حسن أوسو حاجي عثمان : التهجير القسري المباشر والغير المباشرة ، في مقدمة أهدافها تدمير الأمم.

2015-09-20

- من ناحية العنصر البشري إشاعة الانحلال العقيدي والخلقي.                        - من ناحية تدمير الاقتصاد. 
 
- من ناحية التدمير العسكري.
 
أمّا تدمير العنصر البشري فقد حرص أعداء الأمم المهضومة حقوقها قومياً ووطنيناً هدفهم القضاء على روح الجد القومي والوطني في أفرادها بنشر اللهو الذي يرهّل النفوس ويمنعها من التوجّه إلى معالي الأمور الحية المصيرية حتى أصبحت عشرات الآلاف من أفرادها حطاماً منهاراً لا يملك المقاومة حتى ولو وضعت في يده أقوى الأسلحة.
 
وهكذا هي المجتمعات حين تنهار عقائدياً وخلقياً، تصبح الملايين فيها غثاءً لا يقف في وجه التيار !! "أو بمفهوم أوضح:
 
(معظم الذين تعرضوا لقضية هجرة العقول والخبرات إلى الدول الأوربية خاصة ، تناولوا بمعالجتهم الأعراض والمظاهر ولم يتناولوا الأسباب الحقيقية للظاهرة ، ولن يتنالون الأسباب بجرأة وصدق قد يجعل منهم مهاجرين)!!.
 
لقد أدرك أعداء الأمم المستغلة عبر العصور كالأمة الكوردية أن السيطرة العسكرية ضرورة أيضاً ولكنها غير كافية.
 
لذلك حرصوا ، أي الدول التي كانت بسبب تقسيم كوردستان والدول التي كانت من حظها اغتصاب جزء من التقسيم - لكي تكون سيطرتهم شاملة، وتكون التبعية لهم كاملة – لذا حرصوا على(التدمير) البشري و(التجزئة) السياسية كالحالة الكوردستانية ، حتي تبقي هذه الأمة عاجزة عجزاً تاماً.
 
وإن أحد أسباب التخلف الأمة الكوردية رغم من محاولات وانتفاضات وثورات عدة  هو قلة(الأدمغة الوطنية الشريفة) فهل يرجع ذلك إلى أن أفراد الأمة الكوردية أقل ذكاءً وفطنةً ، من أمثالهم في العالم المحيط بهم والمتقدم ؟ كلا وألف كلا ولكن هذه( الأدمغة) تُفْرَز من كل جيل كما يفرز الزبد من الحليب ، ثم يجري تهجيرها مسبقاً ومنظماً إلى الخارج عن طريق البعثات الدراسية التي تقدمها أصدقاء الكورد ، أو عن طريق التهجير القسري ، أو الطوعي تحت تأثير القين الجديدة التي ترفع من مكانة الدارسين في العالم المتقدم.
 
وبهذه الطريقة تجتذب دول العالم المتقدم العقول النابغة إلى حظيرتها، وهناك يتم تحويلها إلى دم جديد يدفق في جسم حضارة الدول المغتصبة لكوردستان.!!
 
إن الأسباب التي تؤدي إلي هجرة العقول النابغة إلى الدول الأوربية وبعض من الدول الشرقية كثيرة ومتنوعة وليس من أقلها أن هذه العقول النابغة التي تُخْرجها الأمة الكوردية تُواجَه بواقع الأنظمة الحاكمة في الأمة والتي تجعل من هم أقل علماً وخبرة رؤساء لأفضل العقول، لاعتبارات فاسدة، كأن يكونوا من الأسرة الحاكمة أو ممن لهم انتماء حزبي معين !! أو غيرها من الاعتبارات التي تجعل أصحاب العقول النابغة يشعرون أن جهودهم من أجل أمتهم لا تقدر ولا تحترم في دولهم.      فيدفعهم ذلك إلى الهروب إلى دول العالم المتقدم شرقاً وغرباً والتي تستطيع الاستفادة من هذه العقول في سبيل مصالحها العلمية.
 
ولا تقتصر أسباب هجرة العقول على عدم احترام قيمة العلم ، وعدم تقدير أهمية الخبرة بل إن أجواء القمع والإرهاب التي تسود دول الغاصبة لكوردستان لا تسمح باستيطان هذه العقول فيها، ذلك أن " أجواء القمع والإرهاب تصيب ملكات الإنسان بالعطالة الكاملة، فتجعل من العالم والباحث والمفكر إنساناً عادياً يمارس طعامه وشرابه وشهواته كأي مخلوق آخر، وقد يستنفذ طاقته ليحصل على ذلك.!!     فكيف لنا والحالة هذه أن نطلب الإبداع والنبوغ والتقدم للمجتمعات الكوردية الكوردستانية.؟!
 
إن العملاء من حكّام الأنظمة الحاكمة وبمساعدة بعض المرتزقة من أبناء الكورد والتي تسيطر على دول العَالمْ الكوردي يقومون عبر أجواء القمع والإرهاب التي ينشرونها بـ(تهجير) العقول النابغة إلى أعداء الأمة ، بل إنهم يحاولون الامتداد والمطاردة لهذه العقول حتى في بلاد المهجر.
 
وإذا تغلبت(بعض) هذه العقول على أجواء الإرهاب، فإنها تُزْعم إرغاماً على ممارسة نوع آخر من الهجرة ، وهو ما يمكن أن نطلق عليه الهجرة داخل الوطن لكل جزء كوردستاني ، أو(الاغتراب) وفقدان الانتماء!.
 
كوردستان – حسن أوسو حاجي عثمان – 20-9-2015