عماد يوسف : اللاجئون السوريون و أزمة الضمير العالمي

2015-09-27

وقف العالم متفرجاً أمام ما لاقاه الشعب السوري خلال ثورته من معاناة جراء ممارسات نظام الأسد و أدواته الاستبدادية من قمع و اعتقال و اغتصاب و قتل بمختلف الوسائل الوحشية التي يستخدمها للقضاء على الشعب و تهجيره و خلق الفوضى التي تلائم استمراريته في السلطة
بالتعاون مع قوى و تيارات متطرفة فكريا و عقائديا يملي عليها أجنداته في الفتك بهذا الشعب و دفعه للهرب من الموت تحت سلطة قوانينهم و ممارساتهم حتى غدت مشكلة النازحين و اللاجئين إلى دول الجوار و أوربا من أخطر الصعوبات التي واجهتها هذه الدول بسبب التدفق الكبير لأعداد اللاجئين و عدم قدرتها على استيعاب هذا الكم الهائل و تأمين مستلزماتهم الضرورية .
و قد هز الضمير العالمي صور الموت التي فقد فيها النازحون حياتهم و هم يحاولون عبور الطرق البرية و البحرية أملاً في الوصول إلى بر الأمان في دول أوربا الغربية و خاصة صورة الطفل آلان عبد الله الكوردي الذي تقاذفته أمواج البحر إلى شواطئ " بوضروم " التركية في حادثة غرق مؤلمة للطفل و أخيه و أمه ضجت بها الصحافة و الرأي العالمي التي تستفسر عن التناقض في السياسات الغربية الذي يكشف الفرق بين الخطاب و الممارسة في التعامل مع حقوق الانسان و اللاجئين .
لقد كشف الغرب عن زيف دفاعهم عن حقوق الانسان في المحنة السورية فلم يعملوا بجدية في ايجاد حل للثورة السورية التي تحولت إلى أزمة بصمتهم عن جرائم الأسد و تخليص الشعب الأعزل من براثن مدافعه و طائراته و غازاته السامة التي عملت فيهم المجازر ودمرت المدن فوق ساكنيها و لم يحركوا ساكناً إلا من أجل مصالحهم الهادفة للسيطرة على مقدرات المنطقة و التحكم بأسعار النفط , و جاءت تحركاتهم الخجولة لتأجيج الصراع في الأزمة السورية و عدم التمكين للمعارضة و لا للنظام بالتفوق العسكري لتبقى المعاناة على ما هي عليه و يهرب الشعب من موت الإرهاب الأسدي و الداعشي و من على شاكلتهم إلى الموت في المعابر الحدودية و الغابات و البحار .
إن ما تفعله بعض الدول الأوربية اليوم من منح الاقامات للاجئين المضطرين المغلوبين على أمرهم ليس حلاً لمشكلتهم مقارنة مع تلاقح استقبالهم بحل مشكلات تلك الدول في حاجتها للأيدي العاملة , لأن جوهر الحل يكمن في سورية بمنع الإرهاب المنظم الذي يمارس ضد الشعب و إيقافه و ليس بتأمين مأوى لضحاياه و التباكي عليهم .
- نشر المقال في العدد ( 4 ) من صحيفة جوان