تفاصيل ما جرى في معسكر "خنس" بكردستان بعد مقتل شاب كردي

وصلت لجنة تحقيق من أربيل إلى معسكر "خنس" المخصص لتدريب اللاجئين الكرد السوريين عسكرياً، قرب شيخان في محافظة دهوك، للتحقيق في مقتل شاب كردي من سوريا.

وأفاد شبان، يتلقون التدريبات العسكرية في معسكر خنس، كانوا شهود عيان على الحادث بتفاصيل وقوع الحادثة وتداعياتها.

وتفيد المعلومات الواردة  أن 6 شبان، إثنان منهما شقيقان والبقية من نفسة العائلة، طلبوا من إدارة المعسكر إذن المغادرة والعودة إلى سوري ، إلا أن إدارة المعسكر طلبت منهم التريث ريثما يحضر الضابط المسؤول الذي كان غائباً في ذلك الحين.

وأضاف الشهود أن الشبان الستة هاجموا في حوالي الساعة 8 مساءً ضابطاً بالأدوات الحادة (سكاكين وشفرات الحلاقة)، تدخل بعدها شبان آخرون لمنعهم من إصابة الضابط، إلا أن شابا من ديريك أصيب بجروح في ظهره بآله حادة (سكين ).

وعمت الفوضى المعسكر، بعد أن حاول الشبان الستة تحريض شباب المعسكر على الهجوم على الضابط ومغادرة المعسكرمطلقين عبارات من قبيل "أين شباب قامشلو؟"

في غضون ذلك ، وصلت قوى الأمن إلى مكان الحادث وبدأت بإطلاق النار في الجو.

الشاب سليم عمر أمين (27 عاماً)، الذي كان قد فرّ من مدينة القامشلي إلى إقليم كردستان تجبناً للالتحاق بالخدمة الإلزامية في الجيش السوري، كان أحد الاشخاص الذين تدخلوا محاولين تهدئة الوضع ومنع تطور الأمور بين الشبان الستة وضابطهم.

فجأة، أُصيب سليم بطلقة في رأسه، لم يُعرف من أين جاءت ومن أطلقها لكن يبدو أنها أُطلقت من مسافة قريبة، أدت إلى مصرع سليم في مستشفى شيخان.

وقال أحد شباب المعسكر بغضب "كان يريد هؤلاء الشباب فضّ المعسكر وإنهائه، لقد جاؤوا من أجل التخريب". وأضاف "أنا آبوجي (وهي التسمية التي يطلقها أنصار حزب العمال الكردستاني على أنفسهم) ولكن هؤلاء الشباب قاموا بعمل غير جيد وغير لائق".

وقال آخر "كانت هناك نقوش ورسومات مرسومة على جسد هؤلاء الشباب، إنهم يتناولون الحبوب (في إشارة إلى حبوب من أنواع من المخدرات)، بالفعل كانوا مخطئين، ما تقدمه لنا إدارة المعسكر لا يقدمه أحد".

وعمت الفوضى والقلق أرجاء المعسكر بعد وصول أنباء، غير صحيحة، إلى المعسكر حول اقتحام القوات النظامية السورية لمدينة عامودا، الأمر الذي دفع بالكثيرين يطالبون بالذهاب إلى سوريا".

وتدفق ما يتجاوز 10 آلاف من الأكراد السوريين الى إقليم كردستان منذ اندلاع الثورة في سوريا منذ أكثر من سنة ونصف. بينهم جنود منشقين من الجيش النظامي السوري وشبان فرّوا من سوريا لتجنب الالتحاق بالخدمة الإلزامية في الجيش السوري وآخرين التجؤوا إلى الاقليم أملاً في ظروف معيشية أفضل لهم ولعوائلهم.

ويتلقى الجنود الاكراد المنشقين عن الجيش السوري تدريبات عسكرية منذ شهر مارس/ آذار الماضي بمبادرة من الحزب الديمقراطي الكردستاني في العراق، ورئيس إقليم كوردستان العراق مسعود بارزاني.

يرابط منهم حوالي 600 مسلح على مقربة من الحدود السورية العراقية في انتظار العودة إلى سوريا.

أما الملتحقون حديثاً، الذين وصلوا إلى إقليم كردستان في الأسابيع الاخيرة، ويصل عددهم لنحو 400 شاب، يتلقون التدريبات العسكرية في معسكر عائد لـ "قوات الدفاع"، وهي التسمية التي تُطلق على القوات العسكرية التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني.

والهدف المعلن من وراء التدريبات عودة هؤلاء الشباب إلى المدن الكردية بعد سقوط النظام السوري ومنع حلول الفوضى في المناطق الكردية.