حسين جلبي : البرزاني في حضوره الكُردي السوري

2013-01-22

لستُ من هواة مدح القادة مهما عظمت أفعالهم، و رغم محبتي للأخ مسعود البرزاني إلا أنني إبتعدت قدر الأمكان عن مدحه أو نشر صوره على صفحتي رغم أنه يستحق ذلك، فأنا أؤمن بأن التعبير عن محبتنا لشخص ما و إحترامنا لهُ لا تكون بالإكثار من نشر صوره أو مدحه،

حتى أنني أضطررت إلى حذف أحدهم من قائمة أصدقائي يوماً بسبب مبالغته في إرسال صور الأخ مسعود و عائلته إلى صفحتي، الأمر الذي وجدته مُسيئاً للزعيم الكُردي الذي يجمع كل الكُرد على إحترامه، و كذلك للشخص الذي كان ينشر الصور.

لكن ما فعله الأخوة في إقليم كُردستان و على رأسهم الأخ مسعود للكُرد السوريين و خاصةً في الأيام الأخيرة يستحق أن يجهر المرء بذكره و يشكرهم عليه، فما فتحوه في وجوهنا لم يكن مجرد حدودٍ تفصلنا عن بعض و توصلنا للأمان، إنها قلوبهم الكبيرة العامرة بالحب، و ما أرسلوه ليس مُجرد ديزل و طحين و أشياء أُخرى، بل أشياء معجونة بأصالتهم و إنسانيتهم، إننا تعتبرها وسط هذه المصاعب كنزاً حقيقياً لن ينقص أو يفقد قيمته حتى و إن أحترق في جوف مدفاة أو تنور، ذلك أنكم أيها الأخوة أبقيتم أملنا في الأخوة الكُردية و الجيرة حياً، فقد كانت هذه هي المساعدات الوحيدة التي تصلنا من من بني قومنا من وراء الحدود، دون أن ننسى طبعاً مساعدتكم لأهلنا عندكم.

اليوم يتدفأ أهلنا في المناطق الكُردية السورية و يمكنهم تذوق الخبز الطازج من خيرات كُردستاننا الحبيبة دون أن يدفعوا ثمنها، لذلك أشكرك أخي مسعود برزاني و أشكر أخوتي في إقليم كُردستان، و أقول ليتني كنت الآن هناك في قامشلو لأحصل أيضاً على شئ من هديتكم القيمة تلك، صدقاً أشعر بأن خبز طحينكم أطيب من كل خبز أوربا و دفئ بترولكم أحسن من دفأ أجهزة التدفأة الأوربية كلها، و التي لم تنجح في إخراج الصقيع من قلوبنا.

لكن الهجوم على سريه كانْيه ـ أخي الرئيس ـ نغص علينا فرحتنا بهديتكم، إذ لن تصل إلى أهلنا هناك هذه المساعدات بسبب العدوان الشرس على المدينة، و فوق ذلك يتم تدميرها على رؤوس أهلنا، حيثُ يُقتل الكثيرون و يهيمون على وجوههم، فهل لنا بمبادرة من الأخ مسعود برزاني تنهي مأساة سريه كانْيه؟

حسين جلبي
jelebi@hotmail.de



ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.