حزني كدو: الكورد قبيل الثورة السورية

2012-08-03

الاحداث المتسارعة على الساحة السورية, بدأت تأخذ منحى اكثر خطورة , وتتسارع الأحداث خاصة بعد اغتيال خلية الأزمة في دمشق , واحتلال المعابر الحدودية بين سوريا وتركيا وسوريا والعراق , والفوران الذي حدث في المناطق  الكوردية ,

وما روج عن تسليم النظام للمدن والبلدات لحزب العمال الكردستاني , واحتلال الجيش الحر لنصف مدينة حلب, ونصب صواريخ تركية,  في منطقة ماردين المتاخمة للحدود الشمالية السورية ذات الغالبية الكوردية ,كلها مؤشرات على أحداث خطيرة قد تحدث , و مؤشربداية نهاية النظام, هذا النظام الذي لم يألوا  جهدا , في قمع و قتل وتدمير البنية التحتية لهذه المناطق الثائرة , وكأنه يصب جام حقده التاريخي والمذهبي  لهذه المناطق , التي ثارت ضده في الثمانينات من القرن الماضي ولو بشكل اخف كما وكيفا.

ان ما يجري اليوم على الساحة السورية الوطنية عامة ,  ما هي الا ثورة عارمة, تزداد وتتسع رقعتها كما وكيفا ,يوم بعد يوم , ضد الظلم والاستبداد والاقصاء والمجازر , قديما وحديثا , وقد تحولت من ثورة سلمية الى ثورة مسلحة بفعل القتل  والعنف الممنهج من قبل النظام وشبيحته بهدف القضاء على الثورة  واخمادها . ولقد استطاع النظام ان يحول الثورة السلمية  الى عصيان وتمرد مسلح في اغلب المناطق وتصويرها بانها عصابات ارهابية حتى تتمعن اكثر في القتل والتدمير ظنا منها  وقوف الشعب السوري الى جانبه ,متناسيا لهفة السوريين للحرية و العدل والمساواة والديمقراطية وسيادة القانون و المواطنة.
 
اما من الناحية الكوردية كجزء من الشعب السوري , ومن النسيج السوري الوطني الأصيل , الغير متشبع بثقافة وفكر حزب البعث العربي الشمولي ولا بثقافة الأصولية الدينية ,وبالرغم مما تعرض له من مجازر , ومصائب, وتهميش, واقصاء , وتقزيم , وتشويه لماضيه واتهامه باسرائيل ثانية قديما, وبالرغم من محاولة المجلس الوطني السوري والمعارضة السورية اليسارية , والتقليدية والدينية تهميشها وعدم الأعتراف بها ,وزجها بمعارك واقتتال اخوي كوردي كوردي , و كوردي عربي ,فان الحركة الكوردية بقيادة المجلس الوطني الكوردي ومجلس غربي كوردستان , وأقلام المثقفين والكتاب الغيارى وجميع  التنسيقيات و الفعاليات  الاجتماعية , والشخصيات الوطنية و(بفضل جهود القائد السروك مسعود البارازني ), ظل  منذ يومه الاول ثائرا, متظاهرا شيبا وشبانا ,مشاركا   كبيرا ,وفاعلا مبدعا , ومحافظا على سلمية  الثورة الوطنية  حتى يومنا هذا بالرغم من استشهاد بعض قادته, وشعاراته واحد واحد الشعب السوري واحد , وأزادي  لكل سوريا ارضا وشعبا.
وبالعودة الى مجريات الأحداث الأخيرة, واللاحقة وكما يقول المثل ( مو كل مرة تسلم الجرة ) وبالرغم من ان الكورد ومن خلال الممارسات العنصرية والشوفينية االتي تعرضوا لها لم ولن يتخلوا يوما عن سوريتهم ولم يشعروا يوما من الأيام بان هذا النظام يمثلهم او بانهم ينتمون الى هذه الدولة كنظام سياسي وليس كأرض.
 
ان الأيام القادمة , و تطوراتها المتسارعة, يستدعي من الكورد أن يكونوا متيقظيين, لكل الحيل والألاعيب , والمغامرات والأفعال الأنفعالية الغير محسوبة النتائج , فقضية كورد سوريا لم تعد مشكلة سورية ضمن الأقبية الأمنية, بل اصبحت كأخواتها مشكلة أقليمية و دولية , ويجب التعامل معها على هذ ا الأساس, وبكل نضج ومسؤولية ,بعيدا عن التحزب الضيق وفوران الدم ,وردات الفعل, والاستفزاز ,والانجرار  وراء الأخرين او البطولات الدنكيشوتية.
 
ان التطورات المتسارعة على الأرض, عسكريا , وسياسيا , وتصريحات تركيا العدو اللدود للكورد (ومايروج لها البعض من الساسة الكورد) والتي تراقب الأوضاع في سوريا عامة, والمناطق الكوردية خاصة ,وعن كثب ,وتفسر كل حركة عفوية,اومظهر غير مدروس من جانب الكورد , كرفع الاعلام الكوردية او أعلام "PYD" على أنها حركة إرهابية انفصالية ,ولا نستغرب أن يكون هناك اتفاق استخباراتي سوري تركي مسبق على أي توجه كردي في هذه المرحلة.
 
 
إن المطالبة بالحقوق الكوردية المشروعة الدستورية في سوريا ,لا يعني أن نقوم بالاستيلاء بشكل إنفرادي على مؤسسات الدولة ,ورفع الأعلام الكردية او الحزبية عليها ,بل يجب أن تكون توجهات الكورد, توجه وطني, سوري ,ثوري, جماعي مع جميع فئات الشعب الموجودة في المناطق الكوردية, من عرب وسريان وأثورين,وان يكون رفع علم الاستقلال هو شعارنا الجامع بالاضافة لعلم الكورد, لأن في هذه الخطوة صيانة للسلم الأهلي, وتثبيت لجذور الثقافة الوطنية السورية , والاعتراف بجميع مكونات الشعب السوري الذي يعد بمثابة رادع لكل من يريد التدخل العسكري أو الامني في الشأن السوري وبشكل خاص تركيا.