استياء من رفع معدلات القبول في الجامعات الخاصة.. ومبرر الوزارة رفع كفاءة الخرجين

رئيس جامعة خاصة: قرار ظالم جداً حرم طلاب من دراسة الهندسة ودفعهم للدراسة بالخارج ، عبّر عدد من الطلبة الراغبين في التسجيل في الجامعات الخاصة اختصاص الهندسات عن استيائهم من رفع معدلات القبول في تلك الجامعات، مطالبين وزارة التعليم العالي بخفض المعدلات لكي لا يتغربوا عن أهاليهم ووطنهم.

فيما ردت وزارة التعليم العالي أن "رفع معدل القبول من 55% إلى 65% للكليات الهندسية، أتى لرفع جودة وكفاءة خريج الجامعات الخاصة".

في المقابل، استطلعت سيريانيوز رأي بعض الجامعات الخاصة بالقرار، حيث تفاوتت الآراء بين مؤيد للقرار ومعارض له، فيما رفض أربعة رؤوساء جامعات خاصة الحديث عن القرار "خوفا من ردة فعل الوزارة" بحسب تعبيرهم.

وكان مجلس التعليم العالي حدد في قرار له صدر في الشهر السابع من العام الحالي، معدلات القبول للطلاب من حملة الشهادة الثانوية السورية أو ما يعادلها بعد طي علامة مادة التربية الدينية واختيار إحدى اللغتين (الانكليزية أو الفرنسية بالنسبة للثانوية العامة)، إذا كانت شهاداتهم تحتوي على هاتين اللغتين الراغبين في التسجيل في الجامعات الخاصة السورية بدءاً من العام الدراسي 2010 – 2011، حيث حدد 65% من مجموع درجات الطالب للتسجيل في كليات الهندسة.

حيرة..

عندما قرر أحمد حصل على 145 درجة في الفرع العلمي أن يتوجه بعد مناقشة واسعة مع أهله للتسجيل في هندسة العمارة في إحدى الجامعات الخاصة تفاجأ بعدم قدرته على التسجيل، وتحدث لسيريانيوز عن ذلك بقوله "أصدرت الجامعات الخاصة معدلات القبول فيها، وعلى غير عادتها تم رفع معدل القبول وخاصة لكليات الهندسة الأمر الذي أوقعني وأهلي في حيرة جراء ذلك".

وتابع أحمد أنه "وعندما استفسرنا عن الأمر في الجامعة التي أريد التسجيل فيها، حدثوني أن وزارة التعليم العالي طلبت للعام الحالي ولبقية الأعوام الالتزام بقرار المجلس والذي يجيز التسجيل في كليات الهندسات بمعدل يزيد عن 65%".

وتساءل أحمد "لماذا تريد الوزارة أن تجعلنا نتوجه للغربة والدراسة في الجامعات الخاصة للبلاد العربية المجاورة، على الرغم من وجود 14 جامعة خاصة في سورية"، متمنياً "على وزير التعليم العالي إعادة النظر في القرار".

فيما قالت والدة أحمد إن "ولدي وحيد على أربعة بنات، ولم يصل إلى ما وصل إليه حتى (طلعت عيوني)"، مضيفة أن "قرار رفع المعدلات سيؤدي بهجرة ابني إلى إحدى دول الجوار ما سيترتب عليه غربة وكربة ومشقة علينا وعليه".

تطفيش..

بدورها، تحدثت عزة جمعّت 157 درجة في الفرع العلمي لسيريانيوز عن تجربتها في التسجيل بأحد فروع الهندسة في الجامعات الخاصة وقالت "بعد عناء طويل في إقناع أهلي بتسجيلي في الجامعات الخاصة، حيث أن (الحال على قدو)، توجهت للتسجيل فيها، ولكن وللأسف قضت وزارة التعليم العالي على رغبتي بدراسة الهندسة المدنية، حيث طلبوا مني أن أكون حاصلة على معدل أعلى من الدرجات التي أملكها"، مضيفة أنه "لماذا رفعت وزارة التعليم العالي معدلات القبول في الهندسات في الجامعات الخاصة..؟"، ومجيبة على السؤال بنفسها بقولها، "هل تريد الوزارة أن (تطفش) الطلبة إلى خارج القطر أم تقضي على رغباتهم التي يريدونها؟".

وتابعت الطالبة أن "في حال بقية الوزارة على القرار تكون قد أفقدت التعليم الخاص الغاية الذي تأسس من أجلها و هي استيعاب أصحاب المعدلات المنخفضة و الحد من هجرتهم خارج البلد".

بين مؤيد ومعارض

وعن ردة فعل الجامعات الخاصة قال عميد كلية الهندسة المعمارية في جامعة الأوربية الخاصة (سابقاً) بول شينارة لسيريانيوز إن "رفع معدل الطلبة إلى 65% بدلاً من 55% كان مطلباً للجامعات الخاصة، حيث طالبنا مجلس التعليم العالي لإصدار القرار من اجل تخريج طلبة متميزين"، مضيفاً أن "القرار سيخفف عدد الطلبة المسجلين في الجامعة، ولكن تخريج عدد قليل من الطلبة بتميز يكفي".

وتابع شينارة أن "الطالب الحاصل على معدل 55% غير مؤهل لكي يدرس الهندسات ويعتبر طالبا ضعيفا ولا يمكن له دراسة الهندسات".

من جهته، قال رئيس قسم الهندسة في جامعة القلمون الخاصة إياد حج سعيد إن "للقرار إيجابيته وسلبياته، فالقرار سيرفع من مستوى الطلبة المسجلين في الجامعات الخاصة والحاصلين على معدل فوق الـ65%"، مستدركاً أنه "من الممكن أن يفسح القرار لبعض الطلبة ممن لا يسمح معدلهم بالتسجيل أن يتوجهوا إلى دول الجوار، للتسجيل في جامعاتها"، مضيفاً أن "القرار صدر والجامعات الخاصة ملزمة بتطبيقه".

"هجرة إلى دول الجوار"

فيما رفض أربعة رؤساء للجامعات الخاصة الحديث عن قرار رفع معدلات الطلبة "خوفاً من وزير التعليم العالي، فيما قال الخامس والذي تحفظ على ذكر اسمه لسيريانيوز إن "قرار رفع معدلات الطلبة في الجامعات الخاصة وخاصة في كليات الهندسة قرار ظالم جداً، حيث حرم كثير من الطلبة من التسجيل في كليات الهندسة"، مضيفاً أن "القرار أدى لهجرة الطلبة من سورية إلى دول الجوار".

وتابع رئيس الجامعات الخاصة أن "وزارة التعليم العالي رفضت تعديل القرار رغم احتجاج معظم الجامعات الخاصة عليه"، داعياً وزير التعليم العالي غياث بركات إلى تحمل مسؤولية عدم دراسة القرار".

وشدد رئيس الجامعة الخاصة على "وجوب التمييز بين معدلات القبول لكليات الهندسة في الجامعات الخاصة أسوة بالجامعات الحكومية وذلك لتشجيع الطلبة على التسجيل فيها"، متسائلاً "هل أصبحت قرارات مجلس التعليم العالي لمصالح جامعات دون أخرى".

"لرفع جودة وكفاءة الخريج"

ورغم رغبت سيريانيوز في مقابلة معاون وزير التعليم العالي ماهر قباقيبي لتوضيح حيثيات القرار إلا أن الأخير كان لديه الكثير من العمل الذي لا يسمح بوقت للقاء، وكان قباقيبي قال في وقت سابق لسيريانيوز أن "الهدف من تحديد معدلات القبول هو رفع جودة الخريج في الجامعات الخاصة، إضافة إلى رفع كفاءته"، مضيفاً أنه "من غير المعقول أن يسجل طالب في الجامعة الحكومية في كلية من كليات الهندسة بعلامة 220 وما فوق، وفي نفس الوقت يسجل طالب أخر في الجامعة الخاصة بعلامات قليلة جداً".

وعن ردة فعل الجامعات الخاصة على القرار، قال قباقيبي "إن رؤساء الجامعات الخاصة كانوا عند مناقشة القرار، وتم الثناء على القرار من قبلهم".

يشار إلى أن عدد الجامعات الخاصة يبلغ حالياً 14 جامعة تدرس العديد من البرامج في العلوم الطبية والهندسية والإدارية والاقتصادية، وتنتشر في أغلب المحافظات السورية، حيث يقدر عدد الطلاب المسجلين فيها بنحو 22 ألف طالب وطالبة.

براء البوشي – سيريانيوز شباب