توفيق عبد المجيد : دي ميستورا هل هو وسيط محايد ؟

2016-02-06

بالتأكيد لم يكن الوسيط الأممي صاحب الترتيب الرابع بعد ثلاثة سبقوه في هذه المهمة الشاقة الطويلة ، لم يكن يقصد السيد " دي ميستورا " بــ " تغييرات ملموسة على الأرض " في تصريحه الذي سرعان ما تترجم في منطقة حلب قصفاً روسياً عنيفاً مكّن جيش النظام من تحقيق بعض التقدم ،
ولقد فهم الهدف التهديدي لتصريحه عندما قال للــ " بي بي سي " لن تصبح المفاوضات جدية ما لم تحصل تغييرات ملموسة على الأرض في سوريا بينما نحن نتباحث " فهو لم يقصد أن المعارضة يجب أن تحقق انتصارات على الأرض لتفاوض من موقع قوة ، لكنه وجّه تصريحه للروس الذين سرعان ما تلقفوا الرسالة ، وترجموها على الأرض بشكل أعنف فاق كل التوقعات ، ليتقدم جيش النظام تحت المظلة الجوية الروسية ، ويبسط سيطرته على مناطق كان قد فقدها منذ سنوات أربع ، ويبدو أن الوفد المفاوض قد تلقى هو الآخر رسالة دي ميستورا واستوعب مفرداتها ليتمسك بإصراره على تنفيذ الشق الإنساني من قرار الأمم المتحدة ، ليضطر الوسيط الأممي أمام عنجهية وفد النظام المدعوم بالطيران الروسي ، وإصرار المعارضة على تنفيذ ما سمي مقدمات " فوق المفاوضات " كبادرة حسن نية مشجعة من قبل النظام وداعميه على المضي في المفاوضات وبخاصة البندين (13-14) من قرار مجلس الأمن ذي الرقم (2254) .
 
فهل كان السيد دي ميستورا ينسق مع النظام والروس ليرفعوا من وتيرة التصعيد حتى يرضخ وفد المعارضة المفاوض لبرنامجه التفاوضي ، ويغض الطرف عن الجانب الإنساني الوارد في قرار مجلس الأمن ، إلى مناقشة البنود الأخرى ولعل من أهمها القبول بـ " حكومة انتقالية أو وحدة وطنية " عوضاً عن " هيئة حكم انتقالية بكامل الصلاحيات " ؟ وهل لازال السيد ديمستورا محتفظاً بحياديته كوسيط مستقل ؟ بعد أن حمّلت الأمم المتحدة والبيت الأبيض " روسيا والنظام السوري مسؤولية تعثر المباحثات والتصعيد العسكري ، وعدم الاستجابة للمتطلبات الإنسانية " ومطالبة روسيا والنظام بوقف الهجمات ضد المدنيين ؟ وما موقف مجلس الأمن بعد أن توجهت أصابع الاتهام إلى مبعوثه متهمة إياه باللاحيادية في مهمته هذه ؟ وهل هنالك بدائل أخرى للمعارضة المسلحة أمام هذه الانتهاكات الفظيعة ؟ وإلى متى يستمر صمت المجتمع الدولي ؟ 
 
5/2/2016