كانيوار برزان : مبادئ حقوق الانسان

2013-05-06

 تعد مبادئ حقوق الانسان من السمات الحيوية في اي فكر او مجتمع يبغي السير وفق سمات ومعايير المجتمع المدني المتشبع بروح وفلسفة الحضارة الحديثة القائمة على احترام الانسان كينونة ودوار وعبر التمتع بالمواطنة والمبادرة والاعتراف بالدور الانساني للفرد في فتح افاق وفضاءات للحرية الانسانية وذلك لاهمية هذا المفهوم ودوره الحضاري في ارساء اوضاع فكرية واجتماعية صحيحة وسليمة

ولقد تضمنت كل ديباحة او لائحة لحقوق الانسان ان البشر يولدون جميعا بحقوق غير قابلة للتصرف ولكن هذه الحقوق الاساسية الانسانية لافراد المجتمع من السعي لعيش حياة كريمة ولا يحق لاي سلطة او حكومة ان تمنح هذه الحقوق لفئة وحرمان فئة اخرى منها بل يتعين على جميع الحكومات ان تحميها وتسمح بحرية قائمة على اساس العدل والتسامح والكرامة والاحترام بغض النظر عن العرق او الدين او الارتباط السياسي او الوضع الاجتماعي للافراد والسعي من اجل هذه الحقيقة الاساسية في حين ان  الانظمة الدكتاتورية تحرم الناس من حقوق الانسان من حيث ان المجتمعات الحرة تسعى الى تحقيقها باستمرار وتعزيزها بشكل مستمر ايضا،.

 
 
ولذلك تعد حقوق الانسان متكاملة وهي كل لا يتجزأ  وهي تشتمل على جوانب متعددة للوجود الانساني، بما في ذلك القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ومن اهم الجوانب المتفق عليها في مبادئ حقوق الانسان (يجب ان يتمتع جميع الناس بالحق في تكوين آرائهم الشخصية والتعبير عنها فرديا وفي مجتمعات سليمة) وايضا (يجب ان يتمتع جميع الناس بحق المشاركة في الحكم ويجب على الحكومات ان تضع القوانين التي تحمي حقوق الانسان فيما تطبق انظمة العدل هذه القوانين بالتساوي بين السكان)  وايضا (يجب ان تكون الاقليات العرقية والدينية في المجتمعات متنوعة الاصول العرقية حرة في استخدام لغتها والمحافظة على تقاليدها وموروثها الاجتماعي من دون خشية توجيه تهم مضادة لها من اغلبية السكان ويجب على الحكومات ان تعترف بحقوق الاقليات مع احترام راي المجتمع ككل)  وغيرها من المبادئ الانسانية العظيمة والحقيقية يعتبر مفهوم حقوق الانسان من المفاهيم التي اخذت حيزا كبيرا من لدن المفكرين فهذا المفهوم الحضاري الذي يعتبر الانسان هو ركيزة التغيرات التي تحدث على المستوى السياسي والفكري والاجتماعي والحقيقة اكتسب مفهوم حقوق الانسان قبولا واتساعا على المستوى الاكاديمي والمستوى السياسي الدولي، وتقول الباحثة هبة رؤوف عزت:  ان المفهوم يرجحه البعض الى الرشادة والعقلانية ويلتسمون له جذورا في الفكر الاغريقي ثم المسيحي مباشرة ويرى البعض الاخر ان مصدر الحق هو اولا القيم والقانون الوضعي ثم العرف والعادة يقول الاستاذ عبدالحسين شعبان : ان بعض الكتابات تعتبر ان مضمون الحق هو ان للانسان ان يحكم كونه انسانا بغض النظر عن دينه ولونه وجنسه وكل الفوارق ويرى البعض الاخر ان مضمون الحق جماعي وليس فراديا وتعود اغلب الكتابات عن حقوق الانسان الى عدد من الوثائق التاريخية فإعلان حقوق الانسان بالولايات المتحدة الامريكية (اعلان  فرجينيا 1776) واعلان (الثورة الفرنسية 1790 ) والاعلان العالمي لحقوق الانسان الصادر 1947 عن الامم المتحدة وبالنسبة الى تنامي الحيز الثقافي والتاريخي لحقوق الانسان براي العديد من المفكرين فهي تنتمي الى العصر الذي ولد مفاهيم اجتماعية انسانية في اوربا اي عصر الحداثة الذي جعل للعقل الانساني اهمية كبيرة جدا نتيجة للفاعلية التي حققها في حقول الفكر والسياسة والاجتماع والتعلم وكان بالفعل سيد الطبيعة وكان هذا واضحا عندما استطاع ان يرسم افاقا جديدة جعلت الانسانية تؤمن بامكانية تغيير الاوضاع الحياتية بكل المستويات من خلال الانساق الفكرية التي عرفها القرن التاسع عشر والقرن العشرون والتي زودت الانسان بمفاهيم جديدة عصرية وانسانية ردا على المفاهيم العنصرية التي شاعت في اوربا اثناء طغيان الدكتاتوريات والحكم المطلق وطغيان الكنيسة المظلم والاقطاع المقيت التي عملت على استغلال الانسان، وهكذا نرى ان مفهوم حقوق الانسان هو احد الافكار الذي لم ينشأ ويترعرع الا في ظل المجتمعات الديمقراطية التي تنتعش فيها الافكار والممارسات مثل حق التعبير وحرية التنظيم وحق ممارسة الطقوس الدينية والقومية في الدولة التي يكون نسيجها الاجتماعي اكثر من مكون واحد اي اكثر من قومية واحدة وطبيعي جدا ان  لكل قومية نسقها الثقافي وشخصيتها او كينونتها المميزة الخاصة بها والتي تكونت عبر الاف السنين وعبر تاريخها وان ما يجمع بين مكونات هذه الاثنيات او التشكيلات الاجتماعية هو درجة تفاعلها والمشاركة في القيام باعباء المجتمع وتصريف امورها بشكل حضاري، والحقيقة ان الكثير من المجتمعات وحتى الدول تشعر اليوم باهمية شيوع مبادئ حقوق الانسان كرد على الاوضاع السيئة التي تعيشها هذه المجتمعات والتي غابت فيها هذه الممارسات او المبادئ في الحقل السياسي او الاجتماعي من تاريخها المعاصر، نتيجة تسلط حكومات استبداد الغت كل ما يمت بصلة الى مسألة حقوق الانسان مع ان العالم اليوم(عصر المعلومات والعولمة) ويتجه بكل حركته الى شيوع التعددية والديمقراطية في كل ارجاء العالم سواء ما يعرف بدول الشمال او دول الجنوب، ولا ننسى نحن العراقيين ونحن اليوم في ظل نسق الدستور الدائم للبلاد والمؤسسات الدائمة لايجاد دولة القانون والعدالة لكل ابنائه ولكي تنهض الدولة على اسس سليمة ويشعر ابناؤها فعلا بمشاعر المواطنة تجاهها ولا يتحقق ذلك الا اذا شاعت مظاهر حقوق الانسان والديمقراطية والمجتمع المدني في كل مكان ولكل  ابنائها وهكذا نرى ان مبادئ حقوق الانسان وهي جزء من الحقوق الطبيعية للفرد هي نسق من الاراء المبنية على احترام كرامة  الانسان والاهتمام برفاهيته وتطوره الشامل وخلق الظروف الملائمة للحياة الاجتماعية ولجميع ابناء الوطن وبدون تمييز قومي او عرقي او ديني او سياسي.


ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.