حوار الشِّعر مع الموسيقى تَرْجمتْها قصائد "داليني" ومعزوفات "مراد"

   وسط إعجاب الحضور وتصفيقهم، ترنّحت أبيات الشعر في سماء القافية لتُعانق الألحان الشجية التي باحت بها آلة "الباغلمة" ضمن الأمسية الشعرية التي جمعت الشاعر "لوند داليني" مع العازف "محمود مراد" مساء يوم السبت 30/6/2012م في مدينة قامشلو، بدعوةٍ من رابطة الكتاب والصحفيين الكُرد.

   أمسيةٌ غلب عليها طابع الحب؛ العشق ومناجاة الحبيبة من خلال أبياتٍ شعرية ألقاها "داليني" باللغة الكُردية، كما أن وطن الشاعر وقوميته حضرا في بعض قصائده. ولأن الجمهور لم يقتصر على الكُرد وحدهم، كان لا بد من إيصال ما يُقرأ إليهم أيضاً، فكان الشاعر "أحمد حيدر" كفيلاً بإلقاء قصيدتين من قصائد "داليني" باللغة العربية بعد أن تُرجمتْ إحداها على يد الكاتب "إبراهيم محمود" والأخرى من قِبل "هادي بهلوي".
   وما جعلت لتلك القصائد أجنحة ساعدتها على التحليق عالياً هي أنامل "محمود مراد" الذي أحسن التعامل مع آلته الموسيقية بعدما عزف ألحاناً كردية وأخرى مردلية وثالثة تركية كانت ترافق كلمات الشاعر طوال فترة الأمسية التي استغرقت ساعةً ونصف الساعة من الزمن.
   وعن مشاركته في تلك الأمسية تحدّث "لوند داليني" قائلاً: «قدّمتُ بعض القصائد من شعر القافية وأخرى نثرية، ومحتوى هذه القصائد بالتأكيد نابعة من ألم ووجع الإنسان الكُردي، كانت هناك أبيات من الشعر القومي وأخرى حملت طابع الحب والهوى. اليوم قرأت تلك الأبيات الشعرية بمرافقة ألحان موسيقية من آلة "الباغلمة" وأردنا من ذلك إضفاء نوع من الحيوية على أجواء الأمسية، لأن الكلمة بدون لحن لا تساوي شيئاً كما اللحن بدونها لا تصنع شيئاً».
   أما "أحمد حيدر" فقال: «قرأت قصيدتين من أشعار "داليني" مُترجمتان للعربية؛ والغرض من ذلك هو تعريف غير الكُرد بإبداعات كُتّابنا وشعراءنا، فقد كان الحضور خليطاً بين الكُرد والعرب واعتقد أن فكرة الترجمة كانت صائبة وحقّقت المرجو».
   الكاتب "فرمان بونجق" عضو رابطة الكتاب والصحفيين الكُرد تحدّث عن نشاطات الرابطة بالقول: «تندرج هذه الأمسية الشعرية تحت سلسلة نشاطات بدءناها بأمسيةٍ شعرية مماثلة لما قدّمناها اليوم، تلتها محاضرات فكرية استضفنا خلالها مثقفين وكُتّاب أمثال "إبراهيم محمود"، أما اليوم فقدّمنا أمسية شعرية باللغتين الكُردية والعربية، ولدينا طموحٌ في الاستمرار بمثل هكذا أنشطة في المستقبل بحيث تكون هناك مشاركات حتى من خارج الوسط الكُردي».
   وأردف قائلاً: «ربما هذه التجربة ستُعيدنا لفترة الثمانينيات عندما أسّسنا مُلتقى باسم (الثلاثاء الثقافي) وآنذاك كان يضم جميع الأطياف والفئات في قامشلو والكل كان يشارك بلغته الأم /السريانية؛ الكُردية؛ العربية والآشورية/ وباعتقادي كانت تجربةً رائدة على المستوى المحلي، ونحاول الآن إعادتها وتكرارها لكن بشكلٍ مُغاير بحيث تكون أكثر تطوّراً وتجديداً».
قامشلو 30-6-2012
-    موفد مكتب قامشلو لـ اتحاد الصحفيين الكورد في سوريا