كغيمةٍ اقتحمت تشرين لتمطرني السماء بلقاء ... بعثرت نفسي بلؤم في ظل عتمة
وحزن أبى أن يمنحني فرصةً ثانية لاصطياد الحياة
 يقول لي : أنت نجمة النجمات , هذا المساء يأبى الاعتراف ليزيد حلمي حلماً آخر ..
قد يكون الفرح كقمحة تتوهج بين السنابل , حفر في عتمتي سهماً جريئاً وخدش عيني برياح لامبالية ..
كان جالساً في زاوية ما .. أثار انتباهي ذلك الغريب

 كالرصاص نظراتي لم تخطئ الهدف بعثرتها وجوه بعض المارة بيننا فأثقلت كاهلي قليلاُ..
 وبعيداً جداً عن لغة الحرب وقريبا من همس الحب إزدحم المكان بالعشاق وبرائحة الحياة والمطر ..
مشغولاُ كان بذلك الشيء الإ فتراضي الذي زادنا هماً و حزناً
تذكرت كلمات نزار ولكن الفرق بيننا هي تلك الجريدة الألكترونية ..
كنيزكٍ هارب من بلاده ليموت هنا حين يلامس نظرات فتاة مثلي ..
وحدنا كنا كخطين متوازيين في قاعة تعج بالضحكات و الهمسات والهمهمات ,
التفت نجمةً لذلك القمر فأضاء السماء لتتعاطف معي وتهديني مطراً يحَملنا كمظلةٍ إلى حيث يشاء ..
إرتشف قهوته فارتفع ناظره كارتفاع الحب بالحب .. كعاشقٍ يبحث عن حجرٍ ثمين تناثر في زمن الحرب بين المدارات
أنا أعرفه ؟ .. لكن من ؟
أسئلة جابت أروقة أفلاكي البعيدة ليأتيني الجواب بنظرات قوية وصريحة ..
يا أنت الهاطل من ذاكرة بلادي . إلتقينا في مدينة تعج بالعشق والحب الذي لاينام وبعيداً عن مدينة ثملة بالموت
اترك جريدتك وقهوتك السادة هذه وتمعن بقطعة السكر أمامك .. لتعيد مع الناي أوجاع أنوثتي ..
كل الكواكب أنتفضت لترجمتك حرفاً حرفاً لصياغة قاموس يكتب بأنفاس قلبي , سأخاطر بالورد لأهديك وعد اللقاء ..
شيء ما دعا روحي لمتاهات غيوم حبلى بالوطن في مكان بسيط وجميل هنا ..
يده أرخت أجفان قلبي فأشعل جحيم شفاه تأبى الأرتواء .. ورحل !!
أتقتلني وترحل ؟ ... أنا أعرفك إذن !!!
قد كان ممكناً أن يستمر نقاء ذلك المطر على كتف تلك القهوة المسائية ..
كلقاء رمشين منفيين يرتعشان فوق زخارف ذلك المصباح القديم
هو لقاء مجنون لوحده على رصيف المحطات يقتسم الوجع وينتظر ..
إسمع يا سيدي لا تقبع في هذا الركن الهادئ تخاطب مطراً وتغازل من خلف زجاج شاشة الكترونية ... وترحل
وعلى ضفة الرحيل تبتسم كبحر له زرقة الحالمين يرسم زهرة ورقية تومئ لي لأرتكب الغناء طواعيةً أمام عينين تائهتين..
فاعلم إذن أن لا شيء يسُكت الصوت في قلبي ..
إمرأةٌ تتعرى من كل شيء لأجلك إلا أنا ... وحريتي