الشاعر ملا أحمد بالو

رد واحد [اخر رد]
User offline. Last seen 12 سنة 35 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 08/09/2006

الشاعر ملا أحمد بالو

لقد أنجبت أمهات الأكراد المئات من الشعراء والكتاب الذين أفنوا حياتهم في خدمة الثقافة والتاريخ واللغة الكردية، منهم أمير شعراء الأكراد الشيخ أحمدي خاني ، الشيخ أحمد الجزيري "ملايي جزيري" ،الشيخ برتو بك هكاري (Pertew)، فقي تيران، علي حريري، بابا طاهر الهمداني والمؤرخ شرف خان البدليسي ….الخ ) ، إذ يعتبر هؤلاء أعمدة الأدب والتاريخ الكرديين، وتعتبر نتاجاتهم أساسيات لثقافتنا الوطنية وهم مصدر فخرنا واعتزازنا. ولكن يجب الإشارة إلى نقطة مهمة ألا وهي إن هذه الشخصيات لم تنل قدرها وأهملت أعمالها من قبلنا، بسبب جهلنا لقيمة نتاجاتهم حتى عرفنا بعض المستشرقين بقيمتها.
وقد يكون هذا الإهمال بسب الظروف السياسية و الاقتصادية والاجتماعية التي حلّت على المجتمع الكردي في فترات تاريخية طويلة. كما أن أدباءنا وشعراءنا المعاصرين أيضاً أُهملوا ذلك لنفس الأسباب حتى أولئك الذين فارقوا الحياة ، و سنذكر على سبيل المثال لا الحصر (جكرخوين ، الملا بالو،تيريز ، يوسف برازي ( بي بهار) والملا نوري هساري الذي يصارع مرض الشلل منذ عام 1988م ومع ذلك لم ييأس من متابعة الكتابة وخدمة الأدب الكردي...)، وكل من هؤلاء يمثل مدرسة خاصة في مجال الشعر الكردي.
أليس من واجبنا نحن الكرد أن نُعرف هذه الشخصيات - القديرة و الجديرة – بشعبنا أولاً وبالوسط العربي والعالمي ثانياً، لكي نثبت للجميع أنه قادر على أن ينجب شعراء ومفكرين ومبدعين رغم المآسي و المجازر التي لحقت به ، وأنه ليس بعاجز عن مواكبة عجلة التطور والإبداع التي تحدث في العالـم.
إن الشاعر والكاتب الكردي "العم" أوصمان صبري لم يكن مخطئاً عندما قـال:
"إن الشعوب المتقدمة تحيي موتاها من المفكرين والمبدعين، أما نحن فندفنهم أحياءً."
بعد هذه المقدمة ، أريد أن أتطرق إلى شخصية أدبية كردية، ألا وهي الشاعر الكردي الراحل الكبير الملا أحمد بالو.

اسمه: أحمد محمد مصطفى.
حياته:
ولد بالو في عام 1920 م بالقرب من منطقة بالو في قرية سيرا جورا من قبيلة كمالان
ولقب بالملا بالو نسبة إلى منطقة بالو في كردستان تركيا توفي والده و هو صغير.
وبعدها بثلاث سنوات فارقت والدته الحياة. ذاق مرارة العيش فقراً وعوزاً، متنقلاً حافياً و عارياً بين السهول والوديان.
بين عامي 1923- 1932 م وبعدها بعام التف حوله مجموعة من الأصدقاء وأقنعوه بمغادرة بلدته معهم إلى سويرك ولكن عمه خالد اقتفى أثرهم وعاد بهم إلى بيوتهم، و بسبب الضرب والأذى الذي كان يلقاه هرب مرة أخرى بين الحفر والوديان والجبال، وكان ينام فوق الشجر ويتغطى بأوراقها. عندما سلك طريق الغربة كان عمره خمسة عشر عاماً وتعرض إلى الكثير من الصعوبات عندما وصل إلى الأراضي السورية، ولكنه أقفل راجعاً إلى ماردين مريضاً وبقي في إحدى مستشفياتها أكثر من شهرين. وبعد خروجه من المستشفى عام 1935 م
قصد سوريا مرة أخرى ولكنه عاد إلى ويسيك عن طريق درباسية-القامشلي ومارس فيها مهنة
الرعي.
وفي عام 1937م قرر أن يتعلم ويدرس فقصد قرية خزنة (في الجزيرة) ودخل حجرة الفقهاء وأتم تعليمه مثل جميع الملالي الأكراد. وخلال فترة تعليمه كان عاشقاً للغته الكردية وكذلك الفارسية والأدب والشعر.
تزوج الشاعر بالو في 10 / 9/ 1946م، وانطلقت مسيرته الأدبية وبدأ بنظم الشعر الكردي منذ أن أصبح إماماً ( ملا ) في 10/9/1948م وله نتاجات عديدة حول الوطنية وحقوق الأكراد، ولكن مؤلفه الوحيد المطبوع هو ديوان شعر (Dewr û Gera Kurdistan).
كان بارعاً في اللغة الكردية، و السمة القومية بارزة في أشعاره وقصائده ممتلئة بالأحاسيس الوطنية و فيها دعوة إلى الخلاص وكسر قيود الظلم والاستعباد حيث كان مصدر امتعاض بعض الملالي بسبب مواقفه تلك.
في عام 1955م انضم إلى جمعية الثقافة و مساعدة الكرد، (Komela zanist û alîkariya kurd ) ، وبعد عامين أو أكثر انضمت الجمعية إلى حزب البارتي، فأراد
الانضمام إلى صفوف البارتي لكن بعض الأصدقاء منعوه من ذلك. وبعد الانشقاق
الأول الذي أصاب البارتي دب اليأس في نفسه.

توفي الشاعر ملا أحمد بالو في 9 / 5 / 1991 م .
و بوفاته فقد الشعب الكردي أحد أبرز شعرائه المعاصرين، وخسر مدرسة
أخرى من مدارس الشعر الكلاسيكي الكردي

User offline. Last seen 13 سنة 49 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 15/09/2006

مشكووووووووور والله حلو