توفيق عبد المجيد : هل سينهار حزب الله في لبنان ؟

2015-06-01

معطيات كثيرة ، ومتغيرات ميدانية على الأرض من هزائم واندحارات وانسحابات " تكتيكية " متتالية حلت بجيش النظام في الآونة الأخيرة ، لينكفئ ويتراجع ويقلص ميدان تموضعه وتموقعه في مساحة أضيق ، قد يستطيع الدفاع عنها أمام التقدم الملحوظ للفصائل المسلحة في المعارضة السورية ، وفي فترة قياسية قصيرة ،
كلها مؤشرات قوية تؤكد أن قواعد التصدي لقوات النظام وتوابعها على الأرض قد تغيرت ، بل تغيرت بشكل ملموس خاصة في الفترة الأخيرة وفي محافظة إدلب تحديداً لتتقدم المعارضة المسلحة ، وتتراجع قوات النظام .
 
هذه المعطيات الجديدة الصادمة ، والصاعقة للنظام وملحقاته ، ما هي إلا عبارة عن رسائل إنذارية موجهة إلى حزب الله بعد قوات النظام ليعيد حساباته من جديد قبل أن يستفيق " الشيعة " في لبنان من الغيبوبة التي وضعهم فيها حسن نصر الله ، بتهديداته التحريضية ، ونداءاته الطائفية المذهبية ، وانتصاراته الوهمية ، وبسياساته " التوريطية " فهل سيستمرون في تلك المشاريع الخاسرة ، ليكونوا وقوداً لمصالح إيران والقوى التابعة لها ؟ أم يراجعون حساباتهم ضمن الوطن اللبناني ، ليعودوا كما كانوا جزءأ من نسيجه ، ويسارعوا إلى فك ارتباطهم بهذا المحور الذي جاء دوره لتقليم أظافره وتأديبه بدءاً بزعانفه وأذرعه المتمددة في أكثر من بلد ؟ وأين سيكون موقعهم بعد الهزائم التي مني بها جيش النظام السوري ؟ فهل يستطيع الأخوة " الشيعة " في لبنان استرجاع الثقة التي اهتزت كثيراً بهم وتزعزعت من قبل بقية مكونات الشعب اللبناني الإثنية ؟ أم إنهم قطعوا مسافات في طريق اللاعودة ، وهم يراجعون الآن حساباتهم ومخططات حسن نصر الله التي جرهم إليها وزجهم في أتونها ، ليفكروا في البدائل التي صارت صعبة ؟
 
إن المتغيرات المتسارعة الأخيرة على الأرض ، ما هي إلا رسائل تحذيرية مفهومة وموجهة إلى حزب الله وبقية القوى المنضوية في المحور الإيراني العدواني التوسعي ، والتي اشتركت جميعها في قتل الشعب السوري ، فهل بدأ العد العكسي لتراجع حزب الله ومن ثم انهياره ؟ الأيام القليلة القادمة كفيلة بإثبات ذلك .
 
30/5/2015