يوسف حمك : و تستمر مأساة اللاجئين دون اكتراث المعنيين بالأمر

2015-06-20

اللاجئ و الهجرة و الغربة كلمات كانت بعيدة" عنا ، قريبة" عن أسماعنا،لكن مشيئة الدول الكبرى و مخططاتها،و تهيج الشعور الغريزي للسلطة ممن يعيشون في بلداننا حكاما" و معارضين ، و أصحاب أيدولوجيات لفرضها ، و عجز مجلس الأمن و فشله في القيام بدوره ،و استبداد الأنظمة ، و غياب الديمقراطية و العدل جعلت تلك الكلمات مرادفة لحياتنا .
فباتت الأوطان تغضب على شعوبها و البلدان تضيق بأهلها ، و الواقع يفرض نفسه .
فحلت بالبيوت خرابا، و العائلات على الفرار جبرا" ، و اختيار الناس للمنافي قسرا" ، و التشرد زرافاتا" و وحدانا".
فكانت المجاعة و الإهانة و الإذلال و القهر و الأهوال و التعذيب و الإساءة و الهيستيريا و التلاعب و السبي و الاغتصاب و التعذيب و الشر و القسوة و اللاعقلنة و غياب الحكمة ، و خيبة الأمل و اليأس و القمع الوحشي ، و الآثار السلبية بجوانبها النفسية و الاجتماعية و الجنسية و الجسدية ،
انفجارات و مذابح و قطع رؤوس و حرق يرتكبها الجهاديون ،
و أمراض سيكو سوماتية لعدم القدرة على التكيف ،
و شلل اجتماعي يسود المجتمع بأكمله ،
إهمال القيم و المبادئ ، و ضمور للفكر ،
و تفكيك للأسر ، و غضب ناتج عن مشاعر العجز .
إصابات أطفال ، و تجنيدهم لحمل السلاح قسرا" ، و إعاقات مدى الحياة .
نزوح جماعي ، و هجرة إلى أصقاع العالم ،
معاناة أهوال السفر ، و مغامرات ركوب البحر ، و الرحيل غرقا" . 
إنها المحن المضنية كلها ، و الجحيم الذي لا يطاق .
بل هي الحرب العالمية بالوكالة لمسلحي العالم في بلداننا و لاسيما سوريا .
و ها هو رئيس مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس يقول:((لقد تحولت سوريا إلى مأساة كبيرة في هذا القرن،إنها كارثة إنسانية تبعث على العار و ترافقها نزوح و معاناة لا مثيل لهما في التاريخ الحديث))
و كان هذا في منتصف عام 2013 فكيف و قد تجاوز كل شيء أضعافا مضاعفة و نحن في منتصف سنة 2015
ففي هذا اليوم و في العشرين من حزيران يونيو المخصص للاحتفال من أجل اللاجئ العالمي ابتداء" من عام 2001
حيث يفترض أن تبذل المفوضية العليا للاجئين ببذل قصارى الجهد مع المنظمات الإنسانية المعنية بهذا الشأن لتوفير السكن ، و اللباس و الغذاء و الماء و الخدمات و الصرف الصحي ، و النظافة و الرعاية الصحية ، و التربية و التعليم .
لكن ملايين اللاجئين يواجهون الإهمال دون تدخل دولي جدي .
قلة إغاثات ، و ندرة بعد تخفيض المساعدات إلى النصف ، و عدم توفير فرص عمل ،
و قلة أو انعدام مصادر دخل الكثير منهم .
و غالبا" ما تسود المخيمات حالة النقمة احتجاجا" على التجاهل الدولي لمأساتهم ،
و حتى من قبل بعض الحكومات التي تستضيفهم .
تلكؤ في تقديم الخدمات ، و تباطؤ في توفير المستلزمات .
فباعتبار أن الأزمة ستطول فلا بد من إيجاد مخرج لهذا التردد الدولي بتقديم الدعم متذرعا" بالأزمة المالية العالمية .
علما" أن التقصير بحق اللاجئين يشكل انتهاكا" للمبادئ الأساسية للقانون الدولي .
فلا عجب في ذلك أليست هذه الدول هي التي سنت قانونها ؟؟ ثم أشعلت لهيب النار الحارقة ، و سمحت للقتل و الدمار ، 
و تعمل جاهدة" لإطالة سعير الحرب دون السماح لإيجاد حل لعودة اللاجئين إلى ديارهم آمنين .
فلم العتب على الإهمال و التردد و التقصير ؟؟
و لكل ما أسلفت ذكرهم في البداية نصيب في إشعال الحرب الحارقة للبقية اللامتبقية من الوطن ، و رحاها مستمر في طحن الأجساد ، و الهجرة ماضية لجذب الباقين من اللامتبقين .
غير أن أصدق القول و أروعها في هذا المضمار كان لسفيرة النوايا الحسنة في الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنجيلا جولي مخاطبة" مجلس الأمن ‏‎frown‎‏ رمز تعبيري إن هؤلاء اللاجئين لا يمكنهم الحضور إلى هذا المجلس ، لذا أرجوكم اذهبوا إليهم .)
و ظل صدى صدق هذا القول حائما" حول المجلس دون آذان صاغية .
فلم يبق للاجئين و المهاجرين سوى تأجج الحنين لأثير الوطن المحمر بالدماء البريئة ،
و هياج الشوق للأحبة و الأبناء البعيدين ،
و طول انتظار من نافذي الصبر ، و معدومي الطاقات .