جوان مهمو : إذاً بدأت معركة تحرير العاصمة

2012-07-29

في ظل تفاقم أزمة النظام السوري , وتزايد نزعته العدوانية و سعيه لإعادة الشعب السوري إلى حظيرة النظام , حظيرة الظلم والاستعباد و في ظل أجواء نشر القتل و الدمار و تهديد الشعب في عموم البلاد أستطاع أخيراً الثوار نقل المعركة إلى داخل أحياء العاصمة السورية دمشق اعتبارا من /15-7- 2012 / تحت أسم بركان دمشق و زلزال سوريا ,

لتمهيد الطريق أمام بداية النهاية لسقوط النظام , و ترقباً لساعة الصفر حيث أكد الضابط رياض الأسعد من مرتبات الجيش الحر و قائده في الوقت نفسه أنه سيعلن عن ساعة الصفر شخصيا في وقتٍ لاحق عبر فضائية سوريا الشعب , وإلى ذالك الحين وفي هذه الأثناء سيرقص الثوار الدمشقيون حنجلة على أنغام الانتصارات الجزئية و اليومية , ولم يطول الانتظار بدمشق حتى نهضت شقيقتها حلب الشهباء و دبت فيها الحماس لتبدأ دبكتها الخاصة على إيقاع القدود الحلبية الشهيرة حلب ثاني كبريات المدن السورية و التي تعتبر العاصمة الاقتصادية

هناك مثالٌ شامي يقول , أول الرقص حنجلة , و الحنجلة أيها السيدات و السادة هي بداية الرقص تتصف بالهدوء و الرزانة من قبل الدبيكة حيث يأخذهم الحماس رويدا - رويدا ليصلوا إلى درجة السلطنة ثم إلى درجة الهيجان فيخبطون أقدامهم بكل ما أتو من قوة على الأرض مع حركات يتمايل فيها الجسد في انسجام كامل
 
فإذا كانت بداية حنجلت الشاميين بدأت بالمناوشات في حي القدم و حجر الأسود ثم تلاهم حي التضامن الذي يحتضن ألاجئين الفلسطينيين و سرعان ما امتدت إلى أحياء دمشقية عريقة كالميدان و الحارات القديمة ثم المزه و القابون وبرزة و ركن الدين (حي الأكراد) و السيدة زينب و توجوها في اليوم الرابع يوم الأربعاء الواقع في / 18-7-2012 / بقتل أربعة قادة كبار من أركان النظام و من دائرته الضيقة وأعضاء خلية الأزمة لدى النظام السوري إذا كانت هذه بداية الرقص و الحنجلة عند الشاميين فكيف يكون شكل الدبكة السورية عندما تدق ساعة الصفر وتشبك حلب يدها بيد دمشق الى جانب بقية المحافظات و المدن و البلدات و القرى في الريف السوري في تمايل وانسجام كامل لهذا الجسد الجميل و القد المياس عندها حقا أنهم سيشكلون زلزالاً في سوريا و بركانا يلفظ النظام و جميع أصدقائه و جميع المحسوبين عليه إلى الجحيم دون رجعة و غير مأسوف عليهم , و لتمهيد الطريق أيضاً إمام إزالة أخر موطئ قدم لروسيا من المسرح السوري بعد محو أثارهم من النطاق الإقليمي بشكل تام
اما الدبكة في المناطق الكردية ربما سيكون لها شكلٌ و لونٌ أخر يختلف تماما عن بقية المناطق في سوريا وذالك لكثرة الدبكات الكردية وغنى التراث و الفلكلور الكردي و ربما لهذا السبب كان هذا العدد الهائل من الاحزاب الكردية للحفاظ على هذا التراث , و الحنجلة عند الاكراد تبدأ برقصة ( الشيخاني ) و تنتهي برقصة (الهورزي ) و قد بدا جلياً أن بعض الاحزاب الكردية بدأت (تودوزن) آلاتها على إيقاع دبكة ٍ كردية - تركية لعل الدبكة في المناطق السهلية تأتي بنتائج أفضل من المناطق الجبلية الوعرة , و بهذا الصدد زادنا رجب طيب اردوغان رئيس الحكومة التركية في الطنبور نغماً حينما أعلن عن حق تركيا في ملاحقة (المتمردين و الارهابيين الاكراد الذين على صلة بحزب العمال الكردستاني ) بحسب تعبيره هو داخل الاراضي السورية و ما هي الا نذير بتعاظم النقمة الطورانية التركية تجاه الشعب الكردي و قضيته في الحرية و الانعتاق من نير العبودية , و لا يتوقع المراقبون السياسيون ولا العسكريون ان يشكل المخزون الثوري لحزب العمال الكردستاني الذي كرسا كفاحه في التنظيم و التعبئة و التحشيد و حتى وسائله النارية التي بحوزته لن تقف سدا في وجه محاولات الانقضاض لوئد أي تجربة كردية وليدة في هذا السهل الذي كان يسمى براري جنوب ماردين او سهل ماردين أبان الحكم العثماني مما يندرج هذا في اطار الاثار المدمرة لأي عملية غزو لهذه المناطق
وبعد كل هذا التصعيد و الزعيق و الدربكة و التقدم الحاصل على الارض من قبل الجيش الحر صرحت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ما مفاده انه مازال امام الرئيس السوري بشار الأسد الوقت للانتقال السلمي للسلطة و التحول الديمقراطي , بطبيعة الحال لا يتوقع السوريين تغيرا سريعا في نهج النظام و تسليم السلطة بطرق حضارية و سلمية لخصومه بل على العكس من ذالك و لا ريب فيه ان النظام سيفسر هذا الكلام على انها مهلة ً أخر له ليستمر في نهجه المعتاد و ليرقص هو ايضا رقصته و لكن من دون حنجلة و ليغني أغنيته طلع الصبح ولك علوش أخاف يسبقونا هل ارهابي أستعمل الطيارة و لبارود ولحقني بل دبابي
و إزاء تكامل المشهد السوري الذي بدء يغطي جميع أراضي الوطن تقريباً و بسبب الاقتراب من استكمال إغلاق الدائرة على النظام السوري و تضييق الخناق عليه لا يستبعد أن يعمد النظام إلى استخدام الأسلحة الكيماوية و الجرثومية التي بحوزته و المخزنة في قواعد عسكرية بشكل سري بالنسبة للداخل السوري و المكشوف على ما يبدو للأعداء الخارجيين و تحت تتبع أنظارهم , فقد كشف مؤخراً الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السوري عن أمكانية استخدام هذا النوع من السلاح في حالات معينة في إشارة واضحة للداخل و الخارج يقصد بها التلميح إلى ما أشبه بخيار شمشون إذا تعرض النظام إلى التدخل من الخارج أو إذا أقترب من دنو أجله المحتوم