أحمد عجة : أخيرا , مدينة قامشلو تشهد وحدتها و نصف مليون كوردي يشهد على ذلك

2012-07-31

 مرة أخرى , اثبت الكورد مقدرتهم في الانتقال من حالة التشتت و التشرذم إلى حالة رص الصفوف و التكاتف . المرة الأولى , أنجزها الشعب الكوردي في العراق أبان تحرير العراق و كان من نتائجه البارزة  إقامة عراق ديمقراطي - فيدرالي  من جهة , و من جهة ثانية , انتزع الكورد  فيه حقوقهم القومية المشروعة , ثمرة نضالهم المرير و الشاق على مدى عقدين من الزمن .

 

    و المرة الثانية , تحديدا , مساء الأحد الموافق في 29 / 7/02012 أنجزها الشعب الكوردي في سوريا , حيث شهدت مدينة قامشلو هذا الحدث التاريخي و  شهد معها ما يقارب نصف مليون كوردي يهتفون بصوت واحد و بلغتهم الاْم                   biji yekitiya gele kurd" "  أمام هذا المشهد الجميل اختفت كل المظاهر السلبية التي كانت تعاني منها الحركة الكوردية في سوريا أو تلك التي مورست بحق بعضهم البعض.

 

   اجل , إنها خطوة تاريخية برأي , خاصة في هذه المرحلة الدقيقة و الحرجة التي تخييم بظلالها على المنطقة برمتها , وأيضا منعطف تاريخي هام للحركة الوطنية الكوردية في سوريا نحو تمكين قوتها التي تكمن في وحدتها  و تكاتفها  أمام التحديات و المؤامرات التي تحاك ضد الشعب الكوردي من قبل الأنظمة الإقليمية التي ترى في وحدة الكورد خنجرا في خاصرتها .

 

   و من هنا , يمكن القول و بدون استخفاف بان هذه الخطوة هي ثمرة جهود اجتماع هولير من جانب الأطراف الكوردستانية الرسمية التي ضغطت بدورها على قيادات الحركة الكوردية في سوريا لنبذ الخلافات الجانبية و الكف عن ممارسة سياسة تجاهل طرف لطرف  أو الشطب عليه تحت حجج غير منطقية لا تليق بها كتنظيم سياسي  .

 

   كما ساهمت الأطراف الكوردستانية الرسمية ذاتها بشكل مباشر في إيجاد أرضية مناسبة لتعاون مشترك بين أطراف و أحزاب و فصائل الحركة الكوردية في سوريا مستقبلا ,آخذا بعين الاعتبار المصالح القومية للشعب الكوردي و أمنه القومي التي يقتضي الالتزام بهذه المصالح  بالدرجة الأولى  , انطلاقا من مسؤولياتها التاريخية  التي لا يمكن بأي شكل من الأشكال تجاهلها  أو الاستخفاف بها .

 

   كما تعتبر هذه الخطوة من جانب الحركة الوطنية الكوردية في سوريا  نقلة نوعية و فريدة نحو ترتيب صفوفها و تعزيز قدراتها المادية و البشرية تحسبا لأي مواجهة قد تحدث مستقبلا . و خاصة بعد تصريحات العديد من الشخصيات السياسية و العسكرية اللامسؤولة في المجلس الوطني السوري و المتسوليين أمام أبواب تركيا  و هذه بحد ذاتها إهانة و إساءة للشعب السوري و ثورته السلمية , متناسيين حقيقة الوضع السوري عامة و الكوردي خاصة  في العملية السياسية المقبلة و التي لا يمكن ان تتم بدون الرضوخ للحقوق القومية المشروعة للشعب الكوردي في سوريا بدون قيد أو شرط . و باعتقادي , ان أي مجلس انتقالي أو  حكومة انتقالية قادمة هي ذاتها سترضخ لمطالب الشعب الكوردي في سوريا  و الأيام المقبلة ستثبت ذلك .

 

 و الأهم من كل مما سبق , تكمن في الثابت و الاستراتيجي لحركتنا عموما نحو تفهم طبيعة المرحلة و ضروراتها الملحة و كانت بمثابة رسالة واضحة للأنظمة الإقليمية التي تسعى بكل إمكانياتها لضرب المرتكزات الكوردية التي هي بالأساس الصخرة المنيعة أمام  دسائس و مؤامرات أعداء الشعب الكوردي . و اعتقد ان الرسالة وصلت  و كلي أمل ان يقرؤها و يفهموها بالصورة الصحيحة أو كما يجب ان تفهم .

 

ehmedice@hotmail.com