نوروز يوسف : هو الحنين

هو الحنين يصنع نفسه رذاذاً من مطر السماء
 فيغسل قلباً متصدعاً لتتقارب شقوقه التي صنعها البعد عطشاً ..
 فتبتل أرض لم تسقها حروف روحك ..
 و تسقم روح بروحك

 . . . .
 هو الحنين
 يأتي كعادته التي اعتاد بها على القتل
 فيمسك القلب من شرايينه
 فيحتقن القلب بك زمناً ، و ينفجر حزناً . . .
 و يبدأ من جديد معلناً موته
  . . . .
 هو الحنين
 إلى أشياء لا تحن إلي
 إلى روح ربما لم يقتلها الحنين
 إلى هيكل إلهيِّ الصنع في عذوبة امرأة . . .
 يأتي راحلاً إليك
 يرحل بي دوماً إليك
 يزحف كجحافل تتارية إلي و أنا . . .
 و أنا المسكين لوحدي أصارعه على أبواب الأمل
  . .
 و هل من أمل ؟
 . . . .
 هو الحنين إليك
 يأتيني وسط غابات الرحيل
  يُدفئ الكون بي ، و يُبردني بنفسه
 ظالماً سفاحاً يأتيني ،و أنا . .
 و أنا الجريح بك مسبقاً . . أقاوم . . أقاوم
 و هل من أمل ؟
 . . . .
 هو الحنين ، شاكياً على ظهر أحصنة الأمل يأتيني
 يلهيني ، فأركب أملاً آخر
 آملاً أصعد أدراج العودة به إليك معصوبَ العينين
 هو الحنين مستبدٌّ لا يعرف غير المساكين . .
 سكيّنُه الطاعن بيمينه ، حبل الشنق بيساره
 يقبل عليهم كصقيع الربيع
 فيغتصب رحيق البعض ، يتّيمُ البعض
 ينهك أوراق البعض  و يهدي المجهول للكثيرين
 . . . .
 هو الحنين
  عدالته في المجيء كعدالة الطاغين
 يبرح الصمت سجناً فينا ،و يلعن العذر بأيدينا
 يقاطع الغد بالماضي و يذهب هباء كل السنين  . .
 يسكب الجرح عصيراً
 فيشربُ منه حتى حدود جهنم
 و يقبل مرة أخرى
 فيقلب على رأسي  كل أنواع الموازين . . .
 أنه الحنين ،
  فهل من أمل ؟    

 



ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.