الفرق بين الجريمة والخطأ: المحامي عبدالرحمن نجار

2015-07-05

يكتب البعض عن الأشخاص القيادية أو الأحزاب الكردية والميليشيات التابعة لها.
واصفين الأعمال والممارسات االإجرامية التي يقدمون على إرتكابها بحق أبناء شعبنا الكردي في كردستان سوريا وقضيته العادلة بأنها أخطاء.
ويحاولون تبريرها ببعض الأقاويل الهدامة والغير المنطقية والغير علمية، التي زادت من تعقيد الحل، وتمادي تلك القيادات في تخريبهم وإستمرارهم في الإضرار بشعبنا وقضيته مادام ليس هناك من يضع حداً لهم، بل مع الأسف هناك من يحاول تبرئتهم من الجرائم المرتكبة من قبلهم، بتغيير الوصف الجرمي لتلك الأعمال وإصباغها بأنها مجرد أخطاء ويقول هؤلاء: بأن السياسة فن الممكن، والكل يخطأ وعفى الله عما مضى وهذا تكتيك ويجب نسكت عنها حفاظا"على السلم الأهلي ولمنع الإقتتال الكوردي الكردي، ولأن العدو الخارجي يتربص بنا وووو. 
وعندما عمل المهتمون بالشأن السياسي الكوردي على كشفهم، فيبادر المريدين وأبواقهم المرتزقة إلى بتبريرهم بحجة عدم وجود دليل كتابي على إدانتهم !. 
ويقولون مادام لايوجد دليل كتابي فكل مايقال عنهم مجرد إتهامات، علماً أن في السياسة لاتحتاج علاقات العملاء إلى أدلة كتابية لأنه لايمكن الحصول على تلك الأدلة إلا بعد سقوط النظام وإقتحام مقرات مخابراته. ولكن الدليل يكون إستنتاج سياسي يتبين من خلال البرامج السياسية الهابطة والأعمال والممارسات والبيانات والنتائج التي تؤدي إلى إضعاف الحركة الكوردية وإنشقاقها وإستفحال مرضها، وعدم تمكنها من إتخاذ أية قرارات صائبة للقيام بتوحد الخطاب السياسي الكوردي على أساس حق تقرير المصير. 
وإنتخاب ممثلين حقيقين للشعب الكوردي من أجل إلتفاف الجماهير الكوردية حوله، وتشكيل قوة دفاع لحماية أبناء الشعب الكوردي ومصالحه العليا.
ولكن على العكس من ذلك تسببوا في خلق فراغ سياسي في الساحة الكوردية. 
وأستمرت تلك الحالة من الفوضوية السياسية منذ إنتكاسة ثورة كوردستان العراق وحتى منتصف الثمانينات، وإشتداد الخلافات بين النظام الأسدي والنظام التركي، بسبب بناء تركيا سدود على نهر الفرات وأكبرها سد أتاتورك لقطع المياه عن سوريا، وبسبب وقوف النظام السوري مع المحور الشيعي الإيراني المعادي للمحور السني في الشرق الأوسط.
وتلميح النظام السوري بمطالبة كيليكيا ولواء أسكندرون من خلال دعم سكانها العلويين. 
فسبب بناء سد أتاتورك والتهديد بقطع المياه عن سوريا للضغط عليه للكف عن سياساته.
ولكن النظام السوري لجأ إلى دعم الحركات اليسارية المسلحة ضد تركيا.
وإطلاق يد العنان للآبوجية في كوردستان سوريا ضد الحركات الكردستانية بشكل عام وضد الحركة الكردية في سوريا بشكل خاص وفعلا"على تنفيذ ذلك، إملاء ذلك الفراغ الذي خلقه قيادات الأحزاب الكردية.
وحيث أنه أستمر إبتزاز وإستنزاف الآبوجية لطاقات شعبنا الكردي البشرية والمادية في كردستان سوريا إلى عام ١٩٩٨عندما هددت أمريكا والدول الغربية وتركيا النظام السوري بطرد أوجلان وتسليمه لتركيا. 
فرضخ الأسد الأب لمطالب العالم وتركيا وطرد أوجلان، ولكن طلب من أوجلان قبل رحيله القيام بجمع أنصاره المعتمدين ممن كانوا معه من كورد سوريا، وتوجيههم لتشكيل حزب تحت قيادة عميلهم الموثوق به مروان زركي، وبالفعل نفذ أوجلان ماطلب منه وخرج من سوريا.
وفيما بعد وفي وقت الحاجة جمع المخابرات لهؤلاء وأعلنوا التجمع الديمقراطي بقيادة زركي، وبعد فترة طلب منهم حل التنظيم ويمضي كل منهم إلى منزله، وتم تنفيذ الأوامر بحذافيره دون تردد وفوراً وبإعتراف العديد منهم.
وبعد مضي فترة أخرى، وبإيعاز وتوجيه من المخابرات السورية، أعلن الشباب القربين من الآبوجيين ومن مخابرات الأسد حزباً جديداً بأسم الإتحادالدييقراطي.
ولم يمض طويلا"فقد مات المقبورحافظ الأسد وأستلم الحكم طفله بشار.
ولقد تحسنت علاقاته بالنظام التركي وعلى أثره شدد الخناق على الآبوجيين وتم ملاحقة كوادره وإعتقالهم وتسليم البعض منهم للنظام التركي كعربون صداقة. 
ففي تلك الآونة فقد أنشق عدد كبير من كوادره ولجؤوا إلى كردستان العراق وكشفوا كثيراً من الأوراق المخذية لقيادة الآبوجية وزعيمه أوجلان والعلاقات والجرائم المرتكبة بحق الكورد وقضيته. 
وبدأ ينحسر دوره في كردستان سوريا وخفف المعانات عن كاهل شعبنا من طرف الآبوجيين.
ولكن عندما طفى الخلافات على السطح بين النظامين، ومع قدوم الربيع السياسي وإندلاع الثورات الشعبية ضدأنظمتها القمعية في هذه المنطقة، وإسقاط بعض الأنظمة الديكتاتورية، وأندلعت الثورة السلمية في سوريا وأزداد الخناق على النظام الأسدي المجرم. 
مما أضطر إلى تغيير أسلوبه بتوجيه من داعميه من الأنظمة، فلجأ إلى الإستعانة بأوراقه القديمة الجديدة. 
وأقدمت على إبرام صفقات مع قيادة الآبوجية من خلال معلمه نظام الملالي المجرم في إيران وإنسحاب بعض قوات جميل بايك من قنديل إلى المنانطق الكردية في كردستان سوريا لتسليمهم هذه المناطق وتدريب عناصر ( ب ي د ) .
والوقوف مع النظام القاتل في حربه الظالمة ضد الشعب السوري، وتنفيذ مشروع الأنظمة الغاصبة لكردستان للإقدام على فرض سلطة الأمر الواقع بإستخدام جميع الوسائل لإبعاد الكورد عن الثورة في سوريا، وإجهاض المشروع القومي الكوردي.
للحيلولة دون حصول الكرد على حقوقه في تقرير المصير !. فأقدمت هذه السلطة التي أستلمت المناطق الكوردية من النظام بموجب إتفاق بينه وبين النظام على تهديد وخطف وقتل النشطاء السياسيين وشباب التنسيقيات وهجموا على كل من رفع السلاح للدفاع عن مناطقه ضد الخطر الخارجي وقتلوا منهم وأستولوا على سلاحهم وأرهبوا أبناء شعبنا وتلك الجرائم المرتكبة في عفرين وكوباني وحلب وعامودة والجزيرة وغيرها يعرفها جميع أبناء شعبنا ولايمكن بأي شكل من الأشكال وصفها قانوناً بالأخطاء.
وتتلخص أعمال أؤلئك القيادات المتسللة إلى الحركة الكوردية:
١- إفتعال الخلافات حتى الوصول إلى الإنشقاقات في صف الحركة الكوردية وتكريسها.
٢- القيام بنشاطات توحي لقواعد حزبه بأنها وحدوية وبطولية، وذلك تغطيةً على عملية الإنشقاق، مثل القيام بتحالفات أوجبهات أو إتحادات صورية هشة غير منتجة. 
٣- بعد تقاطع المصالح بين العملاء ومريديهم والإنتهازيين والوصوليين. يتم إبعاد الأحرار من صفوف الحركة الكوردية وبالتعاون مع مخابرات النظام. 
وبقيت الحركة الكوردية تدور في هذه الدوامة والضعف حتى تسببت في هذه المعاناة والمآسي التي أثقلت كاهل أبناء شعبنا من حيث التهجير وإفرغ كوردستان من الكورد، والتفرد بالقرار من قبل سلطة الأمر الواقع وإقدامها على إلغاء الحياة السياسية، كي لاتكتشف علاقاتها المشبوهة وكيف تمت إدخال عناصرعميلة وعناصر مشبوهة إلى كوباني قبل هجوم داعش وغيرها.
لذلك منعت مشاركة قوات كوردية أخرى في القرار، لا بل محاربتها وقتل حامل السلاح للدفاع عن شعبه ومعادات حكومة أقليم كوردستان العراق...
والمقابل مشاركة قوات وعناصر عربية وآشورية ونورية في كوردستان.
وبناء علاقات سرية وعلنية مع إستخبارات الأنظمة الغاصبة لكوردستان. 
مما تسببت بإرتكاب مجازر وإبادة جماعية( جونوسايد ) بحق شعبنا في منطقة كوباني وغيرها من مناطق كوردستان سوريا...
باريس في ٢٠١٥/٧/٤