا واخلاقيا وفكريا كما انه تم افتتاح اكثر من مركز تعتبر اكاديميات فكرية تهتم بشؤون الكرد ومما لا شك فيه ان ذلك اثر على كثير من المجتمعات والكتاب والمراقبين الذين ابدو كثيرا من اعجابهم بهذه الصورة الديمقراطية المصغرة في المناطق الكردية ولربما قل مثيله في المنطقة اذا هل لهذا المجتمع المتطور اخلاقيا الحق في ادارة مناطقهم واعطائهم صفة سفراء للمجتمعات المتنازعة كونها اثبتت انها تملك من المقومات الديمقراطية والسياسية والاخلاقية تخوله لإدارة ذاتها بنفسها رغم كل الضغوط والظروف المحيطة بهم .

 


ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.