ســـوريا بيــــن المسكوت عنه وسكونية التيارات الإسلامية

ا- هل هي ثورة شعب أم ثورة إسلامية؟
2-كيف تنظر الأقليات للقومية العربية في سوريا؟
3-كيف يرى الكورد مستقبل سوريا؟ 

انطلقات الثورة السورية بجهود شباب سورية وأبناءها دون انتظار اذن او مشاركة من اي من القوي السياسية التقليد داخل او خارج سورية وحتى تلك التي عاشرت الاسد الاب واعطته الشريع في فترة من الزمن .
مع تقدم الثورة يوما بعد يوم ومع إصرار الشعب الثائر على مطالبه وصبره على ثورته وصلنا إلى نقطة لم يعد ممكنا فيها إنهاء الثورة إلا بإسقاط بشار الأسد وأركان حكمه. هذه الحقيقة أدركتها القوى الغربية التي تابعت الثورة منذ أيامها الأولى وبعض التنظمات السياسية وجماعة الاخوان التى لم تعد قادر على السكوت بل اخذات تحول اظهر نفسها انها القائد والمحرك للثورة  ،اما القوة الغربية  فلم تعد قادرة على الاستمرار في دعم ذلك النظام الذي منحته بركاتها على مر السنين، وقررت -بالتالي- أن تتخلى عنه. ولكن كيف  و ماذا عن البديل؟
والمعروف ان سياسية اوباما تختلف عن السياسية الامريكية ايام السيد بوش . استراتجية السيد اوباما تقوم على ان ينجز له العمل في المناطق اي مجموعة او دول في المنطقة ,وقد  بدؤوا يتصلون بالمعارضة السورية في الخارج والداخل ، وقد بات من المعلوم الان أنهم مارسوا ضغوطا كثيرة على أطراف المعارضة المختلفة وصولا إلى تركيبة ترضيهم وتضمن مصالحهم المستقبلية، في حدودها الدنيا على الأقل، وهذا كله مفهوم لأن الدافع الذي يحرك تلك الدول ليس دافعا أخلاقيا أبدا وإنما هو دافع مصلحي كما يعرف الجميع، لذلك سكت أهل الثورة ولم يعترضوا، ولكنهم قرروا أن يبقوا حذري.
في وقت لاحق روجت بعض الجهات الاسلامية انها صاحبة الحق في قيادة سورية بعد الاسد , فكان المجلس الوطن السورية الذي في الاساس كان عماده الشباب السورية .ولان التيارات الاسلامية  تملك مشروع عابر للقارات وليس مشروع سوري وطني وهي في الاساس نتاج عصر التحكم الدولية في المنطقة في اوساط القرن العشرين .وجميع القادة فيها من ذلك العصر المنقرض .فقد تمة السيطرة لهم على المجلس وافشله .وبعده الائتلاف  على نفس الطريق من فشل الي فشل وهم قادة هذه المرحلة الفشلة .وخير دليل على ذلك محاولات شراء الولاء في صفوف الثورة والشباب وحصر الدعم في من يعطيهم الولاء فقط. 
عندما قالوا أن الإناء ينضح بما فيه كان من البديهي أنه لا ينضح بما ليس فيه, فإن نضح فهو حتماً ينضح بما فيه ولا يمكن أن يكون النضح مما ليس فيه.لهذا كان من الضروري أن تتنتبه التيارات الاسلامية  في المعارضة الي سلوكياتهم إلى أن ما تسلكهون هو ما يعكس مضمون ما في داخلهم من تركمات الشيوعية العروبي والاسلام العربي والقومية العروبية ويصورن انفسهم  المالك وأنت المملوك وهو المسيطر والمتحكم فيك وأنت ليس إلا مجرد قشة في مهب الريح تتأثر سلوكياتك بالظروف والأشخاص والأسباب.
فى حقيقة الامر ليس هنالك  اي جدل فى تصوير الوضع بانه ربيع او ثورة , فهذه اوصاف تصلح لاستيعاب محتوى مايجري من الاحداث ولكن الخطأ الاستراتيجي يكمن فى تنسيب كل الفعل قي الثورات  للتياريات الاسلامية  وحدهم دون سواهم والمستند على إيديولوجيا أصولية اسلامية لا تختلف عن اصولية داعش و يختفي من تعاليمها الاختلاف والتعدد داخل المجتمع أن لم يختفي المجتمع برمته , سواء كان الاختلاف قوميا أو فكري أو ثقافي .وفي ظل الثورات في الشرق الاوسط فان على الجميع ان يقتنع بان المنطقة برمتها بدات تخرج بالفعل من قوقعة الدكتاتورية وقبضة الشمولية والفكر القومي والمشروع الاممي الاسلامي  الى رحاب العالم المعاصر والعولمة الحديثة فى تحالفاتها المعقدة وتحدياتها المتشعبة وهي مسيرة قطعاً تتطلب وقتاً طويلاً ومريراً ومخاضا عسيرا وربما دموياً فى كثير من احيانها  حتى الوصول الي صيغة  دول مدنية تعددية تشاركية لكل ابناءها .
 كيف تنظر الاقليات  للقومية العربي في سورية .اظن العنوان  يجب ان يكون كيف ينظر العرب الي القوميات الاخرى  . المعرف ان منذو الاستقلال  مرورا بالعصر الذهبي الذي عايشته سوريا , حيث انتعش فيه الوعي القومي الكردي في موازاة الوعي القومي العربي , وكانت فيه المواطنة معيارا للتقييم , وكان فيه الانتماء إلى سوريا كدولة لجميع مواطنيها واضحا وملموسا , ويكفي انه خلال هذه المرحلة تأسس أول حزب سياسي كوردي , إضافة إلى العديد من الجمعيات الأهلية متعددة الأهداف والإغراض , وكان فيها الأكراد مثلهم مثل بقية أبناء الشعب السوري من حيث الحق والواجب. 
هذه المعادلة الوطنية بدأت بالانهيار منذ اليوم الأول لدولة الوحدة وسيادة مفهوم نقاء العرق كإيديولوجية تبناها أغلبية القومجية العرب , الذين راؤوا الوطن العربي وحدة جغرافية وبشرية كل من عليها هو عربي , وبذلك انكروا وجود الكثير من القوميات الموجودة فوق أرضها التاريخية , وعكس بذلك غلاة القوميين العرب الغبن الذي لحق بهم من العثمانيين والإنكليز والفرنسيين إلى اضطهاد للقوميات المتواجدة معهم في ذات البقعة الجغرافية وتحولوا من شعب مضطهد إلى شعب يضطهد غيره من الأقليات الأخرى , في خلط متعمد ومقصود لمجمل المفاهيم والقيم المدنية والإنسانية , ولعل الخلط الأساس الذي زرعته الايدولوجيا الثوروية والقوموية هو الدمج القاصر بين حق الدولة والحق الجغرافي لأي شعب كان , ومعروف أن من أسس بناء الخطاب والفعل القومجي ثنائية التدمير والتآمر , فميزة التدمير التي حملها خربت المجتمع وغيبت العقل واستعبدت الإنسان , وميزة التآمر يخفي من خلالها ما فعلته الميزة الأولى من عمليات هدم سياسي وثقافي واقتصادي واجتماعي , لينتج خطاب التفكك هذا تراكما في الفرقة والتشتت وإنكارا للقومي المختلف , الذي تزايد خطه البياني مع تبلور الرؤى التاويلية القاصرة للأمة ودورها , وتحويل ذلك التأويل إلى حقيقة وعقيدة فقدت بها أي إمكانية بحثها عن ذاتها الفاعلة , قبل أن تفقد ركائز تطورها ومحددات شخصيتها الثقافية والسياسية وتتحول إلى سلطة استبدادية , قمعية , بقي التسويغ فيها هو العنصر المتداول حاجبا للحقيقة مسوغا لشبكية الأفعال والتخبطات المقصودة واللازمة لديمومة امن الحاكم , وكنتيجة طبيعية لتراكم الفعل الالغائي للآخر جاءت أولى البشائر " الوباء " مع الوحدة السورية المصرية التي أينعت استبدادا وإلغاء وإقصاء. أن شكل التعامل الرسمي الالغائي مع الوجود الكردي بدا منذ تشكل وتبلور الأحزاب القوموية التي بدأت بحظر أي شيء كردي سواء التكلم باللغة الكردية على مستوى الشارع والبيت إلى منع الزي الكردي والبدء في تغير الأسماء والمعالم التاريخية الكردية , وتحت ضغط النهوض القومي الكردي في أجزاء كردستان الأخرى بدا رسميا الإعداد لمشروع عنصري , شوفيني تجاه الوجود الكردي في سوريا , وانجز هذا المشروع احد ضباط الأمن السياسي ( محمد طلب هلال ) وكان بعنوان ( دراسة عن محافظة الجزيرة من النواحي القومية والاجتماعية والسياسية ) عام  1962 
هناك سؤال روجت له  بعض وسائل الاعلام العربية  وهو متى دخل الكورد  في الثورة السورية ؟
للاسف فان سؤال وبهذه الصيغة يظهر ما تم غرسه في المجتمع السوري علي سبيل المثال حيال الوجود الكردي والقوميات الاخرى  في سوريا يتضمن كل شيء ما عدا الحقيقة والحق.لان الكورد كانو من اول من عمل على انطلق الثورة منذ اليوم الاول من 15 و16 اذار 2011  كما شاركت العائلات الكوردي في درعا في الثورة منذو اليوم الاول وكي لا ينس الجميع ان المظاهرة الاولى  في جامعة دمشق كان عدد الطلاب المعتصيمين 110 منهم 70 طلاب كرديا ولكن لأن الطريقة المتبعة في التعامل مع الوجود الكردي والمشاركة في الثورة من اليوم الاول اوحتى قبل ذلك, وهو الذي كان في  انتفاضة عام 2004 ضد بشار الاسد . تتركز منذو اليوم الاول  في نفي الجغرافيا والتاريخ والتشويه الاعلامي  وما يستتبع ذلك من ملحقات تنفيذية , خلقت مشهدا عدائيا تجاه كل ما هو غير عربي في الساحة السورية, وكأن هذا الغير هو المسئول عن الفشل في التنمية أو الفشل في تحقيق الحرية وعدم إنجاز الوحدة العربية والثورة السورية ؟ وهو ما يحدث إرباكا عند الحديث ا عن الموضوع الكردي في سوريا وخاصة لدى جهتين نافذتين في المجتمع السوري.
1- وهي التي لا زالت تحت هيمنة النموذج القومي العربي او الاسلامي العروبي الوحداني النـزعة والتمثيل.       
  2- وهي المفعمة بفكرة الأمة/العقيدة , أي التي تحولت لديها الأمة الاسلامة  إلى عقيدة إيمانية غير قابلة للحوار وبالتالي نافية لغيرها من القوميات الموجودة. 
هاتان الجهتان اللتان لا زالتا تعيشان عصر الشعارات الرنانة الطنانة المهترئة من كثرة تردادها , والتي تعود إلى حيز التداول الرسمي كلما تعرضت الانا القومية  إلى ضغوط داخلية أو إقليمية أو دولية. 
ومن هنا نجد عند هؤلاء لايوجد مفهوم الوطن المشترك ودلالة الانتماء إليه ومستوى العلاقة الحاضنة للوحدة والاختلاف , من حيث أن مفهوم الوطن يحيل إلى كلية الانتماء والى جماعية الإرث الحضاري لشرائحه وأطيافه القومية والفكرية والدينية , وكانت الاستراتيجية القوموية في صهر المختلف تتم بالاعتماد على تقزيم الدورة لهذه القوميات في الثورة السورية.
الكورد و كيف يرون مستقبل سوريا 
طبيعي أن الراهن على ربيع وليس خريف او شتاء  يفرض على القوى والفعاليات التي يهمها حماية الوطن ومصلحة شعبه أن تبادر إلى اعتراف صريح بالواقع العياني واعتماد الشراكة الحققيقة لمجمل قضايا المجتمع ومن ضمنها قضية القوميات الموجودة دون التدثر بعباءة فكروية قومجية او اسلامية  ترى تاريخا توهمته وتحاول أن تصدق ما توهمته , وهكذا تاريخ قال عنه جوستاف لوبون " لو نطقت الحجارة لكان التاريخ مجرد كذبة كبرى".
إن ثورتنا جاءت دفاعا عن العقل والحرية, اللذان يتجسدان في تكريس وجودنا الإنساني وتاليا القومي والسوري تأصيلا لتاريخنا البشري ودورنا الحضاري, فطالما نحن لا نخاف الحرية, بل نسعى إليها لأنها تشكل جوهر وجودنا الإنساني فلزاما علينا متابعة مواجهة النظام الاسدي والاستمرار في الثورة .
وقد كانت لنا رؤى وهي  العمل على إسقاط النظام بكل الوسائل المشروعة.
الوحدة الوطنية ونبذ أي دعوة للطائفية أو المذهبية أو احتكار الثورة .
العمل على توفير الحماية الدولية للمدنيين , بما يتوافق مع القانون الدولي وشرعة حقوق الانسان.
اما عن مستقبل سورية فان نرى ان يكون هناك  دستور عصري يقوم على عقد اجتماعي يجسد سوريا كما هي من تنوع قومي وثقافي وديني , بما يتوافق مع المبادئ والمواثيق الدولية , وإذا كان الإسلام دين الأكثرية , إلا أنه لا يعطي امتيازا لأتباع دين على آخر , ولا طائفة على أخرى ، وحرية التعدد الثقافي والفكري والديني والقومي يكفلها الدستور.
حل القضية الكوردية حلا ديمقراطيا , على اعتبار أنها قضية ارض وشعب , وطنية وديمقراطية , وضمان حقوق الكورد في المواطنة الدستورية والشراكة في الوطن,  بما يجسد منعة الوطن المشترك وقدرته على التطور الحضاري، المدني، في إطار دولة الحق والقانون ، وعلى أرضية سوريا لكل السوريين. العمل مع شركاؤنا على بناء الدولة السورية الاتحادية بنظام اللامركزية السياسية على اساس فيدرالي.
رفض اللجوء إلى العنف والانتقام في الحياة السياسية، والتشجيع على الصفح والمصالحة والتسامح بين جميع المواطنين. 
- إعادة صياغة الهوية السورية بمكوناتها وتمازج وتفاعل هوياتها في دولة تشاركية, مدنية, مكتملة النمو والتطور. وباعتبارها فضاء واسعا يعكس الطيف السوري المتعدد ويعتبر هذا التعدد عامل ثراء وقوة.
لندن 10\10\2014 
الملتقي الثقافي العربي 
محاضرة الدكتور عبدالرزاق التمو 
عضو مكتب العلاقات العامة في تيار المستقبل الكوردي 

الاسئلة 
الدكتورة  ملكة 
ماهو جذور وشرارات الثورات في المنطقة ؟
لقد عملى النظام الاسدي على مدة 40 عاما على الغاء الانسان السوري ,من خلال تحويل الانسان السوري الي مجرد حيوان لا يملك من الانسانية شيء, ومع الخوف بشكل مستمر من الامن الاسدي وظهور جيل يطلب الحرية والكرامة كان هناك استعداد كامل لثورة تنتظر شرار فقط .
الدكتور رمضان 
هل انت مع الهوية الوطنية ؟
بالتاكيد مع الهوية الوطنية  في دولة تشاركية مدنية تعددية .دولة لكل ابناءها .مع الحفاظ على خصوصية كل المكونات .
ماذا حققت الثورة السورية ؟
 أدرك الشعب السوري ذاته وانسانيته  وانتزع كرامته وحطم حواجز الخوف وجدران الصمت ليقول انا سورية وسوف يتحدث التاريخ كثيرا عن هذا الشعب .
التحالف الدولي وماهو دور  الكورد فيه او ماهو الدور الحقيقي للكورد فيه(العراق) ؟
لدى كوردستان العراق الكثير من المقومات السياسية والقانونية والاقتصادية ليصبح في لحظة ما دولة مكتملة المواصفات الاعتبارية على الصعيد الدولي , وعلى سبيل المثل  لا يستطيع اي شخص ليس من كوردستان  الدخول الي كوردستان بدون فيزا او تأشيرى ,ومن هنا هم جزء من التحالف الدولي .
دكتورة ملك 
هناك مؤمرة دولية علي سورية اومشروع حول سورية والمنطقة  ,اين دور اوموقع سورية في هذا المشروع او المؤمرة .
للاسف منذ ظهور هذه الدول على انقاض الدولة العثمانية حتى الان هي ليست صاحبة قرار حتي يصبح الان لها قرار وسورية ليست استثناء .نحن لسنا لاعب في هذا المشروع حتى يكون لنا دور .