بعد طول ترقّب وانتظار خرجت علينا وزارة الاتصالات والتقانة لتخبرنا أنها خفضت أجور المكالمات في الموبايل خلال مهرجان كرنفالي ومؤتمر صحفي كبير.. وكأنها حققت كل ما وعدت به طيلة الأشهر الماضية. وبهذا الإنجاز صارت خدمة الموبايل وأجوره من أدنى الأجور في العالم..! ‏ ما حصل هو إجراء (تكتيكي) فهو لم يطل التخفيض كما يجب.. فكان رسم الاشتراك 600 ل.س، الآن تم تخفيضه إلى 400 ل.س مع حذف (الدقائق المجانية) المقدرة بـ200 ل.س بمعنى لا تخفيض حقيقياً، فالعملية تخفيض من جهة وسداد من جهة ثانية..!! ‏ الوزارة أكدت أن هذا التخفيض بداية لسلسلة من التخفيضات التي ستطول الأجور، فإذا كانت البداية هكذا فإن التخفيضات المستقبلية إن (لاقت النور) ستكون أكثر من بسيطة ولا تحقق الرضا من جانب الزبائن..! ‏ لقد دوختنا تصريحات وزارة الاتصالات بجعل خدماتها وأجورها من أجود وأرخص الخدمات في المنطقة، إلا أن ما وعدت به ذهب أدراج الرياح... فإنها قريبة إلى ما يشبه المهزلة أو «الضحك على اللحى». ‏  ألم تخجل الوزارة وشركتا الخلوي من تخفيض يكاد لا يذكر..؟ ولا نعرف حتى متى ستتم المحاسبة في أجور الخدمة حسب الثواني والدقائق وما شابه ذلك..!! ‏ مشكورة إجراءات الاتصالات وحماسها الكبير بشأن تخفيض العبء المادي عن المواطنين والتي أفرغت فواتيرها جيوبهم عبر السنوات الماضية وما زالت.. وقد تفاءلنا كثيراً مع اطلاق جملة من التأكيدات والتي أشاعت الارتياح بأن هناك تغييراً سيحصل وسيطول قائمة أجور «الموبايل» إلا أنها صدمتنا بالفعل..! فما فائدة إلغاء ميزة ممنوحة (الدقائق المجانية) وهي حديثة العهد وتراجع غير مبرر مطلقاً إزاء تخفيض رسم الاشتراك 200 ل.س فقط..!! ‏ لا ننسى أن حال الاتصالات ليس كما يجب ويلزمه الشيء الكثير فما زال المواطن يحلم بخدمة الاتصال الأرضي حتى الآن ونسمع مطلع كل يوم ومساء بتحسن سيطول الخدمات الهاتفية ويشمل أسعارها البهلوانية. ‏ بقي القول: نبارك جهود الاتصالات على تدخلها الإيجابي في فرض أسعار جديدة لاتحمل إلا البهرجة الكلامية..! ‏ نعطي بيد ونأخذ باليد الثانية وبشكل مضاعف لما أخذناه هذا هو مبدأ شركتي الخلوي وما على وزارة الاتصالات إلا المحاباة والمجاملة والتصريح بإطلاق الخدمات المريحة وهي بمنأى عن ذلك وغير قادرة على فرض ما ترغب وما تطمح إليه خاصة في أسعار ورسوم الموبايل..!! ودمتم سالمين لإبلاغنا بتخفيضات خلبية قادمة..!