هيفين مشعل تمو : مؤلم فراقك يا والدي الشهيد

2012-10-12

 7-10-2011

(جمعة المجلس الوطني يمثلني )استشهد مشعل ..
اليوم لا يمثلني والمجلس لايمثلني .. اما مشعل يمثلني وبقوة ..
في هذا اليوم تحن ذاكراتي لاشياء توجعني ... توجعني بلحظاتها ومكانها ,حتى بزمانها
ذلك الممر الطويل المليء بالضجيج وبالوجوه المندهشة والمليئة بالاسئلة
قتل مشعل تمو (كيف ... لماذا.. من قتله..!!!!!
بالصدفة يرن جرس الهاتف ذالك اليوم .. وبالصدفة ايضا يسأل احدهم (هل صحيح الاستاذ مشعل مصاب)
مستحيل طبعا
كنت اردد هذه الكلمة كثيرا وانا في طريقي الى المستشفى
ليس والدي اكيد ... قد تكون مجرد اشاعة . .. اتصلت كثيرا ولم يجبني احد وصلت .. تغيرت هنا مفاهيمي ومبادئي وطقوسي ,, فانا لم اعد انا ....
ذلك المكان البائس الصامت ... ايقظني صراخي وهجرني عقلي انساني التفكير .. والخجل عندما رأيت دمه على مدخل المستشفى
خانتني الكلمات عندما رايت وجوه كثيرة تبكي ..وجوه صامتة باكية ..
مازلت اسمع صوت بكائي في اذني ..كان خوفي كبيرا باتساع الارض
لم يجبني احد؟؟؟؟؟؟
تمنيت ان تكو ن كل احاسيسي السابقة خاطئة ,كانو يخفون عني أن والدي مات.... الحمدالله انه بخير
لكن اين هو ؟؟؟؟ ارعبتني النظرات وانا مازلت اسأل اريد رؤيته ...
وانا اقوى من ان يمنعوا عني رؤية من أحب
ان يبعدوني عن ذلك المخلوق المقدس ... سمح لي عمي الدخول ولكن بشرط .. ان اتمالك نفسي ؟ طبعا انا قوية وقادرة على ذلك ... هكذا اجبته..
تكسرت احلامي واختلفت موازين الحياةعندي لحظة دخولي الغرفة ..
يصعب علي تفسير هذا الموقف بالذات ,او حتى استيعابه .. في تلك اللحظة اتذكر اني نظرت الى السرير ولم اجد سوي ذلك الغطاء الابيض .. اين والدي؟؟
معك ثانية فقط ,قالها عمي وهو ممسكا يدي خوفا علي ..هل من المعقول ان يكون هذا الشخص الممدد على السرير والدي !!!
هي الماساة بعينها تطرق بابي ,قوتي وفرحي وكبريائي وكل ما املك هنا امامي !!
وجه ابيض كبياض قلبه ,حاولت فتح عينيه .. قبلت جبينه وفمه وعينيه لكنه لم يستيقظ مع كل محاولاتي ... ...ادركت ان شي ما بداخل اعماقي انكسر
هذا يعني انك لن تعود.. كيف وانت من علمتني الحرف الاول .. والحب الاول ..والبداية الاولى في حياتي
هذا هو الموت اذا!!!!!!!!
لو تعلم يا بابا كم اشتقت لهذه الكلمة ..
لو تعلم كم هو مؤلم هذا الفراق..
وحدها رائحتك تقتل حزني و وحدتي ..