حسني كدو : من كوباني إلى دهوك

2014-10-20

الكورد قاطبة يحبون اسطورة البارزاني الخالد ، كيف لا وهو الذي سطر ملاحم بطولية على كافة الأصعدة في العراق  وفي مهاباد  وفي الاتحاد السوفياتي وخلال مراحل حياته السياسية قاطبة ، والكورد يتذكرون جيدا حرصه على كل ما هو كوردي .
كوباني تستميت  كما شنكال كما سري كانيه، كما جلولاء ، المدافعون عنهم البشمركة   و ي ب ك و ي ب ج يسطرون ملاحم بطولية قل مثيلها في عصرنا الحديث ... هولير صمدت ...كوباني صمدت بإرادة المدافعين عنهم.
كوبانى صمدت  بالرغم من الحصار المفروض عليها من الجهات الأربعة ، كوباني أجبرت العالم بالإعتراف بها كمدينة صمود ، تقاتل الأرهاب ، صمودها ونداء السروك البارزاني جعل التحالف والعالم يقفون معها ، شخصيات عالمية ، سياسية وثقافية وفنية وقفت مع كوباني  و دعت إلى تقديم السلاح والعون لها ...كوباني اصبحت رمزا و مغزى و معنى ، كوباني دخلت التاريخ العالمي و ستكون صفحة ناصعة للاجيال الكوردية القادمة .
أكثر من ثلاثون يوما من أشرس المعارك ضد الدولة الإرهابية ومن خلفها ، كل محاولة داعش تبؤ بالفشل ....لقد أصبحت كوبانيغراد ، قبلة كل كوردي شريف ، و رمز المقاومة .
الكورد يحبون قاداتهم بعنفوان كبير ، واالزعيم أوجلان لم يبخل على كوباني ....كوردستان كلها هاجت ...كوردستان باكور فعلت كل ما بوسعها ولا تزال ...ساستها كانوا أمام المتظاهرين و وقفوا أسودا في البرلمان وأمام الجندرمة وفي نقاط الحدود وعلى السياج.
نعم الكورد يبجلون و يحبون قادتهم ، السروك مسعود قالها ..كوبانى هي هولير ،لقد فعل كل ما بوسعه لدى الحلفاء ولدى أصدقاءه ، الذين لبوا طلبه بقصف مركز على حشود داعش ، وأصبحت جثثهم العفنة تتطاير في سماء كوباني الصامدة ...كما طالب السروك مسعود بعقد إجتماع فوري لكل كورد روشافا وحثهم على ضرورة الخروج بقرارت تصب في خانة ومصلحة الدفاع عن كورد روشافا بهيئة واحدة وجسد واحد لان الخطر كبير والعدو متشعب ويقظ.
هذا غيض من فيض .....تقول أم كوردية بسيطة ، دموعها تنهار و هي  تحمل صور ولديها على جبهات كوردستان ..هذا عكيد مع الهفال  و هذا ولات  مع البارزاني ...وتقول أم ثانية وهي على فراش المرض ...لقد فقدت ابني في كوردستان تركيا ، وأبني الأخر في بيشمركة ماما جلال ....صور بطولات عديدة ...أب من كوباني يدفن ولده الثالث بيده ...و أب أخر يلبس بدلة ابنته التي جرحت في كوباني ويحارب مع لبوات ي ب ج ...شعب جبار لا يعرف الهزيمة والخوف ، وهذا الذي جعلت أمريكا تفكر فيهم ....
كل هذا وانظار الكورد قاطبة من البرزانيين والجلالين والابوجيين يتجه صوب دهوك قلعة الصمود حيث خيمة القائد ،و كلهم أمل ان يحذو المجتمعين في دهوك حذو هولاء الابطال و ان لا يفسدوا هذه اللوحات الكوردية الشعبية الجميلة بفسادهم وعهرهم السياسي .
انها اخر محاولة كوردية ...قنديل و السليمانية و هولير مسؤولين بشكل مباشر عن فشل المحادثات الجارية ، أمريكا و دول الحلفاء ، أصدقاء الكورد ، تركيا ، بغداد ، ايران و النظام السوري يراقبون  الوضع الكوردي في روشافا عن كثب ، الخروج باتفاق فعلي وموضوعي ولو بتنازلات على حسب الطرف القوي ليس عيبا ، بل يزيد من قوته ومن جماهيره ، الطلب من فاقد الشيء عيب وحجة للتهرب من الاستحقاق الوطني الكوردي ، لذلك على الطرف القوي ان يبرهن على جدارته السياسية بالعطاء مثلما يبرهن على قوته العسكرية ( الضرب في الميت حرام ) لا  بديل عن جيش كوردي موحد يعتمد عليه لدى أمريكا والحلفاء ، السير بعكس الاتجاه سيعود بالقضية الكوردية في كل مكان الى مربع الصفر ، والخاسر الكبير كورد روشافا جميعا وليس فصيلا معينا .
ختاما ، الكورد يتذكرون جيدا كيف وضع البارزاني الخالد  مجموعة من ساسة روشافا المخضرمين ، لايزال بعضهم على قيد الحياة ، رهن الإقامة الجبرية لفترة من الزمن بسبب عدم إتفاقهم في توحيد أحزابهم في ذاك الوقت ....و اليوم رسالة الكورد للقائد السروك مسعود وللسليمانية ولقنديل واضحة و شفافة ، دماء الكورد عزيزة وغالية ولكنها رخيصة في سبيل كوردستان ...لذا الكورد بمختلف إتجاهاتهم ينادون السروك مسعود و قنديل  ان يكفا عن دعمهم المادي و المعنوي  لقادة كورد روشافا في حال عدم وصولهم إلى اتفاق يوحد هذه الجماهير وهذه الشجاعة النادرة من الشعب الكوردي حتى يستطيعون الزود والدفاع عن روشافا .  
18-10-2014 
حزني كدو