بيت قامشلو – منتدى المجتمع المدني : حـكـايـة سـجـيـن

كنا نفضل الموت على البقاء اشبه بأحياء..ظلالاً من آدميين ، تأكلنا الأيام ، ويطحننا القهر والتعذيب .. كان السجان يبتكر اساليب اشد عنفاً - كل يوم- اكثر مما قد يتصوره الانسان .
 تنهيدة طويلة .. أطلقها " عبدالرحمن .خ " وهو يبدأ قصّ حكايته مع السجن ، داخل المعتقلات السورية ، التي قضى فيها ثلاثة عشر عاما متنقلاً في أبشع المعتقلات الشهيرة : المزّة ، تدمر ، وصيديانا .

 جاء ذلك بناءً على دعوة " بيت قامشلو – منتدى المجتمع المدني " بانطاكية مساء امس ، ضمن برنامج جديد استحدثه المنتدى ، حيث يقام كل احد لقاء يتحدث فيه سجين ، عن تجربته في المعتقلات السورية ، تحت عنوان " حكاية سجين " ، اضافة الى النشاط الثقافي الاسبوعي للمنتدى .
 وقد تحدث " عبدالرحمن .خ " عن تجربتة المرة والغنية والمؤلمة ، مستذكرا الاحداث التي مرت معه منذ الاعتقال ، وصولاً الى الافراج عنه . وفي الحقيقة فان حكايته كانت بمثابة الشهادة على حقبة تاريخية ، مارس فيها النظام السوري الاعتقال والتعذيب والقتل ، بصورة لا مثيل لها .
 وتضمنت الحكاية / الشهادة خمسة محاور اساسية ، هي :
 اسباب الاعتقال ، المحاكمة ، ظروف الاعتقال ، الحياة في السجن ، معاناة السجين .سرد من خلالها طريقة اعتقاله كضابط في الجيش ، وايداعه الزنزانة في سجن المزة العسكري ، والاسلوب الوحشي الذي عومل به ، خلال فترة التحقيق . وما تلاها من فترة الاعتقال الاولى التي لم يوفر فيها السجان اي فرصة لتوجيه الاهانات ومحاولات الاذلال .اضافة لمساكنته الفئران والجرذان . وتحدث عن المحاكمة الصورية التي أُخضع لها وغيره من المعتقلين ، في محكمة أمن الدولة العليا . وأن المحكمة ذاتها لاتملك من امرهم شيئا ، حيث تصل الاحكام جاهزة عبر تعليمات تصدرها اجهزة الامن .
 وتضمنت شهادته ، الحديث عن ظروف الاعتقال في سجن تدمر وسلوك السجانين ، وسياسة العزل ، وعمليات القتل اليومي للسجناء والمعتقلين ، دون اية اسباب ، لمجرد القتل ، اضافة الى عمليات التصفية الاسبوعية التى كانت تتم للعشرات . وأشار الى عمليات القتل اليومي للأحداث التي كانت تتم علانية في الساحة ، وبوسائل غاية في البشاعة والاجرام .
 كما تناول الحياة اليومية ، من حيث الطعام والاحتياجات الاساسية في النظافة ، وانعدام الطبابة ، والزيارات ، والفساد المستشري داخل السجن بين السجانين . واضاف في شهادته حديثا في الحرمان الذي يعيشه سجين فيما يتعلق باسرته ، اهله ، بالمرأة ، واحلامه .. وبالامل الذي يعيش به منذ لحظة الاعتقال .. وصولا الى تَنَشُقَهُ هواء الحرية .
 اختتم اللقاء بحوار مفتوح ، اجاب خلاله عن بعض التساؤلات والملاحظات التي أثارها الحضور .
 ودعى " منتدى المجتمع المدني – بيت قامشلو " الناشط الحقوقي عبدالحفيظ عبدالرحمن ، لإحياء لقاء الأحد المقبل من " حكاية سجين " .
 الايميل
kamishlohouse@gmail.com
 الصفحة
https://www.facebook.com/MalaQamishlo



ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.