زنار كوباني : الثوري واللاثوري .. الوطني واللاوطني ... في مسار الثورة السورية

2012-08-04

أفرزت الثورة السورية منذ إنطلاقتها في منتصف شهر آذار من العام الماضي وحتى اليوم ،العديد من التسميات والمصطلحات والألقاب التي أستغلها البعض وأتخذها في سبيل تحقيق أهدافه وغايته الشخصية أو الحزبية الضيقة ،ناهيك عن الإتهامات والتلفيقات والأكاذيب التي يتقاذفها هذا الطرف ضد ذاك من الأشخاص والأحزاب ،

والتي لاتخدم ضمنيا مسيرةالثورة ،وغاياتها ، وأهدافها الرامية الى ضمان تحقيق الحرية ، والحفاظ على كرامة المواطن وحقوقه الإنسانية والسياسية والإجتماعية والثقافية . ورغم أن الثورة السورية قامت في الأساس - وكما هو معروف للجميع على أكتاف الطبقات الفقيرة المهمشة التي عانت طيلة السنوات الماضية من ويلات النظام وزبانيته وبطشهم وجبروتهم ،وبالتالي أستمدت وعيها ووقودها من معاناة هذه الطبقات المسحوقة كما بالنسبة للثورات العالمية الأخرى .إلا أن هناك بعض الشخصيات والأحزاب والتيارات الكارتونية المشبوه زجت بنفسها في أحضان هذه الثورة بنية إستغلال أهدافها وتطوراتها الميدانية على أرض الواقع ،وتطويقهاوربطها بأجندات خارجية ،وإستمالة نتائجها لمصالحها وغايتها الشخصية والحزبية الضيقة ،وفي محاولة منها لإعادة تثبيت دعائمها من جديدعلى حساب دماء الشهداء والمتضررين من أعمال النظام السوري وجرائمه المتواصلة بحق المدنيين وممتلكاتهم .. وخاصة بعد أن أدركت هذه الشخصيات والتيارات أن النظام الأسدي بات قاب قوسين أو أدنى ، وأنه لم يعد هناك ما يمكن الإستفادة منه على أرض الواقع . هذه الفئات التي تمتد في جذورها وتاريخها الى محافل الأرستقراطيين والبورجوازيين ،لاتمتلك من برنامجها إلا إرشيفاً أسوداً مليئاً بالحقد والكراهية تجاه الشعب ونضاله المشروع ، وبالتالي هي ليست إلا ثلة من تواقي المال والسلطة والمكاسب الشخصية والعائلية الضيقة التي باتت تعرف اليوم بين عموم الشعب السوري بمدى نرجسيتها وبراغماتيتها القائمةعلى استغلال المواقف والأحداث ،والظهور بمظهر المناضل والمقاوم والمدافع عن حقوق ومصالح الطبقات الفقيرة . إن نوايا هؤلاء الأشخاص ومصالحهم لم تكن وليدة اللحظة أو الظرف الراهن ، بل تمتد الى سنوات مضت، كانوا خلالها مرتزقة مطيعين لأسيادهم الجلادين ،مستفيدين من جبروتهم وعنفوانهم على حساب السواد الأعظم من المواطنيين ،وكانوا يفعلون مايشاؤون من قمع وتنكيل وتهجير وإنتهاك للأعراض والحرمات ، مستغلين ضعف الناس وجهلهم دون أن يدركوا أنه مهما طال بهم الزمن والآوان سيكون مصيرهم المحاكم . نعم هذه الزمر الفاسدة في مكنونها وتكوينها اللأخلاقي واللانساني ، نرى قسما كبيراً منهم اليوم وقد انشقوا وأنضموا الى صفوف الثورة ،وباتت تظهر صورهم على شاشات الفضائيات وصفحات الفيسبوك ومختلف وسائل الاعلام وهم في مقدمة المظاهرات والاحتجاجات ،وذلك في محاولة منهم للالتفاف على الثورة وتفريغها من مضمونها الإنساني ،وكأنهم نسوا أفعالهم الشنيعة بحق المواطنين الأبرياء، وما سرقوه ونهبوه من أموالهم وقوتهم اليومي، وماأرتكبوا من جرائم يشهد لها التاريخ ويندى لها الجبين . ومن هنا على الشعب السوري بمختلف مكوناته السياسية والدينية والاثنية ،أن يدرك أفعال وخطايا هذه الطغمة الآسنة التي تجاوزت بإجرامها السابق واللاحق مافعله هولاكو ونيرون وجانكيزخان وتيمورلنك بحق البشرية ، وأن يجهز العدة تجاههم ويحاسبهم بأقصى ما يمكن ، وبما فيه ضمان لنجاح الثورة وأهدافها الإنسانية النبيلة . كما أنه على الشعب السوري أن يميزبدقة ،بين الثوري واللاثوري والوطني واللاوطني كل حسب تاريخه وسلوكه وأفعاله وتصرفاته تجاه المجتمع ،ومدى تخديمه له ودعمه للثورة على كافة الاصعدة .