المغزى جميل…

لا يوجد ردود
User offline. Last seen 6 سنة 3 أيام ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 28/02/2011

تخبرنا الحكاية بأن الله خلق المادة والطيور والحيوانات وغيرها في خمسة أيام وفي اليوم السادس خلق الإنسان… خلق الرجل… ثم خلق المرأة في اللحظات الأخيرة من ذلك اليوم. هذه الحكاية تفوح منها العبر ومن يفهمها يجد طريقه للتدين والهداية. لماذا كانت المرأة هي المخلوق الأخير في الوجود؟ هي النهاية؟ لماذا تقول الحكاية بأن المرأة خلقت من الرجل؟ في الحقيقة لم تُخلَق المرأة من الرجل.. فما مغزى هذا الرمز الديني إذاً؟… المغزى جميل… المغزى أن المرأة هي رمز للرجل في أصفى حالاته.. في أعلى مقاماته وأرقى أحواله… طاقة الأنثى هي طاقة الصعود وطاقة الذكر هي طاقة الهبوط لذا فهذا الرمز هو محاولة لإفهامنا أن المرأة هي طاقة أعلى من طاقة الرجل. طاقة المرأة من الأرض إلى السماء وطاقة الرجل من السماء إلى الأرض… الرجل أكثر ميلاً للفكر والمادة والشهوة.. المرأة أكثر ميلاً للمحبة والحدس والرحمة.. لذا فحين يبدأ الرجل طريق التدين.. حين يسلك دروب الدين ويرتقي بطاقته.. حين يرتفع مقامات ومقامات ليحلق فوق سماوات سيتحول الفكر إلى حدس.. والشهوة إلى محبة والعدائية إلى رحمة وهذه الصفات هي صفات المرأة.

الرجل يعني المنطق والعدائية والإرادة والفلسفة وحب الفعل… المرأة تعني الحدس والخيال والرؤية والشعر وحب التلقي ..تلقي الحب والإهتمام والجمال وهذه الصفات في ميزان الوجود أعلى وأرقى وأنقى.

المرأة أكثر انسياباً وليونة.. الرجل أكثر جفافاً وصعوبة. الرجل يصارع الوجود.. يريد أن يحتل..الوجود لذا تجد العلم الحديث في أصله نتاج فكر ذكوري. الرجل يحاول الإعتداء على الطبيعة.. احتلالها وسلبها جمالها وبهائها. أما المرأة فلا تعتدي ولا تحارب أبداً…

المرأة تحيي وترحب… إذاً فالرمز الديني القائل بأن الرجل خلق قبل المرأة يعني أن الرجل أعلى حيوانياً بينما المرأة هي الأعلى إنسانياً. للأسف نجد علمائنا ومفسرين الأديان قد سلكوا الدرب المعاكس لحكمة الميزان... ميزان الإنسان. الجميع فسر الرمز الديني من وجهة نظر ذكورية.. من فكر ذكوري فحاولوا إظهار الرجل بأنه الأكثر أهمية وحاولوا إجبار المرأة على الخضوع له فكبتوا طاقاتها وأسرارها الروحية لأجل إشباع أهواء الرجل وغرائزه الحيوانية.

المرأة هي المخيلة والرجل هو الإرادة… المخيلة تولد بعد أن تستسلم الإرادة فتتحول الطاقة من عدائية إلى تلقي.. من حرب وقتال إلى محبة وجمال.. من غضب وعدوان إلى رحمة وغفران…

مِن رحم الغضب تولد الرحمة… الرحمة سيمفونية تعزفها آلات الغضب البدائية.. والحب سيمفونية غير عادية تعزفها آلات الجنس العادية… الحب يولد من رحم الشهوة…

في هذه الحكاية رسالة… رسالة مغزاها أن طاقة الذكر ستتحول إلى طاقة أنثى في طريقها صعوداً على الدرب الإلهي.. صعوداً عابرةً المقامات السبعة… عند المقام السادس على الإرادة أن تريد شيئاً واحداً… الإستسلام.. على الإرادة أن تنحني وتستسلم ليتلقى الإنسان علوم وأسرار الأكوان.. على المنطق أن يستسلم للمحبة وعلى النقاش والتحليل والتفسير أن يستسلم للإحساس. الآن لا صراع بين العبد وربه.. بين طاقة الإنسان وطاقة الأكوان.. الآن لتكن مشيتك كما قال المسيح والآن هو الإنمساح والسلام والإسلام الحق….

لهذه الحكاية رسالة… رسالة مغزاها إحترام صفات الأنثى.. تقديرها والبحث في أبعادها وأسرارها.