حسني كدو : مشاكل تركيا مع الجيران

2014-11-04

تداعيات علاقة تركيا مع داعش لا أحد يعرف نهايتها ،صورتها العالمية في حالة يرثى لها وسط المطالبات المستمرة لها بوقف تعاملاتها السرية مع داعش و التي تنفيها تركيا بالطبع .محادثات السلام الهشة والمستمرة مع أكرادها على وشك الأنهيار ، والسبب سلبية الموقف التركي تجاه الكورد السوريين في كوباني  المحاصرة من قبل داعش لأكثر من 45 يوما .
صداقتها  و علاقتها مع أمريكا و التحالف توترت كثيرا بسبب رفضها لقوات الحلفاء إستخدام قاعدتها الجوية (انجرليك ) في قصف داعش ، وهي الآن في خلاف كبير مع دانمارك  ، حيث ثبت بانها اعتقلت المواطن الدنماركي باسل حسن ، المتهم بقتل الكاتب الدنماركي لارس هيغارد ، المعادي للاسلام  في 16 إبريل في مطار استانبول  إثر بلاغ من السلطات الدنماركية  ، وبدلا من ان تسلمه إلى دنمارك  ، أطلقت سراحه ، ولكن يعتقد بان تركيا سلمته إلى داعش مقابل  إطلاق سراح رجال قنصليتها في موصل ، ليس هذا فحسب بل لايزال الغموض يلف مقتل ثلاثة اشخاص في جنوب شرق تركيا على يد ثلاثة عناصر من داعش ، اعتقلوا من قبل السلطات التركية ، و الشبهات تدور حول مقايضتهم مع المختطفين الأتراك ....
رئيس الوزراء الدنماركي يصر على أن تواجه تركيا تداعيات تصرفاتها وسلوكها أمام الإتحاد الأوربي الذي طالب بتجميد القضية الآن ، لكن منافس رئيس الوزراء  من الحزب الديمقراطي الإجتماعي طالب بتجميد عضوية تركيا في الإتحاد الأوربي  ، كما طالب بسحب دنمارك لقواتها ضمن الحلف من تركيا .
وعل صعيد آخر ، أدان الإتحاد الأوربي أيضا  الإقتحام الأخير من قبل السفن التركية للمياه الإقليمية القبرصية ،و طالب إعضاء في البرلمان الأوربي بتوجيه انذار صارم لتركيا .
تركيا تغيرت كثيرا عن الأول على الصعيدين الخارجي والداخلي ، حيث قمعت بوحشية احتجاجات  حديقة جزي في استانبول ، وقطعت شبكة الانترنت وفرضت رقابة شديدة على الإتصالات وكممت افواه الصحفيين  وسحقت كل الجهود الرامية لكشف الفساد المتعلق بالرئيس و حاشيته ،بل تمادت أكثر بأن أقترحت قوانين جديدة تمنح الشرطة صلاحيات كاسحة بما في ذلك الحق في احتجاز المشتبهين بهم بدون إذن من النيابة العامة ، ولقد ورد كل هذه الأفعال في  التقرير المرحلي السنوي للإتحاد الأوربي على محادثات انضمام تركيا .
اما ديفيد كوهين ، مسؤول الخزانة الأمريكي فقد فجر قنبلة أخرى و من العيار الثقيل عندما قال بأن داعش تكسب  يوميا  مليون دولار أمريكي مقابل بيعها النفط المسروق بمشاركة وسطاء أتراك ، لكن الأتراك ردوا بأن داعش تهديد حقيقي لأمننا وبانه تم السيطرة على 60 مليون ليتر من النفط ،كذلك تم تدمير40 ميل من الأنابيب الممددة بشكل غير قانوني .
و قد نبه مارك بيروني سفير الإتحاد الأوربي السابق لدى أنقرة بقوله "ومع ذلك، أي ما تقوم به تركيا الأن ، ستبقى تركيا محل شك وإتهام ما لم تقطع الشك باليقين و تنضم بشكل لا لبس فيه إلى قوات التحالف ضد داعش  ، وعندها فقط قد تحجز لنفسها مقعدا في أوربا وفي الغرب ، وعندها سوف تزدهر.
هذا غيض من فيض ،فصفر مشاكل التي كان يتفاخر بها دوداد أغلو حل محلها خلافات جمة وسببه الرئيس أردوغان وسلوكه للتدخل في شؤون الدول الإقليمية وعلاقاته مع المنظمات الارهابية و مصر خير نموذج لذلك ناهيك عن دوره المشبوه في سوريا والعراق وعلاقاته المتوترة مع دول الخليج.
انها السياسة ، فوبيا الكورد ، وحلم الأمبراطورية العثمانية ، والخريف العربي الذي دمر العالم العربي و دمر ثرواته الإقتصادية والإجتماعية وينذر بحروب طائفية و عرقية جعل من أردوغان يكشر عن أنيابه رويدا رويدا ، ولكن مصالح الدول الكبرى في المنطقة له ولأحلامه بالمرصاد .
 
من الصحافة الغربية 
حزني كدو