روني علي : في الخرج خرج

في خرجها ..

تحمل كأساً برائحة الخمر المتهتك
قميصاً مستوردا بزر في أسفل السرة
قماشاً لم يمسه شاربان مفتولان
ريشة تصارع الديك في عرفه
خرطوشاً سرقتها من ثائر متشرد
خريطة محكمة الإحداثيات

شمعة مقصوصة الجناح
وبقايا زجاجة عطر تفوح منها رائحة كفني

في خرجها ..
تحاصر الريح بإبط مبتور
تداعب نسمات خرجت من القيح في صباح مدمى
قلباً، انتشلته من رصيف تمرغ من زمن التتار
صولجاناً، سقط من هامة الأيوبي
دفتراً، محت تواريخه بسلاسل "الاتقياء"
دمية، جاء به الحجاح عربوناً للسلام
شعرة، سقطت من بني سفيان في معارك الإخاء
وطحلباً، فرخته عقول ساسة منتجبين

في خرجها ..
تشد الخناق على أسطوانة
لحبلى
تزف البشرى لجنينها
من ترانيم السوط وركام السواطير
تجادل الأمس أحاديث الموبقات
تهمس للغد أغنية المارقات
على ضريح جلاد
ودعه جلاد بمقبض سيف ورّثه ثائر لما ينكسر

في خرجها ...
تتصارع القادة على مائدة دم أبيض المزاج
وصندوقاً يسيل منه مخاط الدولار
فتهجر الأرملة حضن عشيقها
في مركب وطن بات في قلب الرمال
ويصرخ الطفل نشيد الوحام
على شفا ضريح مجهول الأرقام
تلطخت جدرانه بأنامل معول وقار
وتلفظ الفراشة أنفاسها من لسعة "رأي" حصيف

في خرجها ...
مشط محشو بحبات الرمان
سلاسل تفوح منها نكهة القبور
قصائد عشق من أحمر الشفاه
حمالة صدر احتفظ بنهد طاله لدغة خنجر
قطعة برق لما ينفجر
وتنين يهلوث من الزكام
في يده وردة عشقنا
مرقم ببيان دون كل الأرقام

في خرجها ..
احترق الليل بنصل صدئ مسموم
تركه سايكس في حزام بيكو
ملفوفاً ببكارة وطن
ضاجع صغاره في حضن الأشيقاء
تمرد على الموت في خلية نحل
تبحث عن تابوت
تبث فيها عسلاً وطنياً
من مساحيق التعساء

في خرجها ..
ينشد التمساح أغنية البوم
على إيقاع
زغردتها حناجر العاشقات
في سمفونية الموت
على بوابات صالات اللهو مع الحياة
والرقص على أوراق الياسمين
في حضرة جلالة الاستبداد
وعظمة وطن بات في قوس الصياد