ولات شيرو : ضياع الشخصية الكردية

2012-06-29

الأسباب ؟؟؟؟
   لماذا رضي  ويرضى الكردي بالخنوع و الذل ؟؟ لماذا لا يحب الكردي أخاه
؟ لماذا لا يحب أرضه و لا يدافع عنها ؟؟ لماذا لم يحرر أرضه حتى الآن ؟؟
لماذا هذه السلوكيات الغريبة الذي حيدت و تحيد شخصيته عن مسارها الصحيح
؟؟لماذا يتعلق بأشياء ليس له منها منفعة غير مزيد من التقهقر و التخلف؟؟

لماذا فقد شخصيته المميزة و المعروفة بالصلابة و عدم قبول الذل و الهوان
؟؟ لماذا فقد حريته و هو الحر الطليق  كطيور الحر في جباله ؟؟ لماذا لم
يتعلق بقضيته القومية و أرضه كما يجب ؟! ما الذي أثر على شخصيته الأبية و
غيَرها في غير وجهتها الصحيحة و الحقيقية  أهو ظلم الظالمين أم ثقافة
الغرباء ؟؟ أم الإثنان معا ؟ كلا ليس هو الظلم من غيَر شخصية الكردي لأنه
فعل يقابله ردة الفعل أي المقاومة و نحن الأكراد ردات  أفعالنا كثيرة ألا
و هي الثورات الكثيرة التي قمنا بها و لم ننتصر فيها . ما العلة إذا أهي
الثقافة الغريبة التي اكتسبناها ؟؟ نعم الثقافة ( عادات , تقاليد , أعراف
, طعام , لباس , الدين , قصص , أغاني ..... ) هي التي تغيَر من شخصية
الإنسان و تبدلها بأخرى حسبما تؤكد عليه علوم النفس و التربية  , فطفل
رضيع إن أخذته من أحد القصبات من الأمازون إلى باريس من المؤكد إن ذلك
الطفل سوف يتعلم اللغة الفرنسية و يلبس الجينز بدل أن يكون عاريا و يأكل
بالشوكة و السكين بدل ......... - مع حفظ الاحترام لأي إنسان كائن من
يكون لأنه انسان يجب أن يحترم بعيدا عن جنسه أو عرقه أو لونه أو حالته
الاقتصادية - بمعنى إنه سوف يكتسب الثقافة الفرنسية بدل ثقافة أهله و سوف
يتصرف كما يتصرف الفرنسيون , إذا الثقافة هي التي تغير من سلوكيات
الإنسان و توجهها و جهات مختلفة  .
و من أكثر الثقافات التي أثرت على الشخصية الكردية , و حلت محل ثقافته ,
و كادت أن تقضي عليه من حيث اللغة و العادات و الأعراف و أدبه الشفاهي ,
هي الثقافة الإسلامية و التي بدأت تأثيرها منذ غزو الجيوش الإسلامية
للمناطق الكردية في الثلث الأول من القرن السابع عشر , هذه الثقافة التي
لم تعترف بأية ثقافة عدا الثقافة الإسلامية , و لم نقبلها بيسر و بسهولة
و لكن الزمن و القوة فرضته علينا و يؤكد على هذا القول المؤرخون
الإسلاميون حيث بقيت المنطقة في عدم استقرار لثلاثة قرون و نيف . هذه
الثقافة التي فضلت الحياة الآخرة الأبدية حيث أنهار العسل و الحوريات
الحسناوات  على حياة الدنيا الفانية , و كذلك تركيزها على قصص الأنبياء و
الرسل قلص من تأثير قصص و الأحداث التي مرَ بها الكرد من خلال تاريخهم ,
و بالتالي هذه الأفكار أثر سلبا على الشعور القومي الكردي بل جعل حتى
الذي يفكر مثل هكذا تفكير شاذا و يلقى العداء من الكثيرين , و أصبح العمل
للسماء و التفكير به أحب و أفضل من التفكير بأمور الأرض الفانية و
الفاتحون كانوا يبنون جنانهم على الأرض في مناطقنا و نحن نتأمل بناءها في
 السماء , و لا يزال هذا التأثير قائما حتى يومنا هذه و ظل الحال على ما
هو عليه حتى القرن الثامن عشر حيث قيام الثورة الفرنسية و انتشار مبادئها
في العالم و تطور العلوم بمختلف فروعها, و تحرر كثير من الشعوب و قيام
الثورة البلشفية في روسيا القيصرية و نجاحها و التي نادت بالتحرر و رفع
الظلم و رفع شعارات مؤيدة لحقوق العمال و الفلاحين و الشعوب المضطهدة ,
هذه الشعارات تأثر بها الشرائح العلمانية و المثقفة من المجتمع الكردي و
تغلغل الفكر الشيوعي إلى فكر الإنسان الكردي متأملا خلاصه من الظلم , هذا
الفكر الذي ادعى الأممية و قزم الفكر القومي حيث بات الذي يدعوا إلى
القومية شاذا و متخلفا و الذي يتفوه بكلمتين عن لينين و قولا واحدا
لماركس بالتقدمي المثقف و بتنا نعلم عن حياة الروس و ثورتهم البلشفية
أكثر من ثوراتنا و تاريخهم أكثر من تاريخنا و كل هذا أثر سلبا على
التفكير القومي الكردي و دام الحال هكذا قرابة قرن من الزمن , و نتيجة
تأثر الأكراد بالفكرتين السابقتين , و المدة الزمنية الطويلة التي قضوها
تحت التأثير ضيعوا ثقافتهم و بالتالي فقدوا شخصيتهم و ضعف الشعور القومي
لديهم وأبعدتهم عن التمسك  بأرضهم , و باتوا غرباء على أرضهم , و الذي
زاد من الطين بلة الفكر العشائري و الأمية , و ظلم و قمع الحكومات
القومية التي وصلت إلى الحكم , و حاولت اصهار القومية الكردية في بوتقتها
القومية , و الذي أثر سلبا أيضا في شخصية الإنسان الكردي في الوقت الحاضر
و خاصة الشباب منهم آلاف الصور و البرامج التي تبثها الفضائيات الموجهة
من الغرب و بدعم من الحكومات و الدول الغاصبة لكردستان لشغل فكر الشباب
الكردي بثقافات غريبة و مستهلكة لتقزيمها و قتل الابداع فيها . كل هذه
الأسباب تركت ندوبا في الشخصية الكردية حيث جعلتها غريبة حتى على نفسها و
لم تستطع الأحزاب الكردية و التي تأسست منذ أكثر من نصف قرن من الزمن
ترميم تلك الندوب بسبب ضعفها و انشقاقاتها و بقي الحال على ما نحن عليه
من ضياع في الفكر و السلوك و بالتالي ضياع في الشخصية .

                           ولات شيرو