عامودا تتظاهر حِداداً على الضحايا في إزمير والشيخ مقصود

 عامودا - برفين أوركيش

بعد وصول خبر غرق العبّارة في بحر إيجه وعلى متنها مسافرين غير شرعيين في طريقهم إلى أوربا, وأغلب الضحايا الغارقين هم من مدينة عامودا وقامشلو والحسكة. وكذلك قصف النظام البعثي لحي الشيح مقصود بحلب, أعلنت مدينة عامودا حداداً لمدة ثلاثة أيام على أرواح الضحايا.

 
ونصبت خيمة العزاء بمبادرة من المجلس الشعبي في عامودا في مركز ساحة شبيبة منظومة شبيبة غربي كردستان لتقبّل التعازي. هذا ورفعت الأعلام السوداء على البيوت وفي الشوارع وشهدت المدينة إغلاق للمحال التجارية. وخروج الآلاف من أهل عامودا للتظاهر حداداً على الضحايا الذين غرقوا وأغلبهم من عامودا, وكذلك على المجزرة التي ارتكبت بحق الكردستانيين في حي الشيخ مقصود بحلب, في جمعة أطلق عليها اسم "لا للخدمة الإلزامية".
 
بدأت التظاهرة بالوقوف دقيقة صمت على أرواح جميع الذين فقدوا حياتهم في العبّارة والقصف على حي الشيخ مقصود. ألقى بعدها حمزة تولهلدان عضو منظومة شبيبة غربي كردستان كلمة عزّ فيها عوائل الضحايا راجياً من الله أن يلهمهم الصبر والسلوان.
 
وتابع تولهلدان: "مرّة أخرى يكون الكرد ضحية الهجرة التي سببتها السياسة البعثية, وأنادي جميع الشبان والعائلات التي ترى في الهجرة خلاصها, بأن الحياة الكريمة هي التي تعاش على أرض الوطن هذه الأرض المباركة التي يجب أن نعيدها أرض حرة، ومستقبلنا ليس على أرض أوربا بل على أرضنا كردستان".
 
وكذلك ندد بالهجمة البربرية التي قام بها النظام البعثي في الشيخ مقصود والتي راح ضحيتها العشرات من أبناء الكرد في قصفٍ لم يفرق فيها بين طفل وشيخ. وأكد قائلاً: "سوف لن نضحي بشبابنا في الخدمة لإلزامية للنظام البعثي الذي يقوم بقتلنا".
 
انطلقت التظاهرة من ساحة الشهيد جهاد ديرك نحو مركز شبيبة KCRK حيث نصبت خيمة العزاء وسط حزن غمر الأهالي على ضحاياهم وأكدوا أنهم سوف لن يتركوا العائلات في هذه الفاجعة التي ألمت بهم وأن أي فرد في أي عائلة هو أبن المدينة.
 
وكان الأهالي قد ارتدوا الأسود وسط دموع الأمهات رافعين الأعلام السوداء ولافتة مكتوب عليها "سياسة التهجير القسري, إبادة لشعبنا الكردي".
 
بعد وصول المتظاهرين إلى خيمة العزاء ألقيت عدّة كلمات من قبل الكتّاب والمثقفين والطلبة الكرد ومنها كلمة الكاتب والشاعر بشير ملا نواف والتي قال فيها: "اليوم نشهد سينما ثانية في عامودا الأولى كانت بالنار واليوم بمياه البحر نتيجة السياسات الشوفينية التي تفرغ أرضنا من أهلها وذلك بأتباع سياسة التهجير التي اليوم ندفع ثمنها غالياّ من أهلنا".
 
ألقى بعدها صلاح محمد أحد شيوخ المدينة كلمةً عزّ فيها الأهالي قائلاً: "هذه خيمة للعزاء فلنحولها لخيمة سلام تحوي تحت سقفها كل أهالي المدينة دون التمييز بين أحد من حيث انتماءاته السياسية أو العرقية, فلنكن متسامحين مع بعضنا البعض يتقبل أحدنا الآخر، التفافنا حول بعضنا في مصيبتنا هي بالدرجة الأولى تعبّر عن إنسانيتنا التي تدعو لها جميع الأديان السماوية".