حركة الشباب الكورد بين الإعلام الحاقد وطنياً والإعلامي الفاسد مهنياً

بقلم إدريس سالم
 
نشر موقع «خبر 24» – الذي يتلقى أموالاً من شخصيات في النظام السوري – تقريراً أقل ما يُقال عنه بأنه فاسد مهنياً، يتهجّم فيه على حركة الشباب الكورد في أنها تعمل مع الجماعات الإرهابية المتطرّفة وتحارب الكورد في غربي كوردستان، بالمشاركة في غرفة عمليات الهجوم على حي الشيخ مقصود بمدينة حلب، من خلال التحركات المشبوهة (حسب ما جاء في التقرير) لعضوها القيادي يلماز سعيد وارتباطاته بالجماعات الإسلامية المدعومة من تركيا والسعودية.
إن ما يثبت للقارئ الكوردي الذي يتابع السياسة ومجريات الحرب السورية سيدرك تماماً النوايا التخريبية لهذا الموقع المريض فكرياً وإعلامياً وحتى كوردياً. فالحركة لها تاريخ نضالي كبير منذ تأسيسها في عام انتفاضة قامشلو ومروراً بإشعال شرارة الثورة السورية واستمراراً لما سينتج عنهما من اتفاقيات وتقسيمات في المنطقة.
إن الأخطاء الفاضحة الكبيرة التي وقع الناشط الإعلامي فيها وكذلك أسرة تحرير موقعه هي أن الحركة عقدت مؤتمرها الثالث في مدينة ديرك الكوردستانية وليست هولير، وتم انتخاب عماد يوسف منسقاً عاماً للحركة وليس رئيساً للاتحاد، ولم تستمر أعمال المؤتمر في 2 و 3 من أيار 2015 بل استمرت أيام (1 – 2 - 3) من أيار، ويلماز سعيد استقال من المجلس الوطني السوري تضامناً مع قرار المجلس الوطني الكوردي واحتجاجه على عدم قبول المعارضة السورية للمطالب الكوردية، ليكون بعدها عضواً في المجلس العسكري لهيئة الأركان في الجيس الحر، والذي تحالفت وحدات حماية الشعب (YPG) معه في حرب داعش ضد كوباني، وهو ممنوع من دخول الأراضي التركية منذ عامين، فيما قيادات PYD تصول وتجول في مطاراتها ومعابره
حركة الشباب الكورد كانت من أوائل الذين طالبوا بتوحيد الكورد في غربي كوردستان، ولم تهلّل بدخول الجماعات الإرهابية إلى سري كانية أو أي مدينة كوردية.
حركة الشباب الكورد لم تمد الجماعات الإسلامية المتطرّفة بالاستخبارات والمعلومات عن المناطق الكوردية، بل تبرّع أعضاؤها بدمائهم لمقاتلي وحدات حماية الشعب الذين أصيبوا في المعارك والجبهات.
حركة الشباب الكورد ضغطت مراراً وتكراراً في بياناتها الرسمية واجتماعاتها ولقاءاتها مع المجلس الوطني الكوري حول ضرورة اتخاذ موقف وطني جريء وتاريخي من كتائب المعارضة السورية التي تقصف والجماعات الإرهابية للأحياء والمدن الكوردية.
حركة الشباب الكورد وكلّ كوردي يخدم الكوردايتي لن تصدّق ارتزاق وتخوين موقع عميل لدى الدول المغتصبة لكوردستان في نشرها لادعاءات وترهات شخصية وهمية كأبي بتول أو أبي هولاكو أو جدعان بن مجحان في أن الحركة ساعدت الإرهابيين بدخول مدينة سري كانية (رأس العين) وأنهم كانوا من الأوائل الذين تسلموا الاسلحة والمال من المجلس العسكري في محافظة الحسكة.
حركة الشباب الكورد كانت الحركة الشبابية التي تقف في أصعب المراحل مع PYD جناح PKK في سوريا بين أعوام 2005 – 2011، حينما كانت علاقات النظام السوري سيئة مع الحزب، مما دفعت الضغوطات الكثيرة للنظام إلى استشهاد عيسى خليل ملا حسن في تظاهرة مشتركة ضد تركيا، والتي أقيمت في قامشلو 02-11-2007.
حركة الشباب الكورد هلّلت لدور مسعود بارزاني رئيس إقليم كوردستان ورجل التاريخ الحديث والذي عمل على توحيد المواقف في غربي كوردستان من خلال اتفاقيات هولير ودهوك، ولم تهلّل لا للدور السعودي ولا للدور التركي، ولا لدور أي دولة قد تعمل سلباً ضدّ السوريين والكورد.
حركة الشباب الكورد لم تنقسم وتتخاصم من أجل المال والعمالة للسعودية وتركيا, بل انقسمت بين طرف يعمل ضد كوردستان وآخر لصالحها والذي لا حول لها ولا قوة.
حركة الشباب الكورد شاركت في مراسيم العزاء لشهداء PKK حينما كان أنصاره الحاليين لا يجرؤون على الظهور، بل إن الحركة شاركت في معارك سري كانية بكتيبتها (صقور حرية كوردستان) ووضعت حواجز في قامشلو مرات عدة بالاتفاق مع وحدات حماية الشعب، إلا أن الأخيرة غدرت بهم وخطفت عناصر منهم وعذبتهم وهددتهم فيما بعد .
حركة الشباب الكورد لم تتوانى لحظة واحدة عن محاربة كلّ مَن يقف ضدّ تطلعات الكورد وسعيهم نحو الاستقلال، وطالبت مرات عدة من المجتمع الدولي في الضغط على تركيا ووقف ممارساتها الاستبدادية ضد حزب العمال الكوردستاني والنشطاء والسياسيين الكورد.
على الإعلام أن يطوّر المجتمعات لا أن يحاربها وينشر الفتن ويخلق الأكاذيب بين أبناءها، فموقع (خبر 24) لا زال رهين الفكر الحزبي والأجنداتي الضيق، والذي يعجز في إيصال المعلومة بحيادية للمتلقي الكوردي، بسبب تلقي الأوامر من أعداء الكورد وتنفيذها بحذافيرها دون اعتراض أو نقد أو حتى الإدلاء برأيها، وبالتالي فهي تبتعد عن المهنية والموضوعية والتعامل مع القضايا وفق المنطق الصحيح، فكل التقارير التي نشرها الموقع تدل على النوايا الخبيثة للمخابرات السورية عبر أجنحتها الكوردية، وذلك لضرب الحركة ونشطائها، وما نشره هذا الموقع وكذلك وكالة هاوار للأنباء ليس إلا تهيئة للأجواء لهكذا انتقامات عهده الجميع من جهة متطرفة شمولية.
حركة الشباب الكورد مستمرة رغم جحامة الظروف الكوردية والإقليمية والدولية، ولن تتوقف أمام تهديدات الأجندات التي تحاربها، عبر إعلام حاقد وإعلاميين فاسدين ومجرّدين من المهنية والموضوعية، والذين همّهم الأول والأخير محاربة الكورد والوقوف ضد شبابها الثائر نحو الحرية وبناء كوردستان.