آلان حمو : تاريخنا يعاقبنا

2012-07-29

سؤال بدء يدور في ذهن الكوردي السوري، ما سبب خروج الكوردي من الواقع الثوري في سوريا ليصبح مرمى لسهام النقد والاتهام من قبل المعارضة العربية ؟؟؟ بكل تأكيد مقولة الخروج اجحاف بحق الكوردي، أو هذا ما يعتبره الكوردي بحقه، ليدخل كعادته في تلك الدوامة التاريخية التي يكتب في بدايتها ونهايتها أيضاً.....

الكل عدو طموح الكورد، أو القضية الكوردية هي بعبع الحكومات الاقليمية في المنطقة، وبهذا يصبح جميع خلق الله اعداء الكورد الازليين، وما إلى ذلك من افكار لا تخدم الواقع الكوردي في اطاره الوطني، وهذا ما اشرنا إليه في الكثير من المواقف بأن الكوردي السوري سيخوض ثورة مزدوجة (وطنية و قومية) .
التطورات التي حدثت في المنطقة الكوردية انعكست سلباً على الواقع الكوردي في الثورة، كتحرر المنطقة الكوردية، أو كما تسميه المعارضة العربية (تسليم) المنطقة من قبل النظام إلى طرف كوردي يعتبر خارجي أو دخيل في الشئون السورية في الاشارة إلى (Pkk)، ما أدى تصريح شديد اللهجة من الاتراك لا يخلو من التهديد والوعيد للكورد السوريين، ليتزرعوا ( الاتراك ) بأن الطرف المستلم وهو حزب الاتحاد الديموقراطي (PYD) جزء لا يتجزأ من الحزب العمال الكوردستاني، (وهو الحزب الذي يعتبر ارهابياً في تركيا ودفعت المنظومة الدولية للاعتراف بهذا أيضاً ) لتتحجج تركيا بأن هذا الشيء يهدد امنها واستقرارها القومي ولن تقبل قيام أي كيان من هذا القبيل على حدودها، إذاً الحجة ( المختلقة ) تسوغ له التدخل في الشأن الكوردي السوري، في حين تكون تركيا اللاعب الاساسي في الازمة السورية والحاضنة الرئيسية للمعارضة السورية .
لنفترض جدلاً بأن التسليم(حسب تسمية المعارضة) لم يكن مع (PYD) بل كان مع الطرف الكوردي الثاني وهو المجلس الوطني الكوردي، عندها كان ستظهر مشكلة أخرى آلا وهو الخلاف السياسي مع المجلس الوطني السوري، وذلك انطلاقاً من معارضتهم لطرح المجلس الكوردي للامركزية السياسية (الفيدرالية)، وقد يربطوه أيضاً بالخارج (اقليم كوردستان العراق) وببرهان تلك المجموعة المدربة من قبل حكومة اقليم كوردستان العراق، إذاً الكوردي سيكون في محل الاتهام في كِلا الحالتين، وهذا ما دفع بعض المثقفين الكورد إلى اثبات وطنيتهم ودفاع عنها وهم لا يثبتون إلا تخبطهم، وطرح أخرين بإيجاد علم جديد يخص الكورد السوريين تجنباً للتهم الموجهة إلى الكتلة الكوردية، ورأب الصدع بين الفصائل الكوردية نفسها، كان حرياً بذاك المثقف قبل أن يطرح فكرة /العلم الجديد/ أن يطرح فكرة أيديولوجية جديدة للكورد السوريين أيظن بأن العلم ستحل المشكلة ونحن مختلفين ايديولوجياً، فالعلم نتاج تاريخ من الايديولوجية المشتركة .
هذا ما جنيناه بأيدينا طوال اربعين سنة خلت، فالتشرذم الكوردي هو مصدر التهم التي وجهت إلينا وليس المعارضة العربية، الفصائل الكوردية نادت بالتهم والمعارضة العربية تبنتها، مع أن الكورد في سوريا يخضعون الآن لاتفاقية (إعلان هولير) قلة نظيرها في التاريخ الكوردي إلا أن الرواسب الحزبية التي مازالت عالقة في ذهن الكوردي المتحزب تأبى تطبيق أي شيء توافقي (مادام هو المناضل والاخر هو العميل والخائن)، برأي لو أن الجهات الكوردية الخارجية كفت عن مساعدة الكورد السوريين كانت ستجبرهم على الوقوف صفاً واحداً، ولكن هذا هو نتاج تاريخ من الخضوع وعدم الاعتماد على الذات في السياسة، ها قد وصلت إلى خاتمة المقال ولم أطرح حلاً للمشكلة (للأسف) ليثبت الشباب أيضاً تخبطهم، ولكن يكفينا العثور على المشكلة في هذه المرحلة، وهي أن لا نعتمد على أحد أياً كان صلتنا بهم، بل الاعتماد على أنفسنا هو الحل لكل المشاكل المستقبلية والضامن لتطورنا .
آلان حمو
29-7-2012
Memealan84@hotmail.com