حكاية سجين في بيت قامشلو – منتدى المجتمع المدني: حفيظ عبدالرحمن : زئير الاسد كان يقضّ مضجعنا.. كان شكلا آخر للتعذيب

كان التعذيب على أشدّه ، والجلاد لايتوقف عن ابتداع اشكال جديدة منه . لم يكن الهدف منه  الحصول على المعلومات او لانتزاع الاعترافات..ولكنه كان وسيلة النظام لمحاولة الاهانة والاذلال وانزال الاذى بالمعتقلين ..وسيلة قمع ،دون ان تشكل القواعد القانونية ، اية قيمة بالنسبة له .

تلك كانت واحدة من المسائل التي أثارها الناشط الحقوقي حفيظ عبدالرحمن، عضو مجلس امناء منظمة حقوق الانسان في سوريا " ماف " ، في الامسية التي استضافه فيها منتدى المجتمع المدني – بيت قامشلو ، بانطاكية مساء الامس ، ضمن سلسلة اللقاءات المخصصة " حكاية سجين  " التي ينظمها المنتدى كل اسبوع .
انطلق في حكايته من بعيد ، منذ انتفاضة 2004 في القامشلي وما تلاها من تداعيات وتطورات ، وتجليات  ، ومنها تأسيس منظمة حقوق الانسان السورية " ماف " وما يضطلع في اطالرها العاملون في مجال حقوق الانسان . وان ذلبك قد سبب له المضايقات الامنية والاستدع والاستجواب ، ومن ثم الاعتقال ؟
وتحدث عن ظروف الاعتقال والاماكن المتعددة التى تنقل فيها ، وبرفقته كل ماتم مصادرته من بيته : المكتبة ، الكمبيوتر ، الكتابات ، والارشيف الشخصي . وهو تنقل مضني ومتعب جدا ، في ظل ظروف قاهرة لا يمكن احتمالها.مشيرا الى القلق الذي ينتاب السجين في اتجاهين :احوال اسرته وظروفها ومصيرها .. وقلق الاهل عليه وانشغالهم في البحث عنه  من معتقل لآخر. الامر الذي يعرض حياتهم وحريتهم للمخاطر المجهولة .
واضاء في حديثه جانبا مهما في حياة المعتقل ، وهي فترة العزل في الزنزانة المنفردة اثناء فترة التحقيق بخاصة . ومايرافق تلك المرحلة  من قلق ومخاوف ،وتعذيب حيث يعود المعتقل الى زنزاته متعبا ، وقد نال منه الأذى ، نفسيا وجسديا .يضاف الى ذلك انعدام التهوية ، والضوء . والعيش بضجر وانتظار قاتل وصعب للغاية .فيما تبقى نافذة الباب الصغيرة التي لا يتجاوز حجمها  " كف اليد " ، هي وسيط اتصال المعتقل بالمكان والاخر " السجان " والمعتقلين ..حيث يتواتر الهمس بينهم وينتقل من شفة الى أذن اخرى .
وقال حفيظ عبدالرحمن لقد وحد القمع جميع المعتقلين ، بتعدد وتنوع انتماءاتهم ومشاربهم الفكرية والسياسية والدينية والمذهبية ..وغيرها ، فالجلاد واحد ..ولا يتعامل معنا الا بوصفنا  .." رعاع "..فقط !
واختتم بسرد وقائع يوم واحد في حياة المعتقل .. وقد اسلوبه ادبيا مشوقا ..وميالاً الى ما يشبه الشهادة على ما يرتكبه النظام من انتهاكات للحقوق والحريات منذ الاعتقال ، الى التحقيق ،مروا بايداع المعتقل مع سجناء جنائيين . الى المحاكمات الصورية .
البريد الالكتروني :
kamishlohouse@gmail.com

 صفحتنا على الفيسبوك :
https://www.facebook.com/MalaQamishlo



ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.