يوسف حمك : منطق الخائبين و فلسفة الفاشلين

2015-07-05

الثقافة المتخلفة متدنية مدمرة للعلاقات الإنسانية ، مفككة لأواصر المجتمع ،
فيخلق نوعا" من عدم الثقة بين الشريحة السياسية و جمهورها .
فباعتبار أن هذه الشريحة هي النخبة التي تسعى لحشد الجماهير و راءها ، فالمهم هو كسب تأييدهم لها. سواء بالإقناع ،أم بالدجل ، أو بالرياء أو الخوف .
و هي المسؤولة عن نشر ثقافة الكذب ، لكسب أقلام الانتهازيين و المتسلقين .
مقابل استبعاد الفئات السياسية ، و الثقافية المخلصة المعادية لنهجها و سلوكها .
لأن المنحرفين يشكلون منبعا" للتشويه ،
و مصدرا" للنفاق ، تبريرا" للممارسات الخاطئة ، و اللاأخلاقية للطبقة السياسية ، و النظام السياسي .
فيبدؤون بكتابة مقالات للطبقة تقطر كذبا" ، و بإصدار بيانات تنزف نفاقا" و تضليلا".
فهؤلاء و أسيادهم يفتقدون الجرأة في قول الحق ، لعدم قدرتهم على أداء دور مستقل ، أو لفقد منافع ذاتية ، أو مواقع يتبوؤنها .
و هم يعلمون أن رسم السياسات ، و صناعة القرارات بيد أطراف إقليمية أو خارجية .
لذا فقراراتهم متناقضة تفتقد المنطق ، و ممارساتهم خاطئة غير نزيهة .
نعم إنهم اكتسبوا ثقافة الدجل و الكذب ، و اعتنقوا عقيدة التشويه و الجبن . 
أما الشعب فمغلوب على أمره كالعادة يدفع ثمن فاتورة هذه الثقافة العرجاء اللاأخلاقية ، المشبعة نفاقا" تلحق السوء بالوطن و المواطن .
ثقافة تدميرية تمس صميم المجتمع ، توأم المكيافيلية الهدامة للأوطان ، لا لبنائها .
فالمطلوب هو ثقافة الصدق ، و مبادئ الحق و الأخلاق و المصحلة العليا . لا الأنانية و الفردية . 
و ذلك للنهوض بالمجتمع نحو الأفضل و التحضر و الازدهار .
فلم يعد الجمهور يثق بشعاراتهم البراقة المضللة ، و لا بجملهم العسلية .
لأن الواقع يكذب ترهل مثاليتهم الجوفاء .
فالساحة السورية باتت تربة"خصبة" للنفاق و التضليل ( معارضين - موالين - كردا" عربا")
الأغلبية الساحقة منهم اكتسبوا خبرة" رائعة" لمهنة الكذب و الخداع و الرياء ، و اصطياد الفرص ، و السلب و النهب .
و أصبحوا معادين لمعايير الإخلاص والنزاهة و الكفاءة و الولاء للوطن و الشعب .
فكفى زعيقا" و تهريجا" و صراخا" ادعاء" بالدفاع عن الوطن و المصالح القومية ،
و ذرف دموع التماسيح ، اشمئزازا"للنفس و قرفا" للبدن .