محمد أمين فرحو : الكورد أكثر تهديداً من داعش!!!

2015-07-13

بعد تحرير كري سبي ( تل ابيض ) أقامت تركيا الدنيا ولم تقعدها ،وأبدت تصريحات نارية ضد القضية الكردية، وأعلنت أنها ضد قيام كيان كردي ،وتزامنت معها تصريحات الساسة و الشوفيتين العرب المعارضين ( كما يدعون ) للنظام السوري معلنين عن حقدهم المتشرب من ثقافة النظام ،
هذه الثقافة التي من أجلها قامت الثورة السورية، و كان الكورد من أوائل الذين ثاروا ضد النظام و ثقافته 
لقد غلب الطبع التطبع و ظهرت النوايا المبيتة لكل من الشوفينيين والنظام التركي الغني عن التعريف في ممارساته ضد القضية الكردية ،والشيء العجيب هو  توافق تصريحات كل الأطراف بدءاً من  النظامين السوري والتركي وإنتهاءاً ببعض المعارضين السوريين في عدائهم للكرد و القضية الكردية برمتها .
منذ ما يقارب السنتين وداعش تصول و تجول على الحدود التركية ،وتحتل المدن، و البلدات المحاذية للحدود التركية ،وما زالت داعش تحتل بعضها. فلماذا لم تناقش تركيا بكل مؤسساتها ولم تهدد بالدخول الى الأراضي السورية ؟ بل الأكثر من ذلك حين إستهدف النظام السوري الأراضي التركية بالقذائف ،وأسقط طائراتهم لم تنبث تركيا ببنت شفة .
الغضب الذي تبديه تركيا تجاه قضية الكورد في روز أفا سيكون له عواقب على جميع الأصعدة ( دولياً , اقليمياً ,وداخلياً) وخاصة في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها تركيا المقتادة من قبل حزب العدالة و التنمية ،والذي لم يستطع الحصول على الأغلبية البرلمانية. 
هذا الحقد التركي لا ينبع من سياسات حكيمة ،إنه فقط رد فعل غير مستحب لامن قبل الكورد ولامن قبل الولايات المتحدة،ولا حتى من قبل المجتمع الدولي برمته ،وكان الأجدر بتركيا الجلوس الى طاولة الحوار، و البحث عن مشتركات إيجابية بدل صب الزيت على النار، ومهما يكن فالحوار مع الكرد يكون مع ممثلين وساسة وقادة معروفون وغير منبوذين دولياً ليس كما داعش القوى الظلامية والمنبوذة دوليا،ولكن إلا حينما تعتبر تركيا الكورد أكثر تهديداً من داعش  .
تركيا دولة مجاورة ولها الحق في الدفاع عن مصالحها ومصالح مواطنيها و المستقبل يجب أن يكون بالحوار الذي سيكون أكثر ايجابياً لها وتجربة كوردستان العراق مازلت شاهدة على ذلك.
من جانب آخر الوضع الدولي لتركيا لا يسمح لها إبداء التهديدات بهذا الشكل و خاصة بعد حرب الخليج الثالثة التي تزعزعت ثقة حلف الناتو بقيادة أمريكا بتركيا ،وهذا الحدث سيكون حاضراً في ذاكرة الولايات المتحدة الأمريكية و الدول الأوروبية الكبرى والشكوك ما زالت تحوم حولها من حيث دعمها لداعش  
كثيرة هي العقد المرتبطة بالحدث اللاعقلاني التركي، وكثرٌهم الداعوون الى زعزعة الوضع التركي و الذي نتائجه لن تحمد عقباه، والقضية الكوردية خرجت من عنق الزجاجة، ولم تعد محصورة بين الدول الأقليمية ،و في النهاية تركيا لن تستطيع تأخير الساعة حتى يطول اليوم ولا يعلن منتصف النهار كما قالها غابرييل غارسيا ماركيز .
 
محمد امين فرحو