بيان استنكار شديد اللهجة حول اعتداءات القوى التكفيرية الظلامية الأخيرة على سرى كانية

2013-01-19

إن معاودة الهجوم مجدداً على سرى كانيه  من قبل الجماعات الظلامية التكفيرية الجاهلة التي تلبس لبوساً دينياً مزيفاً، يشتم المرء منها رائحة عنصرية نتنة، مؤداها تمزيق عرى ووشائج الأخوة التي تعمَّدت عبر القرون بالدماء الطاهرة في مجابهة الأعداء الخارجيين، وهو مؤشر خطيرللغاية على مدى محاولة تحريف الثورة عن مسارها الصحيح على أيدي أمثال هؤلاء وأسيادهم من القوى الخارجية التي لايهمها مصالح شعبنا السوري

بكل مكوناته في شيء، بقدر مايهمها مصالحها القومية، ويأتي في مقدمة هذه القوى ودورها المشبوه في سوريا، الدولة التركية بزعامة أردوغان الساعي إلى إعادة الخلافة العثمانية -  التي اكتوت شعوب المنطقة بنارها قروناً طويلة، وفي مقدمتها الشعب العربي نفسه – لكن هذه المرة بثوب مزركش جميل.

إن تعرض تلك البلدة الصغيرة الهادئة لهجمات متتالية شرسة من قبل هذه القوى الغاشمة لايخدم في نهاية المطاف إلا نظام الديكتاتور المتهاوي، وهو بمثابة حبل إنقاذ له من سقوطه المحتم، كإشارة واضحة للعالم أن البديل المطروح في حال سقوط النظام هو هذه القوى التكفيرية الظلامية الجاهلة، التي لاتقيم لحقوق الإنسان ولا لكرامته ولالقدسيته ولا لحرياته أي وزن أو اعتبار، وبالتالي  فهي تعطي المبرر تلو المبرر للمجتمع الدولي حتى يمنح النظام الفاشي في دمشق فرصة وراء فرصة - كما فعل حتى اليوم  - لينقضَّ على الثورة التي ماانطلقت أساساً إلا لتسقط قلاع الفساد والظلم والتمييز والمحسوبية، وتعيد الحق إلى نصابه.

إن مايجري اليوم في سرى كانيه ينبيء بشكل خطير للغاية بأن المستقبل يسير نحو مجهول مخيف، وأن قوىً معادية للثورة وأهدافها تلعب دوراً مشبوهاً وقوياً في العملية، وهي تدفع بالبلاد إلى حروب أهلية طائفية لايخرج منها أحد منتصراً، والجميع سوف يدفعون الثمن غالياً في غياب الحكمة والعقلانية، وتغليب المصالح العليا للبلاد على المصالح الفئوية  والطائفية الضيقة.

المعارضة برمتها وجميع الثوار يعلمون يقيناً أن شعبنا الكوردي كان من السباقين إلى رفع صوته عالياً تأييداً للثورة المباركة التي أشعلها عفوياً أطفال درعا ضد الطاغية وأعوانه، إذاً من المستفيد من هذه الهجمة الوحشية الشرسة لقطعان من الجهلة السوداويين - المسيئين للدين الإسلامي الحنيف قبل أي شيء آخر - على الآمنين، والجيش الحر يسمع ويرى، وكذلك مايسمى بالإئتلاف الوطني  دون أن يعلنا عن استنكارهما وتنديدهما بتلك الأعمال الإرهابية  الغاشمة بحق الأبرياء من أبناء شعبنا الكوردي الأعزل المسالم هناك.

إننا في الإتحاد الليبرالي الكوردستاني – سوريا في الوقت الذي نستنكر فيه بشدة هذه الهجمة الظالمة على المواطنين في سرى كانيه كمدخل لهم إلى كافة مناطق كوردستان سوريا، ولفرض الأمر الواقع على مستقبلها، فإننا نهيب بأبناء شعبنا الكوردي أحزاباً، وتنسيقيات، ومثقفين وفنانين وكتاب، وممواطنين عاديين، أن يعملوا على تغليب المصالح القومية العليا على المصالح الحزبية  والفئوية والشخصية الضيقة، لاستجماع كل الطاقات وكل الإمكانيات في بوتقة واحدة، والوقوف بعناد وتفانٍ مطلق في وجه هذا المخطط المعادي الذي يستهدف وجودنا القومي، والدفاع عن النفس حق مشروع، فإذا كان قطاع الطرق واللصوص والمحتلون الجدد يلتقون على باطلهم فكيف لانستطيع توحيد صفوفنا  في الذود عن أعراضنا، وعن كرامتنا، وعن حقوق شعبنا، وعن أرضنا، وعن مستقبل أبنائنا، كما نناشد العالم الحر أجمع أن يتدخل لانقاذ الآمنين من شعبنا من براثن هؤلاء الرعاع الهمج.

الموت للغزاة المعتدين، والنصر لأصحاب الحق.

لكم ولنا ولسوريا آزادي.

الإتحاد الليبرالي الكوردستاني – سوريا   
الهيئة السياسية     19.01.2013



ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.