ليلى قاسم ومعشوق الخزنوي في ليالي قامشلو

2006-05-26

 الكردية – القامشلي – 26/5/2006:أحيت لجنة المرأة الكردية, ليلة من سلسلة ليالي قامشلو الثقافية, حضرها لفيف من الكتاب, والمثقفين, والمهتمين في إحدى المنازل بمدينة القامشلي, بمناسبة الذكرى الثانية والثلاثين لاستشهاد المناضلة الكردية الفيلية ليلى قاسم, والذكرى الأولى لاستشهاد الشيخ الدكتور محمد معشوق الخزنوي, وذلك في جو ثقافي, وأدبي جميل. استهلت الليلة بدقيقة صمت على أرواح شهداء الكرد, وكردستان وفي مقدمتهم الشهيدة ليلى قاسم, والشيخ الشهيد محمد معشوق الخزنوي, وألقت مقدمة الحفل كلمة ترحيبية بالضيوف, ومن بعد ذلك ألقت الدكتورة روفند تمو كلمة لجنة المرأة الكردية تكلمت فيها عن هاتين الشخصيتين المناضلتين, وعن سجاياهما, وما قدماه للأمة الكردية من التضحية العظيمة, وأثنت على دورهم النضالي في مسيرة الحركة الكردية.  ومن ثم ألقى الشيخ محمد مرشد الخزنوي نجل الشيخ الشهيد كلمة انتقادية حادة بحق الأحزاب الكردية, والشعب الكردي مستهلاً بأن هذه المناسبات تحمل طابعاً حزيناً, وهو افتقادنا لهؤلاء الأشخاص, ومفرحاً من جهة أخرى لأنهم نالوا أعظم منحة من الله, ووصف الشهيدة ليلى قاسم بأنها شعلة مشعة يجب الركوع أمامها رغم أن الركوع لله فقط مشيراً إلى عظمة ما قدمته المرأة الكردية من تضحيات جسام في سبيل قضيتها القومية. وأكمل الشيخ مرشد انتقاده إلى حالة الكره والبغض التي تلف الحركة الكردية وعموم أبناء الشعب الكردي وتكلم بإحباط شديد فيما لو استمر الوضع ما هو عليه الأن من نشر ثقافة التخوين, والتعميل, والتشهير بالآخر, وأشار في كلمته الطويلة إلى أنه حان الوقت لكي يتحد الكرد فيما بينهم, وتوحيد صفوفهم لمقارعة أعدائهم من المتربصين بهم, وكرر بأنه يقول هذا الكلام من حرقة فؤاده, واحتراق قلبه على الحالة الكردية المزرية, وألقى قصيدة بالعربية عن والده الشيخ الشهيد وقال اهديها أولاً إلى روح الشهيد ليلى قاسم قبل الشهيد معشوق الخزنوي. ومن ثم ألقى الشاعر الشاب جوان ڴدو قصيدة رائعة بالكردية, واتبعتها الشاعرة الأنيقة نارين بسرد نبذة مختصرة عن حياة الشهيدة ليلى قاسم, وأبدع الشاعر المتألق دلدار ميدي في قصيدة جميلة ثم تليت كلمة القائد الخالد الملا مصطفى البارزاني, وأشير إلى أن اليوم هو ذكرى ثورة ڴولان المباركة. واختتمت الليلة بكلمة للسيد يونس حول دور الدين في تحرر الشعوب, وضرورة التمييز بين القضية القومية وتفريقها عن مسألة الاضطهاد القومي, واعتبر أن الدفاع عن الحق القومي هو واجب إنساني, وليس معناه اضطهاد القوميات الأخرى بل, وإنه لشيء عظيم في حياة الشعوب, والقوميات. تلت الليلة سلسلة نقاشات جانبية حادة حول وضع الحركة الكردية, وحالتها المزية, وما آلت إليه, ولكن اتفق الجميع على توحيد جهود المثقفين, والكتاب, والمهتمين, ومساعدة الحركة السياسية لكي تقوم بواجبها تجاه القضية القومية للشعب الكردي في سوريا, واعتباره يعيش على أرضه التاريخية أمر لا نقاش عليه. ولضرورة إلقاء المزيد من الضوء على حياة المناضلة الكردية الفيلية الشهيد ليلى قاسم, نورد هنا للإطلاع نبذة مختصرة عن حياتها, وهي من كتابات الدكتورة منيرة أميد, ومقالة للكاتب سعيد حقيقي مترجمة عن الفارسية:   عروسة كردستان وبطلتها الخالدة ليلى قاسم ولدت بطلتنا الخالدة في مدينة خانقين في 27 من كانون الأول (ديسمبر) 1952،(البعض يذكر1950) *. لأسرة كردية (فيلية) ، كان والدها عاملاً في مصفى نفط خانقين. التحقت بالمدرسة في عام 1958، فدخلت ابتدائية خانقين. واستمرت في دراسة في مسقط رأسها لحين انتهائها من المرحلة المتوسطة. حيث أحيل والدها على التقاعد ، فقرر الرحيل إلى بغداد. رغم حالة العوز التي كانت تعيشها العائلة إلا أنها اهتمت كثيراً بتعليم أبنائها، فكانوا مجتهدين ومتفوقين في دراستهم. امتازت الشهيدة بذكائها الحاد وشعور عالي بالوطنية. وكان لحالة الفقر التي عاشتها تأثيره الكبير في تطوير تفكيرها ونمو وعيها القومي والطبقي مبكراً، وكانت تحلم بتأمين الحقوق القومية لشعبها وتثابر من اجل ذلك. لذا لم يكن غريباً أن تجد في انتماءها إلى الحزب الديمقراطي الكوردستاني الملاذ في تحقيق تلك الأحلام وخاصة والحزب كان يقود النضال التحرري للكرد بقيادة الخالد مصطفى البارزاني. تعرفت إلى الحزب عبر شقيقها الأكبر الشهيد سام، فكسبت عضوية الحزب بسرعة لنشاطها وكفاءتها وتفانيها الواضح. جمعت بين نضالها من اجل حقوق الكرد، ونضال المرأة من أجل حقوقها، وكانت ترى أن المرأة يمكن أن تكون نداً ورفيقاً للرجل وخاصة في سوح النضال. وكانت من أنشط الوجوه الطلابية. ابتدأت دراستها الجامعية في كلية الآداب بجامعة بغداد في قسم الاجتماع عام 1971. جمعها النضال الطلابي مع رفيق دربها وخطيبها الشهيد جواد الهماوندي، فبرغم من أنه كان عاملا بسيطاً، إلا أنها اختارته دون الآخرين لكونه كان يتسم بنفس سجاياها وخصالها، وله ذات التوق لتحقيق حلمها في تحرير كردستان. وكان ذلك رباطاً أبدياً حتى استشهادهما معاً. في بداية عام 1974 فكرت في إنشاء صحيفة ولكنها أخفقت في حصول على إجازة رسمية بذلك. ومع اشتداد الحملة ضد الكرد بعد فشل اتفاقية آذار، ولإيمانهما أن العمل النضالي يجب أن يصل إلى عقر دار السلطة في بغداد، وبالرغم تعارض ذلك مع توجيهات حزبهما، ابتدئا أعمالهما البطولية مع مجموعة من صحبهم. ولكن وللأسف، وقعوا في أسر السلطة مبكراً. ففي 29 نيسان 1974 القي القبض عليها وخطيبها ورفاقهما ناريمان فؤاد مستي و آزاد سليمان و حمه ره ش، وتم عرضهم على شاشات التلفاز، وقد بدت صلدة في موقفها، وحوكمت ورفاقها في محكمة صورية، وكان الحكم معد سلفاً وهو الإعدام. ولكنها كانت تقول إني اشعر بسعادة لأن موتي سيفتح وعي آلاف ليسلكوا نفس الطريق وسينال شعبنا حريته. اعتلت أرجوحة الأبطال هي ورفاقها في 12 من أيار سنة 1974 أي بعد اقل من أسبوعين على اعتقالهم. وبذلك تحولت إلى رمز وأسطورة. ويذكر الكتاب أن في تلك السنة أطلق أسمها على معظم الولادات من البنات في كردستان ، تيمناً بالشهيدة الخالدة، ولعل بعض الأمهات حلمت ربما وليدتها ستحمل شيئاً من صفات شهيدتنا. مع انتشار خبر إعدامها ورفاقها ، اجتاحت شوارع كثير من المدن الأوربية التظاهرات استنكاراً لتلك العملية البشعة، حيث كانت أول عملية إعدام لامرأة في الشرق وعلى أسس سياسية وتحولت شهيدتنا إلى رمز خالد خلود كردستان



ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.