بيان تنديد بمجزرة الحولة والمواقف الدولية المخزية حيالها

2012-05-28

باتت الثورة السورية الشجاعة، التي يخوضها شعب سوريا النبيل، تحرج وتقض مضاجع جميع مراكز القرار الدولية، والتي تعتبر نفسها الام الحنون للقيم الانسانية والديمقراطية في العالم الحديث (او الحر) كما يحلو لها التسمية، وليس فقط نظام الاجرام الاسدي والأنظمة الديكتاتورية الشمولية في العالم، والتي تنظر دورها في نشوب الثورات ضدها.

 
فما حدث ويحدث باستمرار في سوريا ومنذ بداية الثورة، لا يمكن توصيفه ولا تحليله، الا بالموافقة والمشاركة الجماعية لكل القوى الاقليمية والدولية، والا فمن الذي حدد مسار الثورة السورية بهذا الشكل المؤلم والمكلف؟؟، وان كانت جامعة العرب من الضعف ما يجعلها عاجزة على قول كلمة حق في وجه سلطان جائر، فأغلقت مسامعها واعينها عما ارتكبه ويرتكبه الاسد، من جرائم بحق ابناء سوريا الاباة، وألتفت على دمائهم وثورتهم، مدعية انها بحاجة الى من ينقل اليها الصورة الصحيحة، عبر ما وصفتهم بالمراقبين العرب، فكانت الحصيلة الاف الشهداء والمشردين والمهجرين. ثم تم دويل الملف السوري بعد ان ذرف السوريون انهارا من الدماء والدموع، ليأتي التدويل بأقذع مما اتت به الجامعة العربية ونبيلها الذي لا يمت لاسمه بصلة، فلا وجود لأي قرار  يمكن حتى ان يخدش شعور الاسد، او يضعف من نظامه ولو بشكل دبلوماسي، وصولا الى مبادرة عنان والامم المتحدة، التي اضرب بالسوريين بالغ الاضرار، سواء من حيث منح الاسد المهلة تلو الاخرى ليعمل القتل والتدمير في البلد، او من خلال ضرب مصداقية الثورة والثوار انفسهم، فمرة يتم وضع الثوار والنظام وشبيحته في ذات الصف، ومرات كثيرة ترتكب افظع المجازر امام اعين المراقبين الدوليين، كمجزرة الحولة التي هزت جذور الانسانية واظهرت ان كل ما تم من وصف للسادية قبلها ليس الا مجرد كلام بسيط مقابل قواميس السلوك الانساني المخزي التي يؤلفها النظام يوميا، والتي لم يسبق حدوث مثيل لها حتى اثناء وجود الدابي وفريقه، الفترة التي عرفت بانها كانت الاكثر دموية في عمر الثورة السورية.
 
ان كل هذه الدماء الزكية التي تسيل على الارض سوريا كل يوم، وهي تخضب ابواب الحرية، التي ما فتئ السوريون عن ولوجها، سوف تكون نقطة عار على جبين الضمير الانساني العالمي، وسيذكر التاريخ كيف تم ذبح شعب كامل ليكون قربانا لمصالح الدول الكبرى، وتوازن علاقاتها المقيتة مع انظمة الديكتاتورية العالمية وعلى راسها نظام بشار الاسد وعائلته المجرمة.
 
اننا في الاتحاد الليبرالي الكوردستاني – سوريا نرفع صوتنا عاليا ونطلب باسم الانسانية، وبحق كوننا كسوريين من بناة الحضارة العالمية، من كافة شعوب العالم ان تنظر الى قضية شعب سوريا العادلة في مطالبته بحريته وكرامته، وتستشعر بالألم الذي نقاسيه كل لحظة، وتمارس دورها في الضغط على حكوماتها، لوقف حمام الدم الذي نعيشه كل يوم في مدننا وقرانا وشوارعنا وساحاتنا، فان كانت روسيا والصين وايران وحزب الله، يقتلوننا يوميا بأسلحتهم ورجالهم وخبرائهم واموالهم، التي يزودون الاسد بها، فأننا لم نعد نفرق بينهم وبين من يتفرج على كل هذا الويل الذي يلحق بنا، ويكتفي بالمشاهدة حينا، او البهرجة الاعلامية احيانا اخرى، بإصدار المواقف التي كشفت الايام عن زيفها وتقنعها.
 
ولأنفسنا وللسورين، لا يسعنا ان نقول الا اننا مستمرين في نضالنا وكفاحنا، رغم كل الجراح والالام والمعاناة، وليس لنا ما يمنحنا حريتنا وكرامتنا الا حراكنا ونضالنا، ولن يكون النظام اقوى من الشعب حتى وان كانت معه حكام العالم اجمعين، لان هذا هو مسار التاريخ، ولابد للحق ان ينتصر.
 
 
لكم ولنا ولسوريا آزادي
 
27 ايار 2012
 
الاتحاد الليبرالي الكوردستاني – سوريا